طيوب عربية

مجد الكتابة الإبداعية

تضليل نقدي

رواية (الهوارية) للروائية الجزائرية إنعام بيوض
رواية (الهوارية) للروائية الجزائرية إنعام بيوض

معذرة لكلّ الكتّاب والأدباء والقرّاء في وطننا الكبير الذين أكنّ لهم وافر التقدير والاحترام ممن يقفون مع نص الرواية “هوارية” ومع صاحبتها، والذين يقفون في الطرف الثاني الرافض لها.  لقد قرأت نص الرّواية فوجدت فيه ما يفوح من رائحة الأدب الإيريوتيكي ، والذي مهما حاولنا التماس المبرّر لم نجد ما ينفع من مبررات، ومهما حاول دعاة النقد الفلسفي فلسفة النّص تحت تيمة حريّة الكتابة الإبداعية وتحت طائل النظريات النقدية الغربية من التفكيكية والبنيويّة والتركيبية

والتحليلية ،فإنّ كلّ تلك المدارس النقديّة لا تمنح الرّواية صبغة فنية معيّنة كما لا تمنح النّص تحميل تلك القراءة الاجتماعية التي تكشف عن المستور في أي منطقة أو أي فئة اجتماعية، فالواقع الإباحي لا يعطي الكاتب الحق في إدانة المجتمع إلا بقدر ما تمليه اللحظة الأدبية التي تتناول تلك اللمحة الخاطفة في شكلها الإباحي الذي لا يمهّد للاستمناء الثقافي في المجتمع المتحضّر. إنّني هنا لا أقف في طابور العارضين، ولا في طابور المستهلكين، بل في مساحة النقد الأدبي التي تملي على القارئ الناقد المتخصص أحقية القراءة الواعية لأيّ نص مهما كان موضوعه ومهما كان اسم كاتبه، فالإيريوتيكية لا يمكنها أن تصنع نصا أدبيا متألقا إلا إذا كان كاتبه يمتلك قواعد وفنيات الكتابة التي لا تخدش حياء القارئ وهنا أجد الكثير من تلك المنشورات التي يقدّمها أصحابها على أنّها من النقد يمرّون مرور الكرام على الاحتفالية الفضائحية للنص، ويقفون في مساحة واحدة متقاربة توصيفية للنص، وينسون أنّ أيّ نص نقديّ لا يغفل لغة الكتابة التي هي طين بناء النّص، ومهما حاولوا التغافل عن ذلك سهوا أو عمدا ،واستدرجوا النص نحو الحداثية المحسوبة على النظريات النقدية ،فهم في الواقع يسخرون من أنفسهم كي يمنحوا للرواية مبررات لتخفف من ثورة الغضب عند الطرف الآخر، ولنفترض أنّه التطوّر الأدبي والإبداعي الذي يقود الى العالمية ، فهل خلّد تاريخنا الأدبي في العالم تلك الأعمال التي تمنح صاحبها حق قراءتها أمام الملأ في قاعة حتى وإن كان جمهورها من الشواذ والمنحرفين والمثليين، لعلّ الكثير منكم يراني على غير صواب، وأنا في موقع الكتابة لست ممن يحملون وسامة الفقيه، ولا عمامة الإمام بل من موقع الأديب المتذوق لكل النصوص ومشاربها ومضامينها بشرط ألا تكون الإباحية

هي المضمون الخفي والمعلن في النص، ويمكن للكاتب أن يكتب ذلك بلغة تجعل القارئ يتسامح قليلا مع النص وشخصياته الفنية، ومع كاتبه.. ولعلّ ما حدث مع نص الرواية “هوارية” هناك ما يبرره من حيث اكتشاف تلك الورطة التي وقعت فيها الكاتبة ظنا منها أنّها على أبواب العالمية، وهي الورطة التي وقع فيها أعضاء اللجنة لأنّ المنافسة في الجائزة لم يتقدم إليها اسم بحجم كاتبة الرواية، وهنا الكارثة عندما انبرى فريق من الأصدقاء ليدافع عن الجميع، وفريق أخر يرفض بشدة الرواية جملة وتفصيلا، والطريقة التي افرزت النص فائزا وحيدا في المسابقة لنيل الجائزة..

أيّها الاصدقاء النقاد الذين تنتمون الى مدرسة النقد الأكاديمي، وغير الأكاديمي فبصمتكم هذا ترسخون قاعدة ضرب مجد الكتابة الإبداعية وتحلون دماء الكتّاب والمبدعين تحت ذرائع ومسميات لا داعي للخوض في ذكرها، وكان عليكم من المفترض أن تدافعوا عن النصوص الإبداعية بحمايتها من السفاهة ومن السذاجة ومن الانحراف الفكري والفنيّ بعيدا عن ولاية الفقيه وبعيدا عن الإرهاب اللفظي والفكري، ليكون النص منطلقا حرّا واعدا بعيدا عن العنتريات، وبعيدا عن….تحيتي لكم

مقالات ذات علاقة

سيرة حمار بين الواقع والتاريخ والخيال

زياد جيوسي (فلسطين)

هنا لا يضايقني أي شيء

المشرف العام

قناديل الأسرى تضيء سماء مدينة نابلس

فراس حج محمد (فلسطين)

اترك تعليق