أخادعُ حزنَ روحي بالتمنّي
وأرسمُ للخيالِ غدًا مُغنّي
أُسمِّعُ مهجتي لحنًا جميلاً
وأحلمُ أنْ يُزاحَ الظلمُ عنّي
وأنسجُ من شعاعِ الصبحِ وعدًا
يُبدِّدُ في المساءِ ظلالَ ظنّي
وأمضي في الدروبِ بلا اكتراثٍ
كأنّ النورَ يسري في تجنّي
ولكنّي أعودُ إليَّ وحدي
وأسمعُ همستي تُلقي التمنّي
فلا فرحٌ يُحقِّقُ ما رجوتُ
ولا وجدٌ يُخفِّفُ ما أُعاني
كأنَّ العمرَ يخذلُ كلَّ وعدٍ
كأنَّ الحظَّ يتركُني لدَني
كأنَّ الليلَ يَسرقُ كلَّ نجمٍ
ويُطفِئُ كلَّ قنديلٍ بِعَمدِ
فمن لي كي أُخبِّرَهُ عَنَائي؟
ومن لي كي يُواسي الحزنَ عنّي؟
سئمتُ من التجلُّدِ والتصنُّعْ
سئمتُ تكلُّفَ الضحكَ المُغنّي
أخادعُ حزنَ روحي بالتمنّي
ولكنْ لا يُصدِّقُني التمنّي!