الخميس, 10 أبريل 2025
المقالة

أقاليم ليبيا الثلاثة.. بين وحدة الدولة وفيدراليتها

الدولة الليبية
الدولة الليبية

طرابلس.. برقة.. فزان.. ثلاثة مناطق او اقاليم كما يطلق عليها هي المكون الاساسي لما يطلق عليه دولة ليبيا اليوم ورغم مرور اكثر من 100 عام على الاحتلال الايطالي والذي تعامل مع هذه المناطق الثالثة كدولة واحدة ومرور اكثر من 70 عاما على اعلان الاستقلال وان كان بشكل اتحادي في بديته ثم الى مملكة واحدة اسقطت هذا التقسيم الجهوي ومرور اكثر من 50 عاما على النظام الجماهيري الذي تعامل مع البلاد كدولة واحدة انهت كل ذلك الانقسام وتسمياته التي ربما اصبح ذكرها في ذلك الوقت جريمة يحاسب عليها القانون.. ورغم كل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها الا ان كل ذلك لم يسقط مثل هذه التقسيم الجهوي المحدود المبني على القبلية والجهوية والمصالح المحدودة التي ظننا يوما انها انتهت وان البلاد حقا اصبحت وحدة واحدة لا يمكن ان تعود لمثل هذه التسميات او يرتفع صوت للمطالبة بالعودة اليها يوما.. لكن الواقع والمتغيرات التي كانت احدى اهم مخرجات احداث 2011 بينت ان كل ما حدث طيلة تلك العقود من متغيرات بداية من الاحتلال الى الاستقلال الى الحكم العسكري الى التغيير العلمي والاجتماعي والمكاني وغيرها لم تخرج من داخل اهالي هذه المناطق تعصبهم وقبيلتهم بشكلها السلبي المقيت الذي جعل البلاد ووحدتها مجرد وهم معاش لا قيمة له ولا اهمية امام العصبية الجهوية القبلية..

حتى اصبح التلويح بالتقسيم والبحث عن مصالح اقليمية جهوية محدودة اساسها الطمع في السلطة والكراسي والحصول على الثروة ولو على حساب البلاد وشعبها ووحدتها هو الهدف والغاية للكثير من اصحاب النظرة الضيقة والمصالح الخاصة والمحدودة.. لان هناك من لا يستطيع ان يكون له مكان في ظل دولة واحدة حقيقية ولا يملك ما يؤهله لمواقع السلطة فكان البديل هو اللجوء الى ما ظننا انه انتهى والبحث عن ما كان تاريخيا من اجل تحقيق اطماعه واطماع من يحيطون به ولو على حساب البلاد والعباد وفي مقدمتهم ابناء اقليمه.. الذين للأسف يظن الكثير منهم ان مثل هؤلاء الجهويين التقسيمين يفعلون ذلك من اجله حقا وليس من اجل اطماعهم وأنانيتهم ورغبتهم في كرسي وسلطة ولو على حساب وحدة وطنه ومكانة بلاده.. ليصبح التلويح بالتقسيم والمطالبة بحقوق اقليمية جهوية سيفا مسلطا على كل البلاد كلما وجد ان مصالحه واطماعه مهددة او انه لا يستطيع الحصول على ما يبحث عنه من مكانة وثروة في ظل وحدة البلاد فيكون الحديث عن حقوق جهوية محدودة حقا وباطلا هو الوسيلة للوصول الى ما يريد ام برضوخ من بيدهم السلطة الموحدة او تحقيق مطالبه خشية ان يتحول تهديده الى واقع وتنقسم البلاد والعباد من اجل افراد وجماعات كل هدفها المنصب والثروة لا غير لا مواطن ولا حق اقليم وحماية قبيلة ولا هم يحزنون.

فألى متى نبقى نعيش في هذه الدوامة ويبقى سيف الجهوية والاقاليم والقبلية من اجل صالح شخصية محدودة مسلط على رقاب البلاد والعباد ليخرج عند كل حين؟؟!!

 فأن كان الامر يستحق ذلك حقا وفي مصلحة الجميع فعلا فلتذهب وحدة البلاد الى الجحيم وليأتي التقسيم وليبحث كل اقليم عن مصلحته دون تقديم أي تنازلات تجاوزت كل حد منذ الاستقلال وحتى اليوم ودائما ما يدفع ثمنه نفس الاقليم من اجل ارضاء الاخرين وخاصة اقليم الجهوية بكل معنى الكلمة وليتحمل حينها كل مكان واقليم ومواطنيه مسؤولية ما يحدث لهم وما يمكن ان يتعرض له ممن يتربصون به من جوار ينتظرون كل فرصة لسحقه وتحويله الى جزء من بلادهم طمعا في ثروته ونسبة الى قلة مواطنيه الذين لن يستطيعوا ان يصمدوا حتى 24 ساعة عند الزحف عليهم حتى دون سلاح.

وعندها ستجد بعض الاقاليم قليلة السكان كيف ترتفع نسبة اطماع من يحيطون بهم من دول جوار في الحصول على ثروتهم بل وحتى اراضيهم وكيف سيتحول المواطن هناك الى اقلية امام الهجرات الخارجية التي ستسيطر عليها عددا وقوة ودعما من دول تلك الجماعات القادمة من خارج البلاد.. عندها سيرتفع الصراخ بعد فوات الاوان خاصة بوجود افراد وجماعات من ابناء تلك الاقاليم ومن اجل مصالحهم الخاصة وبقاءهم في السلطة بدعم بعد دول الجوار مستعدين لبيع البلاد والعباد وادخل الملايين وتوطينهم لكي ترضى عليهم تلك الدول وتدعمهم للبقاء في السلطة حتى اخر العمر.

فهل كما اعتقد ان ليبيا اصبحت امام امرين لا ثالث لهما على الاقل في المدى المنظور ام القبول الفيدرالية منح كل اقليم سلطته حكومته الخاصة وتشكيل سلطة عليا في البلاد في حدود ومواقع محددة يتم الاتفاق عليها وتمنح كل اقليم وسلطاته مخصصاته المالية الخاصة حسب الواقع الجغرافي والسكاني حتى اشعارا اخر يتم خلاله تحديد مصير البلاد بشكل نهائي او ان اعلان التقسيم بطريقة او اخرى قادم قادم سلما او حربا لان موضوع توحيد ليبيا تحت سلطة واحدة في مثل هذه الظروف والاوضاع بانتخابات او بدونها اصبح صعب وبيد المنال واعتقد انه خارج كل الحسابات حاليا على الاقل..

مقالات ذات علاقة

جورج طرابيشي … المحطة البطرياركية

نورالدين خليفة النمر

السياسة المتزنة

علي بوخريص

في ذكرى دولة الإستقلال

المشرف العام

اترك تعليق