مملكة الحيوان بأقلام عربية وليبية (14)
بقلم الأديب المصري الكبير سمير الفيل
(في البدء.. أود أن أشكر الأستاذ سمير على تعليقاته القيمة.. التي نعرض بعضها هنا.. وعلى دراسته المهمة والمطولة التي كتبها ونشرها عن مجمل الحكايات تحت عنوان: حيوانات العريبي: عوالم تجمع بين قوة المنطق وسحر المخيلة.. التي خصصنا لها الجزء السابع من هذه السلسلة.. لمن أراد الرجوع إليها).
.
على هامش حكابة: الأسد الذي مات واقفا.. علق قائلا:
ـــ القاص الليبي سعيد العريبي عالمه الفني غني بتشابكاته وإسقاطاته السياسية.. ولقد انتزعت نفسي من نصوصي الواقعية للقبض على ملامح عالمه الثري.. أشكرك للمداخلة.
وجدت في نصوصه القصصية.. عالما غنيا بإشاراته وإيماءاته الذكية.. فشكرا للمتعة والفائدة تحياتي أستاذ سعيد العريبي.. (نشرت الحكاية يوم: الاثنين 19 مارس 2007).
.
وعلى هامش حكاية: حمار من الطبقة العاملة يقول:
ـــ نص بسيط يعتمد على حوار افتراضي بين الحمار والغزال.. وتغيب عنه كثافة السرد فيبدو أقرب للمشهد التمثيلي أو المسرحي.. فيه يقدم القاص مادته منسوجة بالسخرية وبقدر من الفكاهة الظريفة.. لكن لا يخفى على أحد الظلال السياسية للمسألة ، وهذا شان جل كتابات العريبي الممتعة.. (نشرت الحكاية يوم: الثلاثاء 5 مايو 2009).
على هامش حكاية: القطط التي أكلت الجو:
ـــ في سخرية مريرة، ولمسات سردية باهرة يقدم لنا سعيد العريبي نصه الجميل “حكاية القطط التي أكلت الجو”..هي فانتازيا مشحونة ببعد سياسي واضح، وقد لمست في النص هذه القدرة على الحوار الشيق.. الحوار المدبب كأنه أسنة حراب تتبادل الضرب.. فمندوب القطط يذهب لصاحب السعادة ليحدثه في أمر رفع الظلم عن القطط البائسة.
ويجري الحوار كتراشق نيران أسلحة خفيفة، وتكون النهاية أن يغضب صاحب السعادة غضبا شديدا، ويأمر بسحب القط من ذيله، وتأديبه ركلا وصفعا.
بالطبع الترميز واضح، وما أنقذ القصة من المباشرة هو هذا “التواطؤ الجميل” بين الكاتب والمتلقي.. فكل إحالة ترميزية تجد سندها من الواقع، ثم إن الحكاية نفسها لا تبتعد كثيرا عن كنزنا الثر في التراث الشعبي أو في “كليلة ودمنة”.
المشهد الأخير ينبئ عن تطور في القسوة والمعاملة السيئة ، حيث “كان عمال المرافق قد فرغوا من إزالة الرصيف والحدائق المجاورة أيضا”.. والمعنى أن الحوار لا يؤدي لنتيجة.. هذا بعد أول.. وهناك أبعاد أخرى نتركها لفطنة المتلقي، غير أنني سأذكر شيئا للتاريخ.
في أواخر السبعينات وقف النائب محمد عبد السلام الزيات، وأعلن انه لابد من القضاء على “القطط السمان” التي ملأت بر مصر جورا، ونزل مرشحا في دائرة دمياط.. وانضممت أنا ومجموعة من المثقفين لحملته الانتخابية ولحملة العامل اليساري علي زهران، ورغم حصوله على أعلى الأصوات في الدائرة إلا انه تم “تزوير” النتيجة.. ووقف النائب الخصم الذي فاز في الانتخابات تحت قبة المجلس.. وطالب بإبعاد “المخربين” من أعمالهم.. وتم نقل 3 مثقفين كنت واحدا منهم خارج مهنة التدريس، ولي زميل فارس في كتابة القصة القصيرة أبعد أيضا والثالث كان مخرجا مسرحيا.. ونجح القطط السمان “واقعيا” في الضرب بيد من حديد على كل من طالب بتصحيح الصورة..!!!
الإفادة : القطط السمينة لن تفرط في مكاسبها بسهولة.. وعلى كتاب القصة القصيرة أن يأخذوا حذرهم..!!! (نشرت الحكاية يوم: الأحد 22 يوليو 2007).
وعلق الأستاذ/ موسى الثنيان على تعليقه القيم بقوله:
الأستاذ / سمير.. قرأتك لأدب سعيد العريبي قراءة المتبحر في الأدب العربي.. فهي قراءة متكاملة متأنية تنظر في دقائق الأمور لتخرج لنا كنتيجة ولمسة فنية.. وكم هو جميل أن نمتلك في عصرنا أديبا حكيما كالحكيم بيدبا الذي صنع حكاياته بفم الحيوانات وأطعمها الحكمة.. هذا ما وجدته في أدب سعيد العريبي.. من خلال نظرتك النقدية لكتاباته استمتعت بها كثيرا كما أنني جنيت ثمرات مقالك.
وعلقت أيضا (سيدة القصر) بقولها:
إلى الناقد الكبير / الأستاذ سمير:
من العادي أن نقرأ نصا أو نصوصا ما.. ثم نستلذ بقراءة دراساتها النقدية.. إلا مع حضرتك استأذنا القدير حلاوة تناولك النقدي ودراساتك تفتح شهية الجهلاء أمثالي.. للبحث عن من وما وأين تلقي اشراقاتك.. فاسمح لي أن أقدم لمن يقرأ إضاءتك النص الأمثولة ( مجرد حلم ) لكتابات سعيد العريبي..
مناظرة بين حمارين:
قصة تقتنص أجمل ما في الحكي الشعبي من سمات.. منها البساطة في اللغة والاعتماد على الحوار والتراتبية في سوق الأحداث.. إضافة إلى ذلك هناك الأمثولة التي تطل برأسها بعد أن نستوعب الحكاية.. نتذكر هنا حكايات ” كليلة ودمنة” وحكايات ” أيسوب” .
قص جميل وهادف.. وفيه فضاءات للتعبير عن مواقفنا من أشياء كثيرة تمر بنا.. كما أن النص مشحون بالإسقاط السياسي.. شكرا للكاتب نصه الجميل.. (نشرت الحكاية يوم: السبت 16 يونيو 2007).
ــــ ملاحظات وآراء كتبت على هامش حكايات مملكة الحيوان ــ بين عامي: 2003 ــ 2016 ــ عندما كانت تنشر تباعا بموقع القصة العربية السعودي.. الذي يشرف عليه الأستاذ/ جبير المليحان.