النقد

الشاعرة عائشة بازامة.. أنا ونفسي.. ذاتية الخطاب وعموم الرسالة

قراءة لقصص عائشة بازامة
الشاعشرة عائشة بازامه

لو قلنا بأن القصيدة في مفهومها أنها خطاب الوجدان في الأصل.. فأن ذاتية القصيدة والسؤال هنا هي نقلة من الشاعر تحسسّ فيها موطن التواجد التفاعلي مع الأشياء في داخله،  وبهذه فإن المحصلة الأولي في قراءة القصيدة سيكون بالضرورة في تأكيد بأن الشاعر اوان النشيد ليس في موطن الضعف ولا مناشدة استعطاف ولا في استجداء لإضافة اشياء هو يملكها في قدرة في الأصل، والمحصلة الثانية بأن القصيدة ستكون في مستوى مفهوم لضرورات مواجهة الذات بعقل وخطاب شاعر يعي ماهية السؤال.

 ووقفتنا كمتذوقين للقصيدة هنا اشارة الى ما شعرنا به حين نكون في حاضرة القوافي في مدرسة عائشة بازامه , مع التأكيد بأنه لسنا في تعزيز حقيقة هي موجودة في الأصل قالت ببيان علاقة الشاعرة داخلياً مع نصها الذاتي فالمعطى سيكون للمتلقي الهادئ أن هناك ثمة اواصر داخليه للشاعرة أرادتها هذه المرة ان تكون معلنة.. حتى أنه يصح لنا القول بأن هذه النوعية من القصائد لدى بازامه يجعلك في موضع المشاهد ويدفعك للاستماع لإيقاع يكاد يكون مسموع بينها وبين ما كتبته هذا التدافع من الفهم هو في جوهره حالة تدقيق لمهارة الحوارية التي تعنى الشيء للقصيدة والشاعر معاً.

 ولهذا فمجمل الخطاب النفسي في هذا النوع من النصوص الشعرية هو القادر على الدفع الماهر والمتمهل للقارئ الحذر نحو بؤرة يسودها قابلية لاستقبال صور تراتبية متبلورة في النهاية بمشهدية من الخطاب وجانب الاستقراء المغاير المقبول بالرضى , وهذا ما يصح أن يشار اليه بغزارة المحصلة الدالة برائعة الشاعرة حين تجعل من القصيدة ذات لا تنفصل من الهوية حتى أننا ليس لنا أن نستنكر الخطاب وما تخلله من سؤال بحكم أن هذه الخطوة هي صنعة امتلكتها الشاعرة لتجسيد المشهدية ذاتية عميقة.

 والقارئ لعائشة بازامة الشاعرة ستشده في النهاية اتجاه مدروس لا يخرج عن رومانسية شاعرة في حالة مع مدرسة ابولو التي نادت منذ وجودها برهافة الإحساس في الخطاب الشعري مع الاهتمام بجانب الابداع في التوصيف التأملي الذاتي حفاظا على ذوق المتلقي حين يكون متلبساً بأنفاس الشعر , وقد تكون القصيدة ذاتية المظهر لكنها في عمومها هي تشكيلاً لصورة في الأصل موجودة قد لا يتأت وصفها الا عبر مهارة شاعر كعائشة بازامة والتي طالما كانت الباعثة في النفس برسائل تخدم رسم الصورة المعبرة عن حاضر معاش وامس دابر في حنين وغدِ وان لم تتضح معالمه بعد.

تقول الشاعرة في قصيدتها:

متعبة أنا
في نفسي شتات مهيم
مهتدي بما حوله
لا يعبأ هذا اللئيم
يعج بروح مغادرة
تقيم في قلبي دغلَا
لم تعد سلة الكون تحمل تفكيري
مبعثرة أنا
مثل كومة قش تذروها الذكريات
غادرتها الرياحين
طواني غبار الاندهاش
تسللت عبر مسامات العقل
تهتز مني العروق
تتمايل ذاكرتي عبر خبر رديء
لا ينقطع
بحرها هائجٌ يحضن انفاسي
يودِعها متاهة الفكرة
من لها بحب نقي؟
يمتد غيثاَ سلساَ
في ما بعد الجدب
يرويني. يذرني بذاراَ
في تعاريج المستحيل
أعشق نقاط حرفه
ألونها خطوات لي على طريق العَود
يتمرد جنونه الاقحواني
على عابدات الشمس
ينزعن عرشه
لكنه يرحل وما عادت
الفكرة.

مقالات ذات علاقة

قراءة في قصة توجس للكاتب فتحي نصيب

أمينة هدريز

التّليسي.. والأسئلةُ المبكرة

رامز رمضان النويصري

تاريخ ليبيا من عمر المختار الى معمر القذافي

المشرف العام

اترك تعليق