الجمعة, 11 أبريل 2025
المقالة

صحافة إلكترونية

الصحافة الإلكترونية
عن الشبكة.
الصحافة الإلكترونية عن الشبكة.

يتصور بعض الصحفيين وحتى مؤسسات صحفية عربية كبرى، أن إعادة نشر مواد الصحيفة الورقية على شبكة الانترنت هو تحول الى الصحافة الالكترونية والبعض يذهب الى نشر نسخة pdf على الانترنت، وستجد في هذه اللحظة صحفا عربية كبرى تنشر محتواها هكذا.

وفي الواقع كل ذلك ليس الا تدويرا للمحتوى الورقي الى الانترنت، فالصحافة الالكترونية شكل اخر مختلف عن الصحافة الورقية، فاذا كانت أدوات الورق هي (النص والصورة والرسم) فان للأنترنت أدواته العديدة منها (الجرافكس، الصوت، الصورة، الفيديو، الروابط التشعبية، التغذية الراجعة السريعة من خلال التفاعل والتعليقات، البريد الالكتروني، سرعة النشر وإمكانية التعديل للأخطاء مباشرة، واضافة التحسين والتعديل، وغيرها).

كما إن المحرر في الصحيفة الورقية يجيد الكتابة والتصوير، وهذا لا يؤهله في الواقع لدخول التحرير الالكتروني، الذي يحتاج الى معرفة جيدة بالتطبيقات الالكترونية، وايضا الى المعرفة الجيدة بتأمين التصفح من الاختراق واكتشاف المحتوى الاحتيالي، ومعرف المواقع الامنة من غير الامنة، وكيفية حماية بياناته على الانترنت، وكما لا يمكن تخيل صحفي اليوم لا يجيد العمل على التطبيقات المنتجة للمحتوى على سبيل المثال لا الحصر البريميرا أدوبي أو الفوتوشوب او مجموعة برامج الأوفيس، أو تطبيق كاليبر و كيف يمكن تصور صحفي الكتروني لا يمكنه انشاء محتوى بودكاست مثلا.

فيما أتصور أن المسألة مرتبطة بادراك تطور أدوات النشر، فأغلب المؤسسات الصحفية العربية، تأخرت في دخول النشر الالكتروني، وهنا جدير ان نقف عند ما ذهب اليه صحاب تعبير (العالم قرية صغيرة) ماريشال ماكلوهان الذي اطلق في ستينات القرن الماضي عبارة لخصت كل مفهوم الاعلام الجديد لما بعد عصر المطبعة حتى باتت عبارته نظرية قائمة بذاتها اذ يقول “الوسيلة هي الرسالة” حيث يرى ماكلوهن إنه باندماج التلفزيون والكمبيوترات وقواعد البيانات تصبح تكنولوجيات التواصل ذات معنى في حد ذاتها يتجاوز مجرد نشر محتوى المعلومة التي يراد وصولها الى الزبائن. فهو يرى أن الوسيلة هي التي تؤثر في المجتمع وتلعب دورا ليس فقط بواسطة المحتوى الذي تقدمه ولكن أيضا بخصائص الوسيلة نفسها”.

مقالات ذات علاقة

كيف تؤسس لمكتبة منزليّة

مصطفى بديوي

سعادة سفير الثقافة… وداعا

المشرف العام

سلحفاة الوقت الهرمة

رشاد علوه

اترك تعليق