عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين ندوة عبر تطبيق زوم تحت عنوان “وقفة مع أدب الحريّة“، وذلك يوم الأربعاء الموافق: 11/12/2024، شارك فيها وحضرها نخبة من المثقفين والمهتمين من فلسطين والوطن العربي والدول الأوروبية. وقد تولت إدارتها الدكتورة لينا الشخشير، رئيسة منتدى المنارة للثقافة والإبداع، وافتتحتها متحدّثة عن أدب الأسرى وأهميّته، وتناول النقاد له وضرورة الاهتمام به متمنية الحريّة القريبة للأسرى جميعاً.
ورحب منسّق التحالف د. خالد حمد بالحضور وشكرهم على جهودهم لإنجاح هذه الندوة، ومتحدثا عن الأسرى وقضيتهم، قائلاً: “لن ننسى آلاف الأسرى الإداريين والمرضى ومئات الأطفال والنساء المعتقلين. كما لا ننسى أهالي الأسرى وعلى رأسهم أهالي جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال، وبعث تحيّة خاصة لأسرى قطاع غزة المحتجزين في سجون مخفية… وكل الدعم لأدباء السجون حتى يصل صوت الحريّة إلى كلّ مكان”.
وافتتحت أعمال الندوة بقراءة نقدية قدمتها الروائية المقدسية ديمة السمان، تناولت فيها كتاب “تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة” للكاتب فراس حج محمد، وأشارت إلى شموليّته وأهميّته وكونه مرجعيّة ولبنة أساسية يجب أن يُبنى عليها لتأسيس مكتبة تعنى بأدب السجون في فلسطين، كما أشارت إلى أهميّة ما ورد في نهاية الكتاب من إحصائية للكتّاب داخل السجون وصلت إلى (133) كاتبا وكاتبة، واعتبرته حجر أساس لمعجم يليق بأدب الحريّة.
وتناول الكاتب والإعلامي علي المرعبي- المدير العام لمؤسسة كل العرب في باريس- كتاب “حروف على جدران الأمل” الذي شارك فيه 36 أسير وأسيرة بنصوص شعرية ونثرية من إبداعاتهم. وتحدث المرعبي عن أهميّة جمع كتابات الأسرى في كتب من أجل إيصال صوت الأسرى إلى العالم، وشكر كلّ من ساهم بإصدار هذا الكتاب، بدءا بالكتّاب الأسرى المشاركين، وكل من ساعد في إخراج النصوص من داخل السجون، ومن حرّر الكتاب. وتعهّد بنشر كلّ ما يصله من كتابات الأسرى على صفحات مجلة “كل العرب” الورقية الشهرية.
ومن الأردن تحدث عضو رابطة الكتّاب الأردنيين الروائي عبد السلام صالح عن أدب السجون وموضوعاته المتنوّعة وقيمته الأدبيّة، معرّفاً بمبادرة “أسرى يكتبون” التي ناقشت كثيرا من أعمال الأسرى الكتاب، وقد صدرت في كتاب تحت عنوان “ندوات أسرى يكتبون”. وشارك في تلك الندوات في حينه نقّاد وكتاب من الوطن العربي بقراءات نقدية حول تلك الأعمال، وبمشاركة الأسير بكلمة يلقيها نيابة عنه أحد أفراد العائلة، كما تحدّث عن فكرة مؤتمر عربيّ حول أدب الحريّة في عمان تزامناً مع يوم الأسير القادم (17/4/2025).
وتوقف الكاتب والناقد فراس حج محمد عند كتابات الأسرى وعلاقته الشخصية بهم، وبأدبهم وإصداراتهم، وتناول كتاب “يوميات الزيارة والمزور– متنفّس عبر القضبان” للمحامي حسن عبادي، وأهميّته وبعده الإنساني ورسالته.
ومن الكتّاب الأسرى شارك في الندوة الأسيرة المحررة أماني حشيم (القدس) التي جرّبت الكتابة في السجن من خلال الحديث عن كتابها “العزيمة تربي الأمل”، ودور الكتابة خلف القضبان؛ كونها متنفّساً للأسير، ونافذة على الحريّة، والأسير المحرّر راتب حريبات (دورا/ الخليل) متحدثا عن كتابه “لماذا لا أرى الأبيض” المكتوب بجزئيه في السجن، وصدرا ومؤلفه ما زال قيد الاعتقال، وأشار إلى أهمية أدب الحريّة بالنسبة للأسير وضرورة أنسنة قضية الأسرى، وأشاد بدور التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين ودور المحامي الحيفاوي حسن عبادي في إخراج إصدارات الأسرى من خلف القضبان إلى النور مطلقاً عليه “سفير الأسرى”.
وقبل اختتام الندوة فُتح المجال لمداخلات الحضور، فكان هناك مداخلات قصيرة لكل من: المحامية والكاتبة هبة بعيرات/ الولايات المتحدة، والكاتبة والإعلامية باسلة الصبيحي/ ألمانيا، والكاتب حسام الدلكي/ ألمانيا.
وفي الختام تحدث المحامي الحيفاوي حسن عبادي- عضو التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين- حول مصطلح “أدب الحرية”، وبأنّه يفضّله على المصطلح الشائع “أدب السجون”، شاكراَ بدوره باسم التحالف مديرة الندوة والمشاركين آملاً بحريّة قريبة لكافّة أسرى فلسطين.