من الأسماء التي لا أحبها اسم (حاتم)، لأنه يدل على الشؤم.
أولاً: لأنه من أسماء الغراب، “والعرب تسمي الغراب حاتماً لأنه يحتم عندهم بالفراق”¹.
ثانياً: أن (حَتَم) في اللغة تعني حَكَم وقَضَى، ولم يرد استعمالها في قضاء الخير، فلا يُقال: “حتم² القاضي ببراءة المتهم”، ويصح أن يقال: “حتم القاضي بسجن المتهم”.
قال عز وجل: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيّاً}³
وقال أمية⁴:
حَنانَي رَبِّنا، وله عَنَوْنا … بكفَّيْه المنايا والحُتُوم
وقال غيره:
سيأتي على الباقِين يومٌ كما أتى … على من مضى حتمٌ عليه من الحَتْمِ
قد كان في الموت له راحة … والموت حتم في رقاب العباد
والموت حتم لا محالة واقع … من لا يصبحه نهاراً يطرق
كفر الذي أوليته من نعمة … والله قد حتم العذاب لمن كفر
وأما في التراث الشعبي، يقول الشاعر:
طيور الصوب (حتمنا) عزاي .. نون رحلان وانسني اليوم
زهور اجنان ساقيهن ابماي .. هجمهن⁵ ياس ياشينك اهجوم
ويقول الغناي:
سمرن نين ماح النجم… حتمن ياس غاليهن غفن
واجب عليه القدر… العقل وين ما صوبه حتم
م الساعه عزاه حتمت… نشبر عليه ويدى قاصره
1- مختار الصحاح، ومعجم الفروق اللغوية للعسكري.
2- ومن أسماء القاضي: الحاتم.
3- سورة مريم:71.
4- أمية بن أبي الصلت.
5- الفعل (هجم) لازم، ولكن الشاعر أراد تضمينه معنى (هزم).
* مع الاعتذار لحاتم طيء، ولكل من تسمى حاتماً.