منذ طفولتي وأمي تربت
على كتفي وتهمس:
كوني كظلي لا تغادريني…
تنظر إلى بعمق منبهه
لا تتجاوزي خطواتي..
تمسد بيدها على شعري
وكأنها تقول لي بلغة
لا تشبه الكلام …
لا تشبي عن الطوق
ولا ترفرفي بجناحيك
خارج مدار الروح
لا تقفزي خلف سياج
أحلامك..
لا تغادري المكان في غفلة مني
كعادتك… وتتركيني أبحث عنك
لا تلاحقي الفراشات
لا تحاولين الإمساك
بظلك الذي يقلد حركاتك على
حد قولك..
لا تصرخين محاولة سماع صوتك
حين تركضين.. لا ولا.
حين تشيري في حكاياتك للذئب
والحمل الذي غادر القطيع
وتلك البطة السوداء..
وذاك الأنف الذي يمتد كلما
كذبنا..
كل قصصك كانت تحذير
ولكن مما …؟
منذ عهد ضفيرتي وأنا
أنعكف معها وأتشابك
وأحاول أن أصنع زهرة
بشريطة شعري الملونة..
وأفشل وتسعدين حين
أرجع إليك ….
كانت أمي ترتب
النصائح كما ترتب خيطان
الصوف لتصنع لي كنزة
تدثرني بها وأنا المتمردة
أعبث بها كقطة شقية
رافضة الانصياع مكررة
لما على أن أفعل ذلك؟
منذ أن استفحل الخوف
داخلنا وأصبح غول يحد
حركاتنا ونحن نستمع
وننفذ… ونجلس بهدوء
كما خططت لنا..
لا نعترض ولا نلاحق الظلال
ونسير مع القطيع
ويتردد صوتك الهادي
لا تشبي ولا تتطلعي خلف السياج..
أ أقول لك سراً أمي..
في أحد الأيام وجدت
بين يدي قلم ….
ومن يومها وأنا أخبئه عنك..
حتى لا تعتبرينه أداة حادة قد تدمي
أصابعي …. فعذراً أماااه.