الأحد, 30 مارس 2025
متابعات

واقع السينما الليبية وتحديات النهوض

ندوة حوارية بعنوان “السينما من حولنا: إضاءة حول المشهد السينمائي في ليبيا”.

شهد فضاء محمود بي بالمدينة القديمة في طرابلس، مساء الثلاثاء 18 مارس الجاري، ندوة حوارية بعنوان (السينما من حولنا: إضاءة حول المشهد السينمائي في ليبيا). جاءت الندوة ضمن فعاليات ليالي المدينة – موسم أيام الخير، وأدارها الكاتب سالم البرغوثي بمشاركة الناقد رمضان سليم والباحث د. نور الدين بن محمود سعيد، حيث تتطرقا لتشخيص الأزمة التي تواجه السينما الليبية في ظل غياب صناعة مستدامة.

السينما الليبية: تاريخ غير مكتمل
استعرض الناقد رمضان سليم تاريخ السينما الليبية، مشيرًا إلى أنها لم تتحول إلى صناعة حقيقية، بل بقيت محاولات إنتاجها متقطعة وغير مستمرة. وأوضح أن دخول السينما إلى ليبيا كان امتدادًا لتأثير الثورة الصناعية والمنتج الغربي، بينما كانت مصر الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في بناء صناعة سينمائية متكاملة منذ عام 1927. في المقابل، ظل الإنتاج السينمائي في ليبيا مرتبطًا بالدولة، دون وجود سوق محلي مستدام أو دعم من القطاع الخاص، باستثناء تجارب فردية محدودة.

وأضاف أيضا أن الأفلام الليبية البارزة، مثل “عندما يقسو القدر” و*”الضوء الأخضر”, واجهت تحديات فنية حالت دون تطوير مشهد سينمائي حقيقي. كما أشار إلى أن ليبيا كانت جزءًا من مشاريع إنتاج دولية، مثل تمويلها لفيلمي “الرسالة” و”أسد الصحراء” للمخرج مصطفى العقاد، لكنها لم تستثمر هذه التجارب لإرساء قاعدة سينمائية محلية.

أزمة السينما الليبية: غياب الاستدامة أم غياب الرؤية؟
من جانبه، رأى د. نور الدين بن محمود سعيد أن توقف الإنتاج السينمائي في ليبيا منذ عام 1997، بعد فيلم “المنفيون”, لا يعكس غياب التأثير السينمائي بقدر ما يشير إلى أزمة هيكلية في الصناعة. وأكد أن العقبات لا تقتصر على التمويل، بل تمتد إلى ضعف النصوص، غياب المخرجين المحترفين، وتعقيدات بيروقراطية تعرقل الإنتاج.

لافتا إلى أن السينما تحتاج إلى رؤية استراتيجية واستثمار في الكوادر، موضحًا أن العديد من المخرجين الشباب برعوا في التلفزيون، لكنهم لم يتمكنوا من الانتقال إلى السينما بسبب التكاليف المرتفعة وانعدام الدعم المؤسسي. كما اعتبر أن الاحتكاك بالسلطة والرقابة المشددة كانا من أكبر العوائق التي كبلت السينما الليبية، حيث يتطلب إنتاج أي فيلم موافقات رسمية معقدة تحدّ من حرية الإبداع.

تمويل الإنتاج السينمائي: تجربة ليبية لم تكتمل
فيما سلط رمضان سليم الضوء على دور ليبيا في دعم الإنتاج السينمائي العالمي، مشيرًا إلى أنها قدمت تمويلًا بقيمة 35 مليون دولار لفيلم “أسد الصحراء”. لكن رغم مشاركة نجوم عالميين مثل أنتوني كوين وأوليفر ريد، لم تحقق التجربة النتائج المرجوة بسبب غياب الاستراتيجية الاستثمارية.

وأشار إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في تنفيذ المشاريع السينمائية، بل في ضمان تأثيرها الثقافي والجماهيري، وهو ما لم تحققه ليبيا رغم ضخامة بعض إنتاجاتها. كما لفت إلى أن السينما ليست مجرد تصوير وتمثيل، بل تحتاج إلى إدارة إنتاج محترفة، ومخرجين متمكنين، ونصوص ذات جودة عالية، وهي عناصر غابت عن كثير من التجارب الليبية.

ليبيا والريادة في الفيلم التسجيلي
على صعيد آخر، أوضح د. نور الدين بن محمود سعيد أن ليبيا كانت من أوائل الدول العربية التي احتضنت السينما التسجيلية، حيث وثق الإيطاليون وجودهم في البلاد منذ عام 1911 عبر أفلام عسكرية وسياسية. وشدد على أن الكاميرا كانت حاضرة لتسجيل أبرز المحطات التاريخية، مما ساهم في إثراء أرشيف السينما التسجيلية، حتى وإن لم يتحول ذلك إلى صناعة سينمائية مستدامة فيما أكد د. نور الدين في المقابل أن مستقبل السينما الليبية مرهون بتحفيز القطاع الخاص، وتخفيف القيود البيروقراطية، ودعم الشباب المبدعين الذين قدموا مشاريع واعدة.

مقالات ذات علاقة

ندوة عن دلالة النقش في ليبيا

مهند سليمان

مجمع اللغة العربية يستضيف حفل توقيع قصص عزيز نيسين

مهنّد سليمان

القايدي نجم أمسية السعداوي الرابعة والثلاثون

المشرف العام

اترك تعليق