في الشوارعِ التي تعجُّ بالغُبار
تختنقُ الأحلامُ في الصدورِ
تتلاشى الأغاني في الزحام
وتمضي البلادُ كعجوزٍ تائهٍ
يعرجُ بلا عصاةٍ .
على الأرصفةِ المتصدّعةِ
يتكسّرُ الصراخُ كزجاجٍ رخيصٍ
والأطفالُ يرسمون على الجدرانِ
خرائطَ الوطنِ
الذي لم يعبرْ يوماً حدودَ الحلم.
نصفُ السماءِ رمادٌ
والنصفُ الآخرُ
لا يُبشّرُ بالمطر .
الوجوهُ في المقاهي
كالصحفِ القديمةِ
ملطّخةٌ بالكذب
تضحكُ بلا سببٍ
وتلعنُ بصمتٍ
ظلالَها.
يا من تبيعونَ الوطنَ
في أسواقِ الكذب
هل شربتم يوماً
من نهرِ دمعِ الأمهاتِ؟
أم أكلتم خبزَ الموتى
الذي يُوزّعُ كالصّدقةِ
في السجونِ الباردة؟
أم سكرتم بدماء المُعذبين
إنها البلادُ
تئنُّ تحتَ نعالِ الجبابرة
تحملُ على ظهرِها
أثقالَ الجهلِ والجوعِ
وتنادي بلا صوتٍ:
أينَ أنتم؟
و في المساءِ
حينَ يغلقُ الليلُ أبوابَهُ
تسقطُ الأقنعةُ
كأوراقِ الخريف
وتبقى الحقيقةُ
وحيدةً
عمياء.
سيدي الوطن
أين يديكَ
التي كانت تمسحُ دموعَنا؟
أينَ صوتُك
الذي كان يُسكتُ عواءَ الريح؟
أينَ أنت؟
أينَ أنت؟
أم أنّكَ
غبارٌ من كذب ؟
2024/12/15