تأخذنا الكاتبة أميرة غنيم، في رحلة عبر الزمن، إلى جزء من تاريخ تونس الحديث، من خلال سيرة حياة وسيلة بن عمار أو الماجدة، وسيلة بورقيبة، زوجة الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة. كانت العلاقة بين الحبيب بورقيبة وزوجته وسيلة من أبرز ملامح السياسة في تونس طوال سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، هذه العلاقة التي حاولت أميرة غنيم، أن تسلط بعض الضوء عليها بشكل أدبي وانساني، مع عدم إغفال الجانب التاريخي والسياسي عند تناول حياة مثل هذه الشخصيات المهمة في التاريخ العلاقة بين الماجدة والزعيم، الحب والسلطة، الخرافة والعقل، ثنائيات تضعنا أمامها هذه الرواية، وسط خيط من البحث عن مسقبل مناضل ورئيس، انقلب عليه رئيس حكومته، فيما عرف في تونس بالانقلاب الطبي، ليبقى الرئيس بورقيبة رهين الإقامة الجبرية حتى أخر أيام حياته.
الرواية، وان سلطت الضوء، على رغبت وسيلة بورقيبة في حماية عرش زوجها، من الطامعين والراغبين فى وراثته، وهو حي، تعاملت بمنطق ذلك العصر، الذي لم يكن فيه الحديث بصوت عال عن الديمقراطية والتغيير السياسي بشكل سلمي من الأولويات، فمن المعروف أن بورقيبة، أكد أهمية التركيز على التنمية قبل الحديث عن الديمقراطية في بلاد عاشت عقودا تحت الاستعمار.
هذه الرواية، سلطت الضوء، على دور وسيلة بورقيبة في التأثير على موقف الرئيس الحبيب بورقيبة، لدفعه للتراجع عن قرار الوحدة مع ليبيا، بعد توقيع وثيقة الوحدة بين ليبيا وتونس وإعلان الجمهورية العربية الإسلامية، أو ما عرف بإعلان جربة الوحدوي عام 1974, الأمر الذي دفع، عددا من القيادات السياسية في تونس للاستنجاد بالسيدة وسيلة، التي استطاعت أن تؤثر على الرئيس، وتجعله يتراجع عن قراره.
وتظل دائما القصص التي تدور حول حياة الرؤساء العرب محل اهتمام كبير لكل القراء والأدباء، وهذه الرواية ليست استثناءً، لتحملنا إلى أزمان بعيدة، ونص يتعامل بحرفية مع علاقة استثنائية بين رجل وإمرأة، كان لهما تأثير كبير على تاريخ تونس، ودول أخرى.