شعر

عندما تغتالنا الريح

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي
من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

حَربٌ مؤجلةٌ تُحَاك بأُنْمُلة
لتَجُرَّ أحلامَا بكتها المِقْصَلَةْ

حربٌ تُعَلِّمنا النجاة فَنَمتَطِي
ظَهْرَ الحَياةَ إلى الدُّرُوبِ المُهْمَلَةْ

حَرْبٌ بِها الدُّنْيا تَلُوكُ عِظَامَنَا
لِنَجِيءَ وَحْيًا لِلْوجُودِ وَبسْمَلَةْ

أمَمٌ مِنَ الأيْتَامِ صِرْنَا كِسْرَةً
للفقْدِ تَلْثُمُنا شِفَاهٌ أَرملَة

تَغتَالنا الرِّيحُ التِي مَدَّتْ يَدَيْهَا
للجِياعِ غَمَامةً أو سُنْبلَةْ

تنشَقُّ مِنْ جِلْبَابِ سَيِّدِها
لتُهْدِي النائِمينَ قَرنْفُلا مَا أجْمَلَه

وتَشِيخُ والنَّايُ العَجُوزُ أنِينُهُ
وَجَعٌ بِطَعْمِ المِلْحِ جَاءَ فَكَحَّلَهْ

شَمْسًا تَثُورُ علَى الظلال صَبَاحُها
طُوفَانُ مَنْ عَبَروا سَمَاءً مُقْفَلَةْ

قَالُوا لَنَا وَطَنٌ يُمَشِّطُ شعرَنا
زَيْتُونُهُ خدَشَ الظَّلامَ وأشْعلَهْ

فِيهِ زَغَاريدُ النِّساءِ قَصِيدةٌ
وَبُكَاؤُهُنَّ سقى التَّجلُّدَ أَثْقَله

وَحيٌ سَمَاوِيٌّ عُيُونُ نِسَائِهِ
سَبِّح لِمَنْ خَلَقَ الجَمَالَ وَشَكَّلَه

فِيهِ انعكاسُ اللهِ فَوْقَ قبابه
شكلا وجدران البكا مُتَجَلِّلَه

العَابِرُونَ إلى الضِّفَافِ تَخُونُهُمْ
أحلامُهُمْ إذ أنهَكَتْها الأخْيِلَه

يتَقاسَمُونَ اللَّيلَ رَغْمَ ظَلَامِهِ
وَيدَنْدِنُونَ على البَياتِ بِقُنْبلَةْ

ويشاكسون الموت كانوا كلما
طال الكلام تعثروا بالأسئلة

الكُّل أَمواتٌ على قَيدِ الرَّجاء
ومَنْ أرَادَ خُلودَ لَحْظَتِهِ فلَه

سَنَغيب مَا كُلُّ الغِياب مجازُهُ
مَوْتٌ وبَعضُ الصَّمْت يَسْبِقُ زَلْزَلَةْ

حُزنُ المَدِينَةِ حِينَ يَخلَعُ ثَوبَهُ
سَيكُونُ يَوْما فِي الْتِفَاتَةِ حَنْظَلَةْ


القصيدة الفائزة بالترتيب الثالث في مسابقة الأدباء الشباب، الدورة الخامسة للعام 2024م، مهرجان جواهريون الخامس، دورة الشاعر بدر شاكر السياب.

مقالات ذات علاقة

ناي الفراشة

مفتاح البركي

كاريزما مبهرة

آية الوشيش

يا بحر هل عرفتني

خالد مرغم

اترك تعليق