نزار نصر
– كيف حالك يا شيخ مختار؟
– زي البورتوفوليو الفرغان
هكذا كان رده بعدما تقدم في السن فاقدا وزنه بسبب داء السكري .
الشيخ مختار شاكر المرابط ملك الأدوار والموشحات والطرب الطرابلسي والذي استمر اسمه في الصدارة بين الفنانين الليبيين مع الأجيال المتلاحقة والذي كان يحفظ من ألحان كلاسيكيات الفن المشرقي المئات لا العشرات فضلا عن غزارة حفظه لنصوص المالوف والموشحات المغاربية وقصائد المولد النبوي الشريف وحِلق الأذكار التي كان من أساطينها.
تمكن الفاقون (وهذا كان اسمه بين أصدقائه ثم تعداهم فاشتهر به بين الناس والكلمة من [Wagon] أي القاطرة أو العربة لبدانته المفرطة) ….. تمكن وهو شاب من حفظ وإتقان كل ما سمعه من اسطوانات جيل الرواد – وراقه من بينهم أداء سيد الصفتي – حتى غدا المقدّم في هذه الفنون المشرقية بين أقرانه.
يذكر له أصحاب السن العالية في طرابلس كيف تناوب الغناء مع سلطانة الطرب منيرة المهدية عند زيارتها للمدينة وإحيائها عدة حفلات فيها حيث طلبت سماعه في ليلة رائقة بـ” سانية قنابة ” فغنى لها موشح حيّر الأفكار بدري ودور يا اللي جرحت القلب داويه وبادلته الغناء بمقطوعتها الشهيرة أسمر ملك روحي وغيرها ووثق السهرة مترجم الحكومة الإيطالية اللبناني جورج صقّال بقصيدة من وحي تلك الليلة أعقبتها قصيدة من الشاعر الليبي الشهير أحمد قنابة صاحب السانية (البستان).
لا يزال اسمه يحتفظ بكامل البريق مع تسجيلاته التي كانت تبث بعضها إذاعة لندن القسم العربي ويتداولها عشاق الكلاسيكيات العربية في بلده.