الطيوب
نظمت كلية الآداب بجامعة طرابلس (القاطع أ) فاعليات المعرض الأول للتأليف النسوي الليبي تحت شعار (المرأة الليبية مؤلفة ومبدعة) دورة القاصة والروائية “نادرة العويتي” وذلك بمدرج الدكتور مصطفى المبروك بن حليم بكلية الزراعة، برعاية الدكتور “عمران القيب” وزير التعليم العالي، هذا ويمتد المعرض لمدة يومين 28-29 من شهر مارس الجاري، وسط حضور نخبة من الكتّاب والكاتبات وعدد من المسؤولين .
وانطلقت مراسم حفل الافتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني تلته كلمة ألقاها عميد كلية الآداب الدكتور “عبد الله مليطان” الذي أشار إلى الأسماء النسوية الرائدة في مجال الكتابة الإبداعية من قصة وشعر ورواية ودراسات نقدية وأوضح أن هذا المعرض ليس بدعة لكنه معرض نوعي وهو يحتوي على أكثر من 800 عنوان بمضامين مختلفة ومتعددة الموضوعات والاختصاصات لأكثر من ستمائة كاتبة ليبية من مختلف الأعمار والمستويات، موضحا بأن الأعمار في هذا الصدد لا معنى لها لكنها تعني تواصل الأجيال وما يمثل تواصلها من اختلاف في الأفكار والرؤى.
كما ألقت وزير الدولة لشؤون المرأة الدكتورة “حورية طرمال” كلمة توجهت فيها بالشكر والتقدير لكلية الآداب وعميدها على مبادرتهم باقامة هذه التظاهرة الثقافية وأضافت أن جهودكم في تنظيم هذا المعرض تعد انجازا كبيرا يضاف إلى الجهود المستمرة لإبراز العقول الفكرية والثقافية والوصول بها إلى المستويات الإقليمية والدولية وذلك من خلال ما حققه المعرض من نجاحات وأصداء جاءت نتيجة الغير محدود والاهتمام والحرص دائما بالأفكار والتوجهات لإنارة الطريق للكتاب لرفع بثقافة الوطن عاليا، تلتها كلمة رئيس الجامعة المكلف الدكتور “خالد غومة” وكلمة للدكتورة “هيفاء محمد دوزان” وكيل الشؤون العلمية بكلية الزراعة وكلمة لرئيس اللجنة التحضيرية الدكتورة “ماجدة عزو”، وأعقب ذلك عرض تقرير مرئي احتفى بالرائدات والكاتبات الليبيات في مجالات الكتابة الإبداعية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والفلسفية وما نحوها.
وعن فكرة تنظيم المعرض حدثتنا الدكتورة “ماجدة عزو” رئيس اللجنة التحضيرية قائلة : أن فكرة هذا المعرض جاءت على خلفية تجميع الدكتور عبد الله مليطان لكل كتابات النساء في ليبيا منذ بدايات النشر والتأليف وحتى عام 2022، واجتمعت اللجنة التنظيمية وتكونت لجنة تحضيرية للإعداد لهذا العمل وقد ارتأينا نحن بكلية الآداب أن يكون هنالك ثلاثة محاور، المحور الرئيس وهو المعرض الذي يضم بانوراما لكل عناوين المؤلفات النسوية إلى جانب نسخة من كل كتاب مضيفة أن هذا المعرض يصاحبه تكريم لأوائل من كتبن في بعض الموضوعات والرائدات المتميزات في مجال النشر العلمي والأكاديمي والأدبي، وأيضا سيكون هناك حوارات فكرية فلدينا جلستين عمليتين بمشاركة عدد من الورقات العلمية، وأشارت إلى أن المعرض نعتبره الدورة الأولى على أمل الاستمرار في تنظيم دورات متتالية خلال الأعوام المقبلة.
تلى ذلك فقرة تكريم منح شهادات التقدير لعدد من الرائدات والكاتبات النسويات المتميزات في مجالات الكتابة المختلفة والمتنوعة وهم : “مرضية النعاس” كأول ليبية تكتب الرواية، و”نجوى بن شتوان” كأول ليبية تكتب المسرحية، و”فوزية شلابي” كأول ليبية تصدر ديوانا شعريا، و”بدرية الأشهب” كأول ليبية تصدر ديوانا شعريا في الشعر المحكي، و”هدى العبيدي” كأول ليبية تكتب في مجال دراسة الأمثال الشعبية،و”رباب أدهم” كأول ليبية تصدر مذكراتها الشخصية ، بالإضافة لمجموعة أخرى من الكاتبات في ميادين الترجمة والقانون والحقوق الإنسان وعلوم المكتبات أبرزهم “فائزة الباشا” و”زينب زهري”، و”سعاد الخليل” ، و”مبروكة محيريق”.
وتضمن المعرض إقامة الندوة العلمية الأولى للنتاج الفكري للمرأة الليبية بعنوان (الإنتاجية العلمية والأدبية للكاتبات الليبيات-دراسة ببليومترية تحليلية) ألقت خلالها الدكتورة “ماجدة عزو” مداخلة افتتاحية أوضحت فيها منطلقات مصطلح الببليومتريقا واستخدامه للطرق الاحصائية والأساليب الرياضية في تحليل البيانات المتعلقة بالكتب ومقالات الدوريات والمؤلفين والناشرين وسواهم من عناصر الاتصال الوثائقي، وأضافت أن هذه الألية تمكن من التعرف على خصائص الانتاج الفكري الصادر في مجال معين من مجالات المعرفة، وفي المقابل أكدت على مجموعة من المحاور الرئيسة أولها رصد الكثافة العددية وحجم الانتاجية الفكرية المنشورة في المجال وفق الموضوعات ووفق الكاتبات وجهات النشر فضلا عن تقديم صورة عامة عن مساهمات المرأة في الانتاج الفكري في مجال العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم التطبيقية خلال الفترة الزمنية من 1975 وحتى 2022م .
من جانب آخر شاركت الدكتورة “بلسم الشيباني” بورقة بحثية بعنوان (المرأة والسرد-نادرة العويتي قاصة) أدارت الندوة الدكتورة “فطيمة نويجي” حيث أضأت فيها على عملية السرد عند الراحلة نادرة العويتي والعناصر الفنية التي نهضت عليها نصوصها القصصية، ورأت بأن الكتابة السردية هي تجسيد أسمى للحكي مضيفا أن القصة القصيرة عند العويتي تمثل نمطا أكثر كثافة في التعبير لتجيء القصة القصيرة الليبية النسائية حاملة رايتها كاتبات بارزات كتبن ولازلن يكتبن هذا الجنس الأدبي، وتابعت تأتي الكاتبة الراحلة كإحدى أبرز هؤلاء الكاتبات ضمن أربعة مجموعات فمارست الكتابة بحب واقتدار وسلاسة وإصرار وجعلت الواقع مصدرها لتستمد منه حكاياها وصاغت فيه مفرداتها فجمعت في قصصها هموم المرأة وعالمها مثلما ركزت على الرجل والقضايا الإنسانية بوجه عام التي يتوحد فيها الجنسين.