التاريخ كأحداث تتدفق في شرايين الزمن، لا تقف على حال مند كينونتها الأولى واندفاعها نحو مصب الزمن الأبدي، لابد من فهمها واستيعاب حركتها لكي يمكن الافادة منها والتعامل مع حركتها الدؤوبة الدائمة والتي ستجرف في طريقها
كل العوائق التي تتمثل في عوامل الشد والتخلف والجهل، ولن تراوح مكانها طويلا.
إن بلوغ أهدافها القصوى في الاتساع عبر رقعة الجغرافية المكانية أو الزمانية، هو إيذان بانحلالها وتأكلها ما لم يتم الصيانة الدورية لها وإدامتها وإطالة عمرها ومدها بإكسير الحياة، وجعلها تتأقلم مع الواقع المستجد في مختلف نواحي الحياة حتى تضمن بقائها وتجذرها واستمرارها، أو فإنها تذبل وتنطفئ وتضمحل وتنحسر وهو ما يفسر هذا الهياكل التي نمر بها ولا نرى أثر للحياة بها كأن لم تك شيئا مذكورا.
أصبحت رمز للموات وتصبح أشياء لا تصلح الا لدراسة التاريخ وأخذ العبرة منها.
فكما يموت البشر فالمدن تموت وتدفنها الرياح والنسيان.