قرأت كتابا شد فضولي للكاتب الأمريكي “روبرت غرين” بعنوان “كيف تمسك بزمام القوة” – ثمان وأربعون قاعدة ترشدك إليها-، هو كتاب مترجم إلي العربية على يد “محمد توفيق البجيرمي”.
وجهه الكاتب الى أولئك الباحثين عن القوة، أو الذين يرقبون القوة، أو الذين يبتغون ما يحصنهم من غائلة القوة، ويقول:
“البعض يعبث بالقوة ويخسرها في غلطة قاتلة، وبعضهم يغلو أو يُقَصِّر فيها، وهناك آخرون يعدُّون العدَّة كاملة فيستطيعون أخذ القوة إلى جانبهم ببراعة خارقة لطبائع البَشَر، فعلى مَرِّ الدُّهور تساءل العلماء والفلاسفة ما هي الدروس التي ينبغي لنا أن نتعلمها من نجاح أسلافنا ومن إخفاقاتهم؟ على الرغم من أن كتابات متنوعة كتبت عن القوة على مدى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، هناك عوامل تشبكها جميعاً في موضوعات متكررة، إنها تلك الأفكار التي تُلَمِّح إلى جوهر القوة وتلوح إلى خصائص مُعَدِّلة لزيادتها ونقصانها ” وقد فصَل لنا الكاتب شارحًا أهم النقاط التي يمكن أن تساعدنا على الوصول إلى الإمساك بزمام الأمور في حياتنا وخاصة في أعمالنا الوظيفية أو مهامنا الكبيرة وحدَدها في أكثر من جانب..
لا تُشْرِقْ أبداً أكثر من السيد.
لا تضع ثقةً أكثر من اللازم في الأصدقاء وتعلَّم كيف تستخدم الأعداء.
اخْفِ نواياك.
قل دائماً أقلَّ مما هو ضروري.
يتوقف الكثير على سمعتك، فحافظ عليها بحياتك.
اكسب لفت الأنظار بكل ثمن.
اجعل الآخرين يقومون بالعمل نيابة عنك ولكن احصل على الفضل دائماً.
اجعل الآخرين يأتون إليك، واستعمل طعماً عند الضرورة.
اكسب من خلال أعمالك وليس من خلال النقاش أبداً.
العدوى: -تجنب التعيس وسيئ الحظ.
تعلم أن تبقي الناس معتمدين عليك.
استخدم الصدق والكرم بطريقة انتقائية لنزع سلاح ضحيتك.
عندما تطلب المساعدة، خاطب في الناس مصالحهم الذاتية وليس رحمتهم أو عرفانهم.
اتخذ وضع الصديق واعمل كجاسوس.
اسحق عدوك سحقاً كلياً.
استخدم الغياب لزيادة الاحترام والتكريم.
ابقِ الآخرين في رعب مقيم: -كرِّس جواً من استحالة التنبؤ بحركاتك.
لا تَبْنِ قلاعاً لحماية نفسك، فالعزلة خطرة.
اعرف مع من تتعامل، لا تُغْضِب الشخص غير المقصود.
لا تلتزم بأحد.
العب دور المغفل لتمسك بمغفل، أظْهرْ أنَّك أبلد من هدفك.
استخدم تكتيك الاستسلام: -حوّل الضعف إلى قوة.
ركِّز قواك.
العب دور رجل الحاشية الأمثل.
أَعِدْ تَشْكيلَ نفسك.
اخْفِ أخطاءك واحتفظ بكبش فداء قريب ليتلقى اللوم.
-استغل حاجة الناس إلى الإيمان لخَلْق أتباع طقوسيين.
-ادخل معمعة العمل بجرأة.
خطّط طوال الطريق حتى النهاية.
اجعل منجزاتك تبدو بلا جهد.
تحكّم بالخيارات واجعل الآخرين يلعبون بالأوراق التي توزعها.
داعب خيالات الناس.
اكتشف أداة الضغط على كل شخص.
كن ملكياً بطريقتك الخاصة: -تصرَّف كملك لتُعامَل كملك.
أتقن فنّ التوقيت.
احتقر الأشياء التي لا تستطيع امتلاكها: -فتَجَاهُلُها أفضل انتقام.
اخلق مشاهد آسرة.
فكِّر كما تحب، ولكن تصرَّف كالآخرين.
عَكّر المياه لتصطاد السمك.
احتقر الغداء المجاني.
تجنَّب الحلول محل رجل عظيم.
-اضرب الراعي… -تتفرق الغنم.
حاول التأثير على قلوب الآخرين وعقولهم.
انزع السلاح وحرِّك الحِنْق بتأثير المرآة.
بشِّر بالحاجة إلى التغيير ولكن إياك أن تُصْلِحَ أكثر من اللازم دفعة واحدة.
لا تظهر كاملاً أكثر مما ينبغي.
لا تتجاوز العلامة التي استهدفتَها، وفي النصر اعْرفْ متى تتوقف.
اتَّخِذْ هَيئة لا شَكْلَ لها
متخذا في ذلك نماذج من الباحثين عن القوة والأباطرة والقادة الذي اعتبرهم أقوى من مسيري الحمالات والغزوات الذين أرادوا أن يكونوا أبطالاً أقوياء في زمن الصراعات المختلفة ، منطق أو فلسفة اعتمد عليها الكاتب في طرحه لجملة من السياسات المتبعة والتي قد نراها سلاحًا يحمله بعض من الأشخاص العاديين في مناصبهم الصغيرة والتي تتهيأ لهم بأنها كبيرة مع قصورهم في أداء واجباتهم أحياناً، أو أولئك الذين يعتقدون بأنهم أهم من غيرهم ويمارسون نرجسيتهم العالية حتى على أقرب الناس إليهم ، أو الذين يعانون من أمراض نفسية ولا يثقون في أحد ويعتقدون بأن الجميع يهاجمونهم أو يضغنون له الكره.
هذا التحليل المتواضع الذي استنتجته من علاقتي بمحيطي ربما يراه البعض ظالماً أو اعتقادًا خاطئاً أو تقديرات ليست في محلها، لكنني قمت بتطبيق بعض من النقاط السابقة الذكر التي تناولها “روبرت” وجدت بأنها موجودة بالفعل يستخدمها بعضا ممن يعانون أزمة الأبهة والتفرد بالرغم من الثانية نضعها غالبا في خانات إبداعية، لكن للأسف نراها عندهم في منحي سلبي، السؤال المطروح هنا هل نحن بحاجة إلى أكثر من أربعين خطوة كي نكون أقوياء أو مصدر قوة، ولا يكفي بأن حقيقيين وصادقين؟ أم أن السياسة والسلطة تتخذ هذه القواعد لزامًا للنجاح، وتظل مسألة التواصل والحق مكفولة بين السطور، هل يحتم علينا الأمر أن نتبع تلك القواعد حقاً للإمساك بالقوة لضمان عدم فلتان الأمور، أسئلة لم تبرح ذهني حتى أكملت قراءة الكتاب واستفدت من الوقت بدل الضائع أصنع من الأفكار الأخرى مادة لبيئة جدلية محلية، نستطيع من خلالها إخضاع العقل للتجربة “ولما لا”
روبرت غرين وهو كاتب ومتحدث أمريكي اشتهر بكتبه حول النفوذ والاستراتيجيات والإغواء، ألّف خمسة كتب من أكثر الكتب مبيعاً، منها 48 قانونا للسلطة، فن الإغواء، 33 إستراتيجية للحرب، القانون الخمسون، وهو من مواليد 1959.