أمي،
تلك التي تنسج الصباح من خيوط الدعاء،
وتوقد الشمس في عينيّ قبل أن تشرق.
تُربّتُ على وجعي،
فتنبت فوق جروحي أجنحة،
وأصيرُ خفيفًا، كأنني حلمُها القديم.
أمي،
كلما حاول العالم أن يخذلني،
كانت يداها تُعيدان صياغتي،
كأنني آنية خزفية
تحطمتْ في يد القدر،
فأعادتها يد الحبِّ إلى الحياة.
هي التي علمتني أن القهوة تُشرب على مهل،
تمامًا كما تُعاش الحياة،
أن الحب لا يُقال، بل يُرتلُ في أبسط الأشياء،
في قطعة خبزٍ مقرمشة،
في كنزة صوفية حيكت على عجل،
وفي اسم يُنطقُ بصوتها
فيصير أمانًا.
أمي،
كيف أقول لكِ شكرًا وأنتِ المعنى،
كيف أختصر امتنانَ الكون في كلمات،
وأنا كلما كتبتُ عنكِ،
وجدتُ اللغة تصغرُ،
وأنتِ تكبرين؟