النقد

بصماتُ امرأة في سوق الحشيش

قراءة نقدية لرواية (سوق الحشيش “أوريدة”) للكاتبة عائشة أحمد بازامة

قراءة نقدية لرواية (سوق الحشيش "أوريدة") للكاتبة عائشة أحمد بازامة
قراءة نقدية لرواية (سوق الحشيش “أوريدة”) للكاتبة عائشة أحمد بازامة

أخذت الرواية النسائية في ليبيا مساحة كبيرة في الثقافة الليبية، صوّرت موضوعات متنوعة من الحياة الاجتماعية والثقافية للمرأة والأسرة والتعليم، وقدمت شخصيات نسائية قيمة تعبر عن فترة تاريخية من مراحل حياة المرأة وتطورها في الشأن الاجتماعي والثقافي وغيره.

اخترتُ اليوم رواية تتزين رفوف معارض بنغازي بها. هذه الرواية أجادت وصف الأمكنة وتحليل الشخصية الرئيسة، وقدمت رؤية اجتماعية جمعت الماضي والحاضر، إنها رواية (سوق الحشيش “اوريدة”) للروائية عائشة بازامة.

كانت “اوريدة” هي الشخصية المحورية التي تدور حول الأحداث الاجتماعية في الرواية، صورت الكاتبة رحلة حياتها منذ الصغر وهي تعيش بين أحضان سوق الحشيش بعالمه التقليدي المألوف بين الأحياء الليبية نتعرف على بصمات المرأة المتمثلة في شخصية اوريدة وهي كالآتي:

1 – بصمات اجتماعية:

صورت الرواية بصمات اجتماعية كثيرة متنوعة تحيط بالبطلة، العائلة، الجيران، العادات والتقاليد، فأخذت القارئ إلى رحلة مليئة بالأحداث والمواقف جمعهم سوق الحشيش بأيامه السعيدة والحزينة، وزينت الرواية بنماذج متعددة من الشخصيات التقليدية التي أثرت في حياة اويدة الاجتماعية، وكيف قضت أيامها وشبابها في ظل أسرتها وأثرها على مستقبلها، وكذلك كانت الرواية ترصد لمراحل تاريخية للبطلة في حياتها التعليمية ودورها الثقافي والتحديات التي واجهتها داخل المجتمع نذكر منها (تذكرت أنها يوم أن أرادت شراء هذا المنديل وأشياء أخرى من لوازم الخياطة حينما رافقتها شقيقتها الكبرى وقتها همتا بالخروج إلى دكان سيدي الطرابلسي ولكن وقف لهما ابن الجيران وفرض عليهما العودة والرجوع فوراإلى البيت) والأسرة ساندت سلوك الجار وقالت (كلمة صالح هي اللي تمشي).

طالع أيضًا: عائشة بازامة: أفكر أن أستمر في ذات الرواية بأجزاء أخرى لاحقة

2- بصماتُ الزمان والمكان:

كانت افتتاحية الرواية بصحوة ذكريات الماضي لبطلة الرواية اوريدة (في ذلك الصباح الشتوي البارد لم تدر لماذا راودتها خواطر ذهنها عندما صحت من نومها على ذكريات ماض تولى منذ ما يقارب الأربعين عاما دفعتها للتفكير في زيارة تلكم الأماكن).

اجتمع الزمن النفسي الاسترجاعي للبطلة فتذكرت حياتها الماضية التي تعمقت بأحداث الطفولة وصورت ملامحها البريئة وحركاتها العفوية فشكلت الكاتبة الزمن الاسترجاعي بسرد الذكريات فاستيقظت التشويق والمتابعة عند القارئ.

3 – بصماتُ الشخصية:

شخصية اوريدة هذه المرأة التي تركت بصماتها في كل أرجاء الرواية، صورت الكاتبة حركتها، سلوكها، طفولتها، شبابها، وصولا إلى استيقاظها لذكريات في سن الأربعين، بصمات اوريدة الواعية عطرت أرجاء الرواية نراها المرأة الحكيمة العاقلة التي رأت طريقا للعلم والتحدي أمام التقاليد والمجتمع، وكانت بصمات البطلة تتمحور في الآتي:

  • بصمات التعليم
  • بصمات الحب والعشق لشخصية منصور
  • بصمات العلاقات الاجتماعية
  • بصمات التعلق بالمكان والزمان
  • بصمات الوعي الذي يمتزج بالتجربة وقوة الإرادة لتحقيق الذات.

طالع أيضًا: قراءة لقصص عائشة بازامة

والدليل على ذلك هو قول الكاتبة: (اوريدة كان اسمها امرأة يزيد ما مضى من عمرها عن الأربعين.. يشع من عينيها بريق عن نفس تواقة وروح لا تهاب عثرات الزمن).

كانت بصمات قوية طرقت قلب كل امرأة تحب الاستقرار الفكري والنفسي والاجتماعي، وما زال حلم المرأة مستمرا.

ليبيا / 7 نوفمبر 2024م

مقالات ذات علاقة

أن تحب ليبيا دون صخب

علي عبدالله

لغز السرد ولغز الخطيئة في رواية (الورم) لإبراهيم الكوني

المشرف العام

هشام مطر يزيد سخونة صيف لندن برواية في بلاد الرجال

المشرف العام

اترك تعليق