زهرة سليمان أوشن
هو عبارة عن مجموعة قصصية تتكون من 11 قصة قصيرة، صدرت طبعتها الأولى عام 1958م، وهي ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا بعد المجموعة القصصية: نفوس حائرة التي أصدرها الكاتب: عبدالقادر أبوهروس عام 1957م، ومن ثم فزعيمة الباروني تعد أول كاتبة ليبية تصدر مجموعة قصصية متكاملة.
وقد بدأت كتابتها منذ بداية الأربعينات ثم جمعتها ونشرتها في هذا الكتاب. والقصص التي كتبتها زعيمة الباروني لها امتداد تاريخي ومكاني في كل أرجاء الوطن، فقد اتسعت زمانا من قبل الفتح الإسلامي لليبيا إلى أواخر الحرب ضد الإيطاليين، وكان ميدانها الوطن الفسيح من بنغازي شرقا إلى طرابلس غربا مرورا بجبل نفوسة وغوصا في جنوبنا الحبيب مع غدامس وفزان.
تقول الكاتبة: (لست أدرى بماذا أقدم مواضيعي في القصص القومي متسلسلة من قبل الفتح الإسلامي إلى أواخر الحرب الأولى ضد الإيطاليين، وقد عن لي أن أصور بلادي في صورة صادقة منذ أجيال، وأن أجعل هذا العمل الصالح لإخلاصي فيه، تحية صادقة لجيل اليوم، وقد زهت له مناظر البلاد، وتجددت سبل الحياة ومهدت أمامه طرق العلم والمعرفة كما نقول، ونتمنى من الله سبحانه أن يصدق هذا القول بعلمه ومعرفته في حرية وأمان)
وعناوين هذه القصص هي:
قدسية الأمومة، الكرامة الحقة، الأب الحكيم، نخوة عربية، الربيع في الحمادة، وشاح الشجاعة، الرجوع إلى الله، الرحلة القاسية، المروءة، فزان البعيدة، بنت الحاضرة.
وقد حظيت هذه القصص بقراءة نقدية من العديد من الكتاب منهم: محمد التركي التاجوري، فوزي البشتي، شريفة القيادي، الطاهر بن عرفة، فارس علاوي، حسين نصيب المالكي، نجم الدين غالب الكيب، عبدالمجيد غزالة، حواء القمودي.
وقد أورد الدكتور “عبدالله مليطان” شهادات هؤلاء الكتاب في هذه القصص في كتابه الذي عرضناه سابقا: (زعيمة الباروني رائدة العمل الأدبي النسائي في ليبيا).
ولعلي أكتفي بعرض ثلاث شهادات حول هذه القصص لزعيمة الباروني:
يقول الكاتب “محمد التركي التاجوري” عن هذه القصص: (هذا الكتاب من تأليف الأستاذة: زعيمة الباروني وهو يعد من البدايات التي تقدم القصة في أدبنا الحديث في ثوبها الجديد وقد صورت فيه المؤلفة الأحداث التي تعيشها في الواقع الاجتماعي. ولذا فإن القصص التي شملها هذا الكتاب جاءت صورة صادقة لما كان يدور في مجتمعنا من أحداث وجهاد وتقوى وصلاح ونشاط اجتماعي في البادية والمدينة والقرية والحل والترحال).
أما الأديبة “شريفة القيادي” فتقول عنها: (أن فيها إحياء للشخصية الليبية بكل أبعادها. بل إن الكاتبة تتوقف عند كثير من التفاصيل في وصف الأزياء والتقاليد الليبية حتى وإن أساء ذلك للناحية الفنية في بعض الأحيان.
والأرض الليبية الواسعة بكل أرجائها هي مسرح القصص القومي، سواء من ناحية امتداده المكاني، أم من ناحية امتداده الزماني عبر التاريخ الضارب في أعماق الزمن)
ونختم هذا المقال بشهادة الكاتب “عبدالمجيد غزالة” من المغرب وفيها يقول: (تستخدم الكاتبة في هذا العمل لغة عربية سلسة تبتعد عن الركاكة والإسفاف وكثرة المحسنات حيث تبرز السمات الفنية لأسلوبها الواقعي بناء على الأشخاص والأحداث والفضاء والرؤية الاجتماعية. لقد عبرت المبدعة عن عادات وتقاليد وأخلاق وانفعالات بعض أفراد الشعب في فترات متباعدة من الزمن كما أنها رسمت آفاقا كبيرة من طبيعة وألبسة ومأكولات البلاد الليبية) .