شعر

كنت هنااا

(الصورة: الكاتبة فائزة محمد بالحمد)
(الصورة: الكاتبة فائزة محمد بالحمد)

كنت هنااا
قبل ستون عاماً
أرقص حافياً على رملٍ ساخن الحب
كحفيدي (شاهين) *
طفلاً يحلم بحورية البحر
برفقة ثلة من الأصدقاء الأوغاد الدراويش…

لنا لثغة الغناء
وفرح النوارس عند كل رفرفة مالحة الغناء
نُراقص بأقدامنا الحافية
كرة القدم على شاطئ السبيادجا *
ونغني … على مقام الراست (عندما يأتي المساء) *

لا ندري كم من غرقٍ لذيذ راوغ احلامنا
واجتاحنا
تحت لفحة الشمس الربيبة
حين ظلت اجسادنا السمراء
تلهث من شدة الشغف الحنون
امام البحر العجوز
تغير جلدها كأفعى لعوب تسعى
جميلة تراوغ حبيبها
قبل إعلان الموت بقليل

نمرح بطفولةٍ تستيقظ مع رائحة المطر كل صباح
وتنام على اهازيج التخاريف الشجية
في ليالي الشتاء
أمام موقد النار الدافئ ( الكانون) *
رفيق الليل والفرح الذي لا ينام
بصحبة الجدات والأمهات
الباذخات بعطر الأحلام
وتراتيل الغرام

نحلم في كل يوم
ان نكبر بسرعة البرق
ونحن لا ندري أن قلوبنا الصغيرة
ستكبر من الحزن
وفداحة الحب الرجيم !

حين لا يمكننا
من تجاوز الزمن دون بكاء

عندها حتماً سنعود إلى خاتمة الفصول الدامعة
حتى لا يقال عنا
أننا لا نبكي عند انطفاء القناديل

لا لشيء
سوى أننا حاولنا ترميم القوب الجاحدة
بقليلٍ من الضوء النزيه

حينها فقط
وغداً علينا وقبل الرحيل
ان نملأ جِراب القلب
بكل حكايا ومزامير الأحبة
الذين رحلوا بلا وداع
الذين لم يسعفهم الحظ العاثر
إخبارنا بخطيئة النهار الكاذب
وبراءة الليل
من أنفاس الخراب .


10 / 10 / 2024 م / ليبيا


* شاهين البركي: حفيد الشاعر.
* السبيادجا: شاطي على ضفاف الخمس العتيقة.
* عندما يأتي المساء .. كلمات: محمود أبو الوفا، غناء وألحان الموسيقار الكبير: محمد عبد الوهاب.

مقالات ذات علاقة

قصائد

عبدالوهاب قرينقو

يمضي إليك بي الحنين

محمد المزوغي

عـــلامـة

عبدالحكيم كشاد

اترك تعليق