غادر المعتقل
روحه عالقة هناك
جسد نحيل
عارٍ دون إزارٍ يستر عورته
فوق طريق
من ملح عبر بقدمين جريحه
حافيتين
عبر سراديب
من العذاب
مشى بجراحه
تتلصص عيناه
على معاصر الارواح
في زنزانته المكتظة
بالأنين والعرق
الارواح تتصاعد كل مساء
تلفظ جثثها
لتفارق من فتحه
صغيرة
طفل أحرق حياً
في بوابة الجحيم
لم يطفئ اللهب في جسده
الصغير
يا صغيري
عزرائيل لن يعطك
الدواء
كم هو بعيد الدواء
وكم انت قريب
من رائحه الموت
انت عطر صدنايا
رائحة طفولتك
حلق يا صغيري
السماء
فوق (داريا) واخبر الله
أن هناك تحت الارض
بوابه لجهنم
بدون قيامه
فوق الجدران
يقف ظلك بجانب
خطوط ما حفرته
بيدي لأعرف
كم لبثت في الكهف
وسجاني باسط
صوطه بالوصيد
غادرت
المعتقل
غير أني علقت
روحي هناك
أنا لست
مازن حمادة
إن أخبروني ما اسمك
أنا 1858
أنا الحي الميت
أنا شبح
عاد لصدنايا
مرة أخرى
شاهدٌ من رخام
فوق قبر منسي
حلمت ذات حرية
بباب زنزانتي
البارد أن يفتح
ولتلك العذراء
وطفلها
في خدرها البائس
ان ترى عيناها النور
وان لا يرجموها بالخطيئة
فالنساء في صدنايا
سبايا الحرية
غلبني النعاس
واغمضت عيناي
عن بدايات
ديسمبر
فأصابعي متعبه
لم تخط يوم
الحرية
غافلني العمر ونمت
ولم أستيقظ
نسيت إسمي
فذاكرتي
في دير الزور
حبيبتي لم تعد تنتظرني
أنا مجرد رقم
فوق جثة مرمية
عارية
انتظرت طويلا
فجرا
لم ينتظره مازن.
مازن بسيس حمادة معتقل سوري استشهد بسجن صدنايا بعد أن أعيد اعتقاله وروى للعالم قصته. توفي قبل انهيار نظام الاسد من فترة قريبة.
طفل داريا، طفل شوي حيا بدم بارد.
عزرائيل أسم السجان، يسأل من يرد الدواء ويقتل منة يقول نعم.
1858 رقم مازن في المسلخ 601.
شاهدو فلم غياهب الاسد على اليوتيوب.