شعر

مكـابدات

ما الذي جئت تفعلهُ،

في بلاد لست تعرف فيها أحدْ؟

لقد آن أن تستريح.

ما الذي جئت تفعله؟

فالدوائر ليست كما تتراءى الدوائر

والشوارع عامرة بالأفاعي

والبنات يداومن في الصبح في الثكنات

والقبائل تتهيأ للرقص

في مهرجان التطام الجديد.

تجلس الساعة في فندقٍ،

يطل على المتوسط

ليس فيه من بهجة النزل غير الضجيج!!

قبل عشرين عاماً

عرفتك الشجيرات في أول التل

طفلاً صغيراً

يطارد سرب الحمام،

ويبني قصوراً من الرمل، أو وطناً

يحلم أن يتقاسم فيه المهمات

وها أنت ذا الآن في جبل ليس فيه من الأطلس

غير الحجارة.

تنتظر الشعر

تخلق طقساً من الوهم

تفتش في ذكريات الليالي الطويلات

هل كنت حقاً أنا ذلك المارد المتدفق بالأمنيات؟

أيها الشعر أسألك الآن:

كيف تخبو الأماني الصغيرات؟

هل ذبلت زهرة القلب؟

أيها الشعر:

أه لو جئتني قبل هذا السكون،

حين كان القميص مشجرْ.

1993

مقالات ذات علاقة

لهاثٌ للّجوء إلى ضفافك

المهدي الحمروني

عن الترفّق في العطر

عاشور الطويبي

رشَفَـات

عبدالوهاب قرينقو

اترك تعليق