في أربعين الشاعر الراحل، نورس الشعر، الدكتور عبدالمولى البغدادي
هو “عبد المولى محمد البغدادي”، شاعر وأستاذ جامعي ليبي.
ولد بمنطقة (شط الهنشير)، بطرابلس في فترة الاحتلال الإيطالي، في 7 مارس من العام 1938م.
تلقى الشاعر “عبدالمولى”، تعليمه الأول بزاوية ميزران قبل أن يلتحق بمعهد أحمد باشا الديني حيث نال الشهادة الثانوية منه، قبل أن يحصل على درجة الليسانس من كلية اللغة العربية بمدينة البيضاء عام 1965م. سافر إلى مصر حيث تحصل على درجة الماجستير من كلية اللغة العربية بالأزهر في العام 1968، ومن بعد حصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى من ذات الجامعة، العام 1971.
بعد عودته إلى طرابلس شغل عبد المولى عدة مناصب في التدريس الجامعي، وكوكيل ثم عميداً لكلية التربية، وثم وكيلا لجامعة الفاتح؛ جامعة طرابلس حالياً.
سافر إلى روما في عام 1981 للعمل في النشر، ثم أوفد كأستاذ زائر؛ إلى الحبشة لتدريس اللغة العربية في جامعة أديس بابا إلى أن غادرها في عام 1989م، ثم إلى مالطا لتدريس العربية أيضاً وعمل في جامعتها.
عرف عن الشاعر طيب المعشر وحضور بديهته، خاصة الشعرية، وارتجاله الشعر في المناسبات، وأيضا مفاكهته، هذا ولقب شاعرنا بـ(نورس الشعر).
تميز شعره بالالتزام بالأوزان الشعرية، وتميزت ألفاظه بالجزالة، أما موضوعاته الشعرية فتنوعت في جميع الأغراض، وإن كانت قصائده القومية والوطنية هي التي اشتهر بها، والتي كان آخرها قصيدته (أما للكره والبغضاء حد)؛ التي يقول في مطلعها:
أَرَى فِي العِـيـدِ طَـيْـفَ دَمٍ يَـلُــوحُ يَـصِـيحُ بِـنَـا: أنا الوَطَـنُ الجَرِيـحُ!
أَنَا الشَرَفُ الذَّبِيحُ بِسَيْفِ أَهْلِي لِمَـنْ أَشْكُـو دَمِـي وَلِـمَنْ أَبُـــــــوحُ
أتـحْـتَسِبُونَـه عِـيـــــــــــدًا سعِـيـدًا وَطَعْمُ الكُرْهِ مِنْ دَمِكُمْ يَفُــــوحُ
أَمَا لِلـكـُـــــــــــرْهِ وَالبــغْـضَاءِ حَـدٌّ وَأَيْنَ هُو المُسَامِحُ وَالنَّصُوحُ
واعتبر الشاعر والناقد المصري الراحل “فاروق شوشة: قصيدة (أشواق عربية مهاجرة إلى الحبشة) للشاعر “البغدادي” ك(انجاز شعري يحسب لصاحبها، وصفحة بديعة من صفحات الشعر الليبي). كما تناول الناقد والباحث الأكاديمي الدكتور “عبد الاله الصايغ” بالتحليل رائيته في كتاب “بكائيات على مقام العشق النزاري”.
كما يحسب للشاعر الدكتور “عبدالمولى البغدادي” أنه صاحب أطول قصيدة عروضية في المشهد الشعري الليبي، وهي قصيدة (من وحي الثمانين) والتي جاءت في أربعمائة وثمانية بيتاً، موحدة القافية النونية المكسورة، في بحر البسيط.
شارك في عدة مهرجانات ومنتديات شعرية وأدبية منها مهرجان الشعر العربي الفرنسي. وعكاظية الشعر العربي بالجزائر سنة 2010.
أنجزت في شعره عدة دراسات وأطروحات جامعية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة في جامعات ليبية وعربية، وغيرها.
صدر لشاعرنا:
بكائيات على مقام العشق النزاري- مكتبة طرابلس 1998. تقديم الدكتور “سعدون السويح”، وتعقيب الدكتور “عبدالإله الصائغ” من العراق.
على جناح نورس – 1999م.
مولاي – الهيئة العامة للأوقاف.
أين حكام العرب – الشركة العامة للورق.
من عليه الرهان بعد العراق – مطابع الثورة العربية.
من وحي ثورة الحق والتكبير – دار الرواد 2012م. يضم خمسة قصائد قدم لها الدكتور “سعدون السويح”، مع مقالة قصيرة للدكتور “زاهي غازي زاهد” من العراق.
صرمان أم الربيع الدائم – منتدى صرمان الثقافي 2014م. كتب المقدمة الدكتور “الطاهر القراضي”.
عودة الحب – دار إمكان 2018م.
الراية البيضاء – الهيئة العامة للثقافة 2020م.