يعد العاشر من ديسمبر من كل سنة يوماً لا يُنسى في الذاكرة الوطنية، ومحفوظاً في الذاكرة العالمية في ملفات أخطر الانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث تم اختطاف السياسي الالمعي والحقوقي البارز والمناضل الساطع منصور رشيد الكيخيا في 10 ديسمبر 1993م من الفندق الذي كان يقيم فيه في مصر أثناء حضوره مؤتمراً لحقوق الإنسان في القاهرة.
منصور الكيخيا الشخصية المعروفة على المستوى الوطني والعربي والعالمي.. المثقف اللامع والدبلوماسي المحنك والمحامي الناشط في مجال حقوق الإنسان والسياسي الذي كان وزيراً وسفيراً وممثلاً لبلاده في الأمم المتحدة لسنوات، قبل أن يقف في وجه استبداد نظام معمر القذافي ويعلن رفضه لما يجري في بلاده من قمع وانتهاكات ومصادرة للحقوق والحريات، ويكون من أبرز المعارضين لنظام معمَر القذّافي في المنفى.
قام نظام القذافي في 10 ديسمبر 1993م بخطف منصور الكيخيا من القاهرة ونقله إلى ليبيا ليتم سجنه، ثم قتله وإخفاء جثته.
وبعد اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير في العام 2011م، ومرور 19 عاماً على اختفائه، تمكنت عائلته عن طريق الثوار من الكشف عن مصيره بالعثور على جثته، ليتم تشييع جثمانه في موكب جنائزي رسمي وشعبي مهيب يحيطه أفراد من الحرس، وحملت جثمانه عربة من ميدان المحكمة في بنغازي الذي عُرف بساحة الشهداء لاحقاً، إلى المقبرة.
شاركت في مراسم الجنازة الجهات الرسمية التي تمثل السلطات العليا بالبلاد وقتئذ، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين، وممثلون عن السلك الدبلوماسي في ليبيا، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والحقوقية والصحفية والإعلامية العربية، بالإضافة إلى عائلة الفقيد والحضور الشعبي الممثل لكافة ربوع ليبيا. وقامت وسائل الإعلام الليبية والعربية والعالمية بنقل الحدث وتغطيته بشكل يليق بمقام الراحل الكبير.
رحم الله منصور رشيد الكيخيا وغفر له وجعله في عليين بجوار الأنبياء والمرسلين.
الأربعاء الموافق 11 ديسمبر 2024م
* كتاب: «منصور الكيخيا.. سيرته ومواقفه وقصة اغتياله» الذي أصدرته في العام 2018م، متوفر في طرابلس في مكتبة «الوليد» لصاحبها الأستاذ وليد المختار، الكائنة أمام الباب الخلفي لجامعة طرابلس. ومكتبة «دار الرواد» في منطقة “السراج” بالقرب من صالة كونكورد.