1- باب الحوش
لأن أمّه غابة بثلاث جهات تتعارك
ظل بابُ الحوش مثل طفل يلعب بقذيفة ، ريحاً لا تهدأ .
لهذا :
كان الباب تاريخا حافلا بالحكايات .
هضم نصفَ شاحنةٍ من رفات الأشجار
ليكونَ باراً بمتاهته ،
أعمق من موسيقى تحترق في عبارة تائهة
وأكثر غدرا من يوسف باشا
وأمكر من معاوية .
**
2- لإيقاظ شجرة
الأمنيات وحدها لا تصنع كرسيا أو قصيدة
الأحلام البريئة كذلك ، ليست حطبا جيدا لإشعال ثورات عظيمة
لانتشال حديقة من الغرق ،
لاستعادة قبلة نازحة ،
لاقتلاع غيمة من قعر جبّ
لاصطياد ضحكة صافية من حفلة تأبين
وللمشي أيضا ، أبعد مسافة ممكنة في السرد
للإطاحة بأغوتا كريستوف ، وحتى شكسبير
ليست الأمنيات وحدها من يصنع سلّما أو حديقة
عليك أن تتوقّف كلّما كانت هناك امرأة تنتظر .
لإنقاذ نهد من حظِّه العاثر ، لا تتأخر
والتحقْ بأصابعك كجنديٍّ يهبط بمظلة .
تمرغْ كشاة تذبح .
وإذا شئت أن تكون ثائراً ، أو محارباً نبيلاً
لا يكفي أن ترتدي درعا ،
أو تحمل سلاحا لا يخمد
هناك أكثر من طريقة لإيقاظ شجرة أو مدينة في كهف
من دون أن تترك خلفك رماداً أو جنازة
من دون إثارة أيما فاجعة أو فضيحة
يمكنك أن تهب القبلةَ عمراً إضافيا .
فقط : أطلق لسانك كما لو كنت تعتق عصفورا .
دع فمك حراً ، دونما تعاليم أو خرائط ،
وأنت ترسم رجلاً سعيداً يتسكّع في البيت
دع خيالك يمشي في صمت
**
3 – أسباب لا أفهمها
أحيانا أغبط أولئك الكسالى وهم يسترخون في المقاهي ويثرثرون بأصوات حرّة
ولأسباب لا أفهمها ،أغبط النار
الشوارع لحظة أن تستيقظ في الشتاء
كما أغبطُ الروادَ الأوائل ، حملةَ البكتيريا الذين اكتشفوا الخيال وتركوه يغلي على مواقد رحيمة .
أغبط الألم الذي يصنع سلّما للضحك
الألم الصبور ، لا الماكر وهو يفكّر متربّصا بكهولتي
الألم أبن الخمسين اسما في معجم الجرّاحين
المتقرفص والراكض والناعم والمتسوّل والمنبوذ
أغبط طرابلس بخصوبة ترهاتها وهي تحتفل بالنفايات ، لأن الربيع حين فقد بصره أخيرا ، انتخب الشاعر لقيادة العزلة .
لهذا ، أرمّم مشتقات المنفى بمزيد من الكلمات
أبتسم في وجه العالم ، وأقول لنفسي : كأن الحياة لعبة
هكذا خمنتُ فيما كنتُ أسألُ جندياً عن اقرب دورة مياه أو جامع .
قال : تبولْ حيث شئت .
هكذا أتربّص أحيانا ، حيث الأسماء خلاصةُ سفر .
فيما الألمُ لا الكلمات ، مَنْ كان يُفكر .