عبدالسلام الغرياني
هناك عدد من الأفكار الشائعة حول كيفية “إصلاح” السلوك البشري، لكن الكثير منها يرتكز على أسس علمية ضعيفة. مثال ذلك:
التوجيهات وهي تدخلات خفية مصممة لتوجيه خيارات الناس في اتجاه معين، غالبًا دون علمهم. تستند إلى افتراض أن الناس “تنقصهم العقلانية” ويمكن خداعهم بسهولة لإتخاذ خيارات أفضل.
لكن العلم الذي يقف وراء التوجيهات ضعيف في الغالب. العديد من الدراسات غير كافية، وتفتقر إلى مجموعات تحكّم، وتفتقر التكرار.هذا يعني أننا لا نستطيع التأكد مما إذا كانت التوجيهات ناجعة بالفعل أم أنها مجرد تقلبات إحصائية.
الهندسة الاجتماعية:
هذا مصطلح واسع لأي محاولة لتغيير أو التحكم في سلوك الناس بشكل متعمد على نطاق واسع. يمكن أن تشمل أشياء مثل التوجيهات وحملات وسائل الإعلام وحتى السياسات الحكومية. لكن الهندسة الاجتماعية تثير مخاوف أخلاقية جدية. من يقرر ما هي السلوكيات التي تحتاج إلى “إصلاح”؟ وكيف نضمن أن هذه التدخلات لا تؤدي إلى نتائج عكسية ولها عواقب غير مقصودة؟
بدائل: بدلاً من الاعتماد على العلم المتقلب والخاضع للتجريب، يجب أن نركز على:
فهم الأسباب الجذرية للسلوك البشري: وهذا يعني مراعاة عوامل مثل عدم المساواة الاجتماعية والفقر والصحة العقلية.
تمكين الناس من اتخاذ خياراتهم الخاصة: وهذا يعني تزويدهم بالمعلومات والتعليم الجيد، واحترام استقلاليتهم.
الاستثمار في الحلول طويلة الأمد: وهذا يعني معالجة المشكلات النظامية التي تساهم في السلوكيات الضارة، بدلاً من مجرد محاولة إصلاح الخيارات الفردية.
من خلال اتخاذ نهج أكثر شمولية وأخلاقية، يمكننا تطوير طرق أفضل لتحسين السلوك البشري تستند في الواقع إلى علم سليم.