جمعة المصابحي
لِي فِي قَلْبِي مِنْهـــــَا سِهَـــامٌ قدْ أصـَابَتْ
يَا ليتَــهَا أزْهـقت بِهَا رُوحــِي ومَـــا رَانَتْ
أو عَـاتَبتْنِي عِتَــابَ مُحبٍّ لِحَبِيبٍ وَلاَ سمَتْ
وَلاَ تَرَكتْنِي فِي حِيرَتِــي تَـــائِهاً وَغَـــاَبتْ
مَا جَدْوىَ إفْطَارِي إنْ هيَ لِحُبِي صَــامتْ
نَستْ حُبها لِي فَطَالَ عَنِي رَحِيلُهَا وَطَالتْ
فَصَنَعتْ مِنَ الْغِيَاب حصْنَاً مَنِيعاً وَأَقَـامتْ
حَوَاجِزَ مِنَ الْقَسْـوَةِ وَمِنَ الإهْمَــالِ زَادَتْ
وَكَأننِي حِمْــلٌ ثَقِيــلٌ عَلــىَ صَدْرِهَا أَزَالتْ
مَا هَاَنَ عَلي فرَاقُـــهَا وَهِيَ بِالفرَاقِ هَــانتْ
حُباً بَنيْتُه مِنْ فِنَن الْعشْقِ وَلِغيرهِ قدْ مَـالتْ
فَصِرْتُ أُرْثِيهُ شِعْرِي عَلىَ بَابِهَا وَمَــــا لَانَتْ
وَيْحِي كَأني مَا أحْبَبتُ امْرَأةً وَلِحُبي أَهانَتْ
أمْ أَن تَضَارِيسَ الحُب قدْ تَغَيرتْ وَتَهَـاوَتْ
قدْ كُنْتُ مَلْسُوعاً بِحُبهَا وَلَهُ أَسِفاً مَا أَصَانتْ
أَنَانِيةٌ هِيَ بِرَحِيلِهَا وَبِالْعَجـْزِ رَمَتْنِي وَأَدَانَتْ
اسْأَلُوا وَسَائِدِي كَمْ مِنْ دُمُوعٍ وَأَنْهَارٍ سَالَتْ
اسْأَلُوا السْمَاءَ عَنْي وَالْقَمَرَ أيضَاً مَاذَا قَالتْ
سَيَأتِيكَ الْفَرَجُ فَعيْنُ اللهِ لاَ تَنَامُ وَمَا نَامَتْ
وَبِحَمْدِهِ أَطَلت الزهرَاء وَلْلدعَاءِ قَدْ أَجَابَتْ
رَقْرَاقَةٌ مَمْشُوقَةٌ وَوَفْرَة مِنَ الْوَسَـامةِ نَالَتْ
أَهْدَتنِي رَبِيعَ عُمْرِهَا وَعَنْ حُبٍّ سِوَايَ تَابَتْ
ذَاتُ قَلْبٍ صَادِقٍ بِحُبهَا فِي قَلْبِي قَدْ أَقَامَتْ
من ديوان: بوح قلم.