عمر الكدي
جدي والسياسة
جدي السياسي
لم يتعلم جدي اللغة العربية حتى في الكتاب
وتعلم اللغة الإيطالية وهو يقاتل
في الحبشة والبلقان
كان يتكلمها بلهجة الصقليين
الذين احترمهم أكثر من بقية الطليان
كان يقرأ الإيطالية ويكتبها ويحفظ الكثير من الأشعار
وكان يكره الشيوعيين الذين قاتلهم في البانيا
لكنه يعترف بأنه لم ير أشجع منهم
ويقول يمكن للالباني أن يهزم عشرة طليان
وعندما يلومه الرجال بأنه كان يقاتل مسلمين
يقول لم يكونوا مسلمين كانوا شيوعيين
يؤمنون بأن الدين مضغة الشعوب
وأنهم يناضلون لحكم طبقة البوبيولاري
هكذا ينطقها دون تردد
لم يكن متحمسا للاستقلال
وهو يردد هذا الشعب لم يبلغ الرشد بعد
مازال يمسح مؤخرته بالطوب والتراب
علينا أن نبني المرحاض لنتحصل على الاستقلال
وكان رأيه سلبيا في الملك إدريس
ويقول الزاهد في الدنيا لا تدوم له الدنيا
والملك الذي يعجز عن انجاب طفل
سيعجز عن حكم البلاد
ويقول عن ولي العهد
إنه طيب أكثر مما يجب
ولا يصلح ليحرس حظيرة من خراف
كان يكره عبد الناصر
ويتعاطف مع الحبيب بورقيبة والملوك
ويقول إن العسكر إذا دخلوا قرية افسدوها
وجعلوا أعزة قومها أذلة
لذلك نظر بريبة إلى القذافي
مؤكدا أن البدو لا يصلحون للحكم
ويقول هذا الفتى النحيل
ستنتفخ أوداجه ويصبح مثل الدوتشي
وسينتهي معلقا في الشوارع
مثما انتهى الدوتشي
وعندما ألغيت التجارة
قال الآن تكامل الخراب
ومات في يوم ربيعي
بعد أن أكل كسكسي العسلوز وشرب الشاي
استلقى تحت شجرة زيتون
غرسها بنفسه قبل ستين عاما
وعندما رأت أمي فراشات صفراء
تحوم فوقه صرخت صرخة مدوية
وهي ترى الفراشات تطير بروحه نحو السماء
كما ظلت تردد عندما التحقت بها جاراتها
وهن يندبن مقاتلا شرسا مر من هنا.
