أفكر بالإنجليزية، أحاول أن أختار بين
Void,
Emptiness,
, vacuum,
and nothing
ثم أقارنها بشبيهاتها في العربية
خواء،
فراغ،
مفرغ
ولا شيء.
هنا أتذكر مصباح أديسون وسلك التنجستن
الذي لا يضيء إلا في وسط مفرغ بالكامل من الهواء.
في خلفية كادر الحلم من نقطة بعيدة
يأتي صوت نباح كلب
و زقزقة طائر حائر.
شَراك سليمان، السانية الشرقية، ملعب الزيتون، عطر لعج.
قبر جدّي في اتجاه جنوب-شرق
ذلك اتجاه الكعبة، أليس كذلك؟
أبحث كثيرا عن قبري الجوّابيتان.
قال أخي الأكبر”الشيخ الجوّاب هو بن راضية
الذي ذكره حفيد عبد السلام الأسمر في كتابه:
كتاب الإشارات لبعض من بطرابلس الغرب من المزارات.”
لا أدري لماذا لا أشعر براحة لهذا!
حجلتان تحلّقان في الفضاء
الجوّابيتان تدلانني على قبريهما،
هناك في أعلى التل
النخلة تركع، الحمام يركع.
تتفتح أزهار الكاموميليا و يضج المكان بوهج القرية،
بالماء العذب،
بالخنافس المختبئة في الشقوق
و الصمت.
كلما استطال الحلم
شعرت أنه مليء و ناقص
في آن واحد.
لعل قلبي من التنجستن!
كلما استدار الحلم
رأيت السماء كأنها سماء أخرى،
السحب مليئة بالأسماك،
الغبار ساكنا لا يستعجل السقوط،
و الصبّار أخضر ريان.
ملاحظة:
التفكير في الفراغ هو أن ترى النقطة ولا ترى الدائرة.