السبت, 5 أبريل 2025
المقالة

الشلطامي ومهرجان دبي الدولي للشعر

الشاعر محمد الشلطامي
الشاعر محمد الشلطامي

الشلطامي ومهرجان دبي الدولي للشعر:

أقيمت الدورة الأولى من (مهرجان دبي الدولي للشعر).. في الفترة ما بين: 4 – 11 مارس 2009.. وذلك في مدينة الجميرا.. وعدد من المراكز الثقافية ومراكز التسوق في دبي.. وتضمنت فعالياته أمسيات شعرية وندوات وورش عمل وملتقيات وفعاليات أخرى عديدة.

وشارك في تلك الدورة نحو (120) شاعراً من (45) بلداً حول العالم.. من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.. إلى جانب مشاركة أشهر الشعراء من العديد من دول العالم مثل استراليا وكندا والصين وجمهورية التشيك، وإفريقيا الشرقية، وانجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، والنمسا، واليونان، والهند، وباكستان وبنجلاديش واندونيسيا وإيران وإيطاليا وبولندا والبرتغال والبرازيل وروسيا وسلوفينيا وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا.

وكانت رسالة دبي الشعرية الواضحة من خلال هذا المهرجان.. تؤكد على أن الشعر يمكن ان يكون بيتاً للعالم.. يجمع الاطياف المتعددة للبشر على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم.. وأن الاختلاف ضرورة حياتية للتعايش.. وأن الشعر فضاء للتعددية وفضاء للحرية وفضاء للأحلام الإنسانية.. وإذا كانت المصالح قاعدة ضيقة للعلاقة بين الدول.. فإن الشعر هو القاعدة الإنسانية.. والفضاء غير المحدود.. لالتقاء البشر من مختلف الجغرافيات.

لماذا رفض الشلطامي دعوة المشاركة..؟

كان شاعرنا الشلطامي أحد المدعوين لهذا المهرجان الشعري الكبير.. إلا أنه اعتذر ولم يشارك.. ولأنني كنت وسيطا بينه وبين اللجنة المنظمة لمهرجان دبي للشعر الدولي.. فإنني أسرد هنا وباختصار قصة تلك الدعوة:

خلال شهر يناير أو فبراير من عام 2009 تلقيت بواسطة البريد الإلكتروني رسالة من اللجنة المشرفة على مهرجان دبي الدولي للشعر.. تطلب مني – بحكم معرفتي بالشلطامي كما يقولون – أن أنقل له دعوتهم لحضور المهرجان.. وأبعث إليهم برقم هاتفه كي يتمكنوا من التواصل معه مباشرة.. بغية التنسيق والإعداد لإتمام إجراءات سفره إلى دبي.

فرحت بهذه الدعوة الكريمة غاية الفرح.. لأنني اعتبرتها وساما لشاعرنا الذي ظلم كثيرا وتعذب كثيرا وعاني من الإقصاء والتهميش لسنوات طوال.. لكنني لم أكن أعرف رقم هاتفه.. لأنقل له على وجه السرعة هذا الخبر السار.. ولم أكن ببنغازي لأذهب إليه مسرعا وأزف له خبر تلك الدعوة الكريمة.. كنت يومها بمقر عملي برأس لانوف.

استعرضت قائمة هاتفي بحثا عن صديق يعرف رقمه.. فوقع اختياري على الحاج علي الوحيشي.. الذي كان يعمل بالمكتبة الوطنية يرحمه الله.

وكان الحاج علي – كما أعرفه شخصيا – سمحا خلوقا متعاونا إلى أبعد الحدود ويحب مساعدة الآخرين بشهادة كل من عرفه.. اتصلت به ونقلت إليه خبر الدعوة.. وطلبت منه إعطائي رقم الشلطامي ففعل.

بعثت برقمه إلى اللجنة المشرفة على المهرجان.. ومن ثم اتصلت بشاعرنا الكبير ونقلت له خبر اختياره للمشاركة في مهرجان دبي الدولي للشعر.. وأخبرته أنني قد بعثت إليهم برقم هاتفه وسوف يتصلون به قريبا.

كنت في غاية السعادة.. باعتباري (الوسيط) كما ذكروا.. بين اللجنة المشرفة على المهرجان.. وبين شاعرنا الكبير.. فقد كانت تهمني مشاركته كثيرا.. وبعد أسبوع أو اثنين اتصلت به مرة أخرى.. ودار بيني وبينه – بعد التحية والسلام – هذا الحوار القصير: 

ـــ هل اتصلت بك اللجنة المشرفة على مهرجان دبي..؟

ـــ نعم.. اتصلوا بي.

ـــ وهل وافقت على المشاركة.. ؟

ـــ لا.. لم أوافق.

ـــ ولماذا لم توافق – أستاذ محمد – هذه دعوة كريمة تستحقها.. فرصة طيبة أنت أهل لها.. ؟

ـــ لأنني لا أفضل أن أكون على هامش ذلك المهرجان.. اعتذرت لهم وأعطيتهم اسم شاعر آخر بدلا مني.

ـــ ومن اخترت لهم.. ليمثلنا هناك..؟

ـــ الشاعر راشد الزبير.

شكرني على اهتمامي وحرصي على مشاركته.. وودعته متأسفا.. لأنني أعلم جيدا أن ثمة جهات عدة في بلادنا في ذلك الوقت.. لا يروق لها ولا يسعدها توجيه دعوة له من جهات خارجية.. لم أقل له ذلك بالطبع.. كان أن ودعته وأنا كلي أسف على عدم مشاركته.. التي كنت أعتبرها مشاركة له ولبلادنا وتشريفا لها ولنا جميعا.. وله أيضا يرحمه الله.

مقالات ذات علاقة

من يدعم من؟؟!!

خالد الجربوعي

ذاكرة الليبيين لا تتعدى… أسبوعين

حسين بن مادي

دور المثقف

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق