قصة

الكلب(الحرًاس)*

من أعمال التشكيلي علي المنتصر

توقف عند ناصية الشارع يلسعه الشوق، منتظرا تلك الفتاة التي أبلغته عن طريق ورقة مطوية بإحكام وصلته مع ولد صغير رماها بقوة في فناء منزله.. كان الوقت صباحا أثناء خروج الطالبات الى مدارسهن البعيدة عن محل سكناهن.. رآها تحادث أخرى في الطرف الاخر من الشارع، أصرً أن يقطع المسافة إليها، عليه أن يلبي تلك الدعوة، هناك عقبة تعترض طريقه.. كلب باسط ذراعيه أمام أحد المنازل مغمض العينين.. لديه خوف شديد من الكلاب لتجربة مؤلمة معها.. تكومتْ عدة مخلفات لبيوت في طور الإنشاء، تواري أجزاء من الرصيف.. لابد من مواصلة طريقه رغم المنغصات، فالأمر يستحق المجازفة.. اجتاز المنزل الذي يتمدد على عتبته حارسه الأمين، وخطا نحوها بخطا ثابته.. الكلب فتح عينيه وبقفزتين كان خلف صاحب اللقاء الموعود.. أصابه الفزع.. اندفع الى إلى الأمام مذعورا وسقط وسط الركام.. تراجع الكلب الذي يبدو أنه أفسد متعة اللقاء.. نهض ونظر إليها.. سمع ضحكاتها من بعيد.. أشارت بيدها إلى موعد آخر.. عاد أدراجه بقميص ممزقة أكمامه وجروح في الذراعين وبعض الكدمات في خده الأيمن..

___________________

* الحرًاس: يطلق عند العامة على الكلب الذي يهاجم دون أن يصدر نباحا.

مقالات ذات علاقة

نص الاسطورة

إبراهيم الككلي

قصص قصيرة جداً

جمعة الفاخري

لحظة عابرة…

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق