يعتمد النشاط النقدي في التعليم على الحوار والنقاش البناء في المراحل التعليمية المختلفة ؛ وتعد اللغة العربية هي المحور الأساسي لتأسيس النقد التعليمي لجميع المراحل التعليمية، ونبدأ بالمعلم الذي يقضي أغلب أوقاته مع الطلاب في الشرح والنظر والتقييم في المفاهيم اللغوية والأدبية ، وتظهر بوادر النقد عند الطلاب بعرض الأسئلة حول المنهج باختلاف مستوياتهم العلمية ويتطور التفكير النقدي عند الطلاب في المرحلة الثانوية حيث يصبح الطالب حرا في اختيار التخصص العلمي أو الأدبي ولديه القدرة الفكرية في عرض المعلومات العلمية والسؤال والبحث عن الإجابة وهنا يبدأ التفكير الناقد الذي يحتاج إلى الإرشاد والتوجيه من المعلم وبتطور المعرفة يتطور النقد ولذلك وجب الاهتمام بالتفكير النقدي في التعليم وتحفيز الطلاب للسير في طريقه البناء في التحصيل العلمي ونذكر آثار النشاط النقدي في التعليم على النحو الآتي:
1- النقد التعليمي وسيلة للاختراع في المستقبل.
2- الرؤية الجديدة الذي يقدمها الطالب للمعلم.
3- إبراز المواهب والقدرات الفكرية والعلمية.
وما يتصل باللغة العربية فإن النشاط النقدي يشمل دراسة النصوص اللغوية والأدبية، وإبراز مظاهر الحسن والقبح في النص، والوقوف عليها بالقراءة والبحث والتقييم، وهذا يحتاج إلى أدوات النقد مثل قراءة الكتب النقدية والمناهج النقد القديمة والحديثة فتربطه بلغته وتقوي قريحته اللغوية وذائقته الأدبية ويصبح قائدا في الكتابة الأدبية وتساعده في الأنشطة الثقافية في المؤسسة التعليمية.
يعد دور الأنشطة النقدية مهما للطالب والمعلم في التحفيز على القراءة واكتساب مهارات التواصل مع الآخرين، وإدارة النشاط المدرسي والقدرة على فن الإلقاء والعرض والحركة في التعليم والتخلص من الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر وغيره.
أضحى النشاط النقدي في التعليم بصفة عامة واللغة العربية بصفة خاصة وسيلة النجاح والتقدم.
اهتم العرب بلغتهم قبل الإسلام وبعده وكانت حياتهم وثقافاتهم تخدم اللغة العربية في الوقوف على معالمها اللغوية فكان الشعر من الشواهد اللغوية على المسائل النحوية والصرفية وظهرت المدارس النحوية وكان النقد يسير بالرؤية الثاقبة والأدلة المقنعة مثل رواد اللغة والنقد أبو الأسود الدؤلي، الفراهيدي، الكسائي والزمخشري وغيرهم.
كان الأدب حاضرا في النشاط النقدي عند العرب حيث وصل إلينا العديد من الشعر والحكايات والنوادر الأدبية فتوالت اللغة العربية تتنزه بين الشعراء والأدباء والنقاد بأساليب مختلفة وبلاغة رصينة واستمرت الموسوعة الأدبية تقدم النشاط النقدي بمختلف أصنافه.
لقد أخذ النشاط النقدي مراحل متقدمة في العالم العربي وذلك لأن النقد يرشدنا إلى الابتكار والتأليف والتطور في العلوم الإنسانية والتطبيقية علينا الاهتمام بالنقد وتهيئة المعلم بالدورات التربوية والأدبية والتوجه إلى عالم الثقافة بمحطاته المتنوعة تحضنها اللغة العربية وتنشر إبداعاتهم عن طريق النشاط النقدي في التعليم.