ليس صحيحا القول بسهولة أن يكون المرء كاتبا مثيرا للجدل إلا إذا عقم جدله وغلب عليه نقد المزالق.. وجدل النيهوم وأسئلته الحارقة لم تكن يوما عقيمة ولم تحرص على تأكيد ذاتها عبر النيل من الآخرين.
لم يكن النيهوم مفكرا نمطيا كي يختط لنفسه نسقا بحثيا يراكم فيه كتبه ومنشوراته بغية حجز مقعد بين أصحاب المشاريع الكبرى الخالية من الأسئلة العالقة في ذهن الناس وعلى مصاطب الأرصفة.
لقد رفض أحادية المعاجم. نفض ذاكرته عنه وأراد أن يوقظ غفلة العصافير عن الغناء وأن يحمل صوته المصلوب على شفاه الظمأ صوب صوت الناس لكن يبدو أنه قد أخطأ الوجهة.