السعيد عبد العاطي مبارك الفايد | مصر
(حدائق السلطانة…!!)
القاصة العُمانية ثمنة الجندل.
“حدائق السلطانة هو مجموعة قصصية من إبداعي وخيالي وتجاربي وخبراتي، ملحق بالمجموعة اربع او خمس حكايات شعبية”.
عندما نتوقف مع المرأة العُمانية في منتصف القرن العشرين ومدى مشاركتها في صُنع الحياة في شتى المجالات بعد أن نالت قسطا وافرا من التعليم العالي والبعثات فقد نهضت في تقلد المناصب بداية من التربية والتعليم والصحة والإعلام والثقافة، وإدارة الأعمال والمشاركة الفعالة في المعترك السياسي بجهود جعلت منها محورا أساسيا في التطور والنمو بجانب المرأة الخليجية والعربية معا.
ومن خلال الأدب والشعر والفنون الجميلة نجدها في ريادة أساتذة الجامعة وفي موسوعات الشعر والقصة والمقالات والصحافة.. الخ
وقد قدمنا عشرات النماذج في سلطنة عُمان من النساء الفضليات والكثير ظهرن على الفضائيات وشاركن في المنتديات والمهرجانات وتمثيل السلطنة بجدارة في الداخل والخارج وحققن تميز منقطع النظير..
وفي هذه الإطلالة نلقي بعض الضوء على عالم القاصة والكاتبة العُمانية ” ثمنة الجندل ” من خلال نصوصها القصصية إلى جانب الحكاية الشعبية والتراثية والأسطورة التي تمتاز بإدهاشها وسحرها وغرائبيتها، ولكن القاصة لا تعيد تسطير الموروث، وإنما تعمل بوعي في بناء النص بإفادة من جمالياته وأنماطه الحكائية، والإفادة أيضا من سمات الحداثة التي تتيح للكاتب فضاءات واسعة وجماليات جديدة تنضاف للنص وتتصل بالصورة والتكثيف والمفارقة.
ويرجع هذا وذاك في اختيارها لعناوين قصصها التي تشي بحكايات “،” والأساطير المتعلقة بالسحر “.
في تناسق تناص يعكس رؤيتها للعنوان مع الأمثال الشعبية أيضا.
ولَمَ لا فهي الكاتبة، القاصة والحكواتية الحزايات.. صاحبة الحكايات الشعبية بل تعد لها بصمات مضيئة في هذا المضمار..
فهي ملمة بالتراث الشعبي ومناسبات الحكاية والأمثال وقراءة التاريخ من منظور التراث الشعبي بلهجاته التي تجذب المتلقي لهذا الفن من خلال السرد القصصي الهادف لغة ومعنى.
نبذة عنها:
وُلدت القاصة والكاتبة العُمانية ثمنة الجندل في ظفار أرض اللبان سلطنة عُمان.
= حاصلة على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة ليدز ببريطانيا.
= وماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة يورنموث في بريطانيا، عملت في التعليم والإدارة والصحافة.
صدر لها:
مجموعة من القصص والكتب والنصوص الجماعية، منها:
“بحر الزين”، “اعرف ظفار”، “أبجدية أولى” و”عندما تورق الكلمات”.
والكاتبة ثمن الجندل تؤمن برسالة تقدمها إلى عالم الطفولة من وحي التراث والبيئة في إطار الحكايات والموروث الشعبي في سرد بلهجة شيقة جذابة وتوظيف عناصر الخصائص الفنية لمقومات الكتابة في أسلوب بسيط وصورة تجسد الحدث ومعالجة مؤثرة للقيم الجمالية والتعرف على مراحل تاريخية في ربط بين روح الأصالة والمعاصرة والواقع والخيال هكذا..
كما يترجم لنا هذا الشعور الرائع الذي له صدى في حديثها عن محتوى برنامج «حزايا شعبية».
الحكاية أو الحزايا الشعبية هي عالم خاص بالطفل، بما فيها من عناصر جذب وتشويق وإثراء للخيال، لا يوجد طفل يرفض الاستماع إلى حكاية، ولا يوجد طفل إلا وأحداث حزاية أو قصة عالقة في ذهنه لفترة طويلة، وأثرها واضح على سلوكه وعلى شخصيته، فحرمان الأطفال من هذا الثراء اللغوي والأخلاقي والترفيهي في الحكاية هو حرمانهم من جزء عريق وثمين من ثقافتهم الشعبية ومن تراثهم الأصيل.
و للكاتبة الأديبة ثمنة الجندل حكاوية التراث العُماني، مجموعة قصصية بعنوان “حدائق السلطانة”، تتحدث فيها عن المختلف فيه، فتقول: “حدائق السلطانة”، هي مجموعتي القصصيّة الثانية، وقد تكوّنت هذه المجموعة من إحدى وعشرين قصّة، جاءت متنوعة كأزهار وورود الحدائق، توزّعت بين النّصوص الطويلة والقصيرة، وبين قصص تستند إلى خلفية واقعية تأثرتُ بها وظلت تطاردني حتى وضعتها على الورق، وتخلّصت من ثقلها، فهي قصص خياليّة للمُتعة والترفيه، بعضها بنهايات متوقعة حسب الأحداث، والبعض نهايتها غير متوقعة، أمنح القارئ فسحة ليكتشف الأحداث والشخصيات والمشاعر بنفسه، وتضمنت أيضا أربعة نصوص من الحكاية الشعبية الظفارية، التي تمتاز بسحرها وغرائبيتها”.
وللكاتبة مشروع ثقافي نوعي بعنوان الحكايات الشعبية (الحزاية) والأمثال الشعبية في محافظة ظفار فتصفه بقولها: تعد الحكاية الشعبية، من أهم مفردات الثقافة غير المادية الشفهية المهمة، وتراثا أصيلا تفتخر وتعتز به الشعوب، حيث تعكس ثقافة وحضارة وهوية وعادات وتقاليد المجتمع، ابتدعها خيال وتجارب الأجداد للتعبير عن الحكمة والخبرات الإنسانية؛ لتحقيق أهداف تربوية تعليمية ونفسية واجتماعية عدّة. تُسرد ببناء قصصي مُحكم، زاخر بالعبر والقيم، في عالم سحري خيالي جاذب، ويكمن جمالها وعذوبتها في سردها باللغة المحلية، التي لها تأثير سحري على السامع، وألفاظ وكلمات ثرية في المعنى، ومتميزة بالدفء والصدق والخصوصية.
وبعد هذا العرض الموجز عن عملية الإبداع الفني وتوظيف التراث والأسطورة والرمز في جوهر الحكايات التي توثق لنا صفحات من الحياة البدوية بنظرة تقديمية دائما.
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله.