متابعات

تأبين الخطاط إبراهيم المصراتي بدار الفنون في طرابلس

احتفالية تأبين الخطاط إبراهيم المصراتي

يُعد الخطاط الراحل إبراهيم المصراتي أحد أبرز رواد الخط العربي في ليبيا، إذ أفنى حياته في نشر هذا الفن وتعليمه، وترك بصمة خالدة في مسيرته الإبداعية. وتقديرًا لعطائه، استضافت دار الفنون بطرابلس، مساء الأربعاء 5 فبراير الجاري، احتفالية تأبينية بحضور نخبة من الخطاطين والمثقفين والمهتمين بفن الخط العربي.

وفي مستهل الاحتفالية، أكدت الشاعرة والخطاطة فريال الدالي، منسقة النشاط، على أن هذا اللقاء يأتي وفاءً وتقديرًا لعطاء الراحل الذي كرس حياته لنشر وتعليم فن الخط العربي. وأشارت إلى أن مسيرته التعليمية انطلقت منذ تخرجه من معهد ابن مقلة عام 1982، حيث بذل جهدًا كبيرًا في استقطاب المواهب وتنمية شغفهم بفن الخط وأصوله. كما استعرضت الدالي محطات من تجربتها المعرفية مع الفقيد، مُعرِّجةً على تأثر الخط العربي بتداخل الفنون والثقافات العالمية، حيث استمد بعض أنواعه من مناطق غير عربية، مثل الخط الفارسي، البهاري في الهند، الثلث الصيني، والتمبكتي في إفريقيا.

بدوره، تحدث الخطاط محيي الدين الصفاقسي عن زمالته للراحل خلال دراستهما في معهد ابن مقلة، مشيرًا إلى أن المعهد أسهم في تخريج دفعات متعددة، حيث كان المصراتي ضمن شعبة الخط العربي والزخرفة التربوية، بينما تضمنت الشعبة الأخرى تخصص خبراء الخطوط واكتشاف التزوير والتزييف. وأوضح الصفاقسي أن الفقيد استثمر مهاراته الأكاديمية في نشر الخط العربي محليًا وعربيًا، ولديه تلاميذ داخل وخارج ليبيا، كما كان أحد القلائل الذين شرفهم الله بكتابة المصحف الشريف وساهم في خط مصحف دمشق، أكبر مصاحف العالم.

وفي كلمة نعي، عبّرت الدكتورة فائزة البير، ممثلةً عن إدارة مدرسة أم المؤمنين، عن عميق حزنها على رحيل الخطاط إبراهيم المصراتي، مؤكدةً أن فقدانه يمثل خسارة كبيرة للفن والخط العربي، باعتباره قدوةً ومعلّمًا متفانيًا، كرّس حياته لنشر هذا الفن العريق وتخريج أجيال من الخطاطين. وأضافت أن أعماله ستظل شاهدةً على إبداعه، داعيةً الله أن يتغمده بواسع رحمته.

أما الإعلامي والمصور الفوتوغرافي، فقد دعا المؤسسات الرسمية إلى إنشاء متحف للشخصيات الإبداعية، يضم تجربة ومقتنيات الخطاط إبراهيم المصراتي، تكريمًا لإرثه وحفظًا لإبداعات الشخصيات الوطنية في مختلف المجالات.

من جانبه، أوضح الكاتب والباحث حسين المزداوي في كلمته أن الخط العربي تطور ليصبح فنًا عالميًا، حيث كان مستخدمًا في معظم جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقًا، وأجزاء واسعة من آسيا وإفريقيا. كما أشار إلى الحملات الصليبية التي شُنت ضد انتشاره، لا سيما في إفريقيا وتركيا أوائل القرن العشرين. ووصف المزداوي الفقيد بالمجاهد الذي نذر حياته لخدمة الحرف العربي، مشددًا على دوره في ترسيخ الهوية الحضارية والدينية. كما أعرب عن استغرابه جراء عزوف المسؤولين الرسميين بالدولة عن حضور جنازة الخطاط الراحل.

وفي ختام الاحتفالية، قدّمت كل من مدرسة أم المؤمنين ثانوية بنات ومدرسة الضياء للتعليم الأساسي ورياض الأطفال، التي أمضى فيها الخطاط الراحل نحو ربع قرن من الزمن في خدمة تعليم فن الخط العربي للأجيال النائشة، درعيّ تكريم لروح الفقيد ، وذلك تعبيرًا عن امتنانهما لعطاءاته ومساهماته الكبيرة في مجال التربية والتعليم.












مقالات ذات علاقة

توصيات الملتقى الوطني الثاني للإبداع

المشرف العام

الزيات يناقش أهداف الاستشراق والاستغراب والتغريب

مهند سليمان

لأول مرة في ليبيا.. معرض الخط العربي للقرآن الكريم

المشرف العام

اترك تعليق