د. فريدة المصري
تقع ليبيا في الوسط الشمالي من القارة الإفريقية، وهي تمتد ساحلاً جميلا مترامي الأطراف علي البحر المتوسط، وهي تمتلك موقعًا استراتيجيًا فعالاً في حركة التجارة منذ القدم، بالإضافة إلي اعتدال مناخها، وربما هذا الموقع وهذا المناخ ساعداها علي التواصل الدائم مع العالم الخارجي، فبدت كأنها حلقة الوصل بين الشرق والغرب، ومع تعاقب الحضارات عليها اكتسبت تراثًا أدبيًا جميلاً، أثرته حركة التجارة المارة بها، وهذا التراث هو ما يعرف بالأدب الشعبي المتداول علي ألسنة الناس، والذي لا نستطيع أحيانًا أن ننسبه لأمة بعينها، نظرا لتشابه القصص المروية في كل أمم العالم حيث “نجد أن القصة الشعبية نشأت مع الشعوب المختلفة، ترعرعت بين ظهرانيها، واقتبست حيوية أفرادها تشابهت تشابه الإنسان في طبائعه البشرية، واختلفت في الوقت ذاته اختلاف العناصر التي تميز الأمة الواحدة عن الأخري تشابهت واختلفت كما أنها تنفلت من محيط إلي آخر بسبب تعاقب الحروب وتنقل الناس من رواة وغيرهم” لذلك فإن “التراث الشعبي كان ولا يزال هو الدعامة الأولي والكبري لأدب الأطفال، وهو يمثل جميع الأطوار والمراحل الثقافية التي سارت فيها المجتمعات والشعوب علي اختلاف بيئاتها وظروفها”
غير أننا نجد الخصوصية لكل بلد تتدخل لتغير شيئًا، وتحرف نهجًا في هذا التراث الإنساني العظيم، وكأني به أصبح خاصًا بدولة معينة، بسبب الإضافات والزيادات التي طرأت عليه ليتماشي مع هذه الدولة أو تلك، وليبيا من الدول التي ازدهر فيها هذا النوع من الأدب، ربما لأنه وجد بيئة تساعد علي خصوبته ونموه، فكانت القصص والحكايات الشعبية المنسوجة من حياة الإنسان وخياله، وما واجهه من الظواهر الطبيعية، وما طرأ علي حياته من تطورات حسنة أو سيئة منذ نزوله الأرض، كانت هذه القصص والحكايات قد كونت مخزونًا أدبيًا وثقافيًا تراكم علي مر السنين والأعوام ورسخ هذا المخزون في ذاكرة الإنسان -بقصد أو بغير قصد- رسوخ الجبال، يرويه الأول للثاني، والثاني للثالث، وهكذا، وقد كانت الجدات -عادة- في ليبيا من تحفظ هذه القصص لترويها للأبناء والأحفاد مستهلة قصتها بعبارة تقول فيها: “يا حزاركم .. يا حزاركم.. كان يا ما كان، وكان في…” ، وذلك لتسترعي انتباه السامعين وتلفت أنظارهم إلي قصة انتزعتها من أحشاء الزمن لترددها علي مسامع أبنائها وأحفادها بأسلوبها الأنيق الشائق الذي لا يمله الصغار حتي وإن تردد علي مسامعهم كل ليلة، ففي المجتمع الليبي -عادة- ما يكون سرد القصص ليلاً، وكأني بها قصص ما قبل النوم التي بدأ ظهورها في العصر الحديث، ووضعت لها كتب خاصة، فعلي الرغم من التطور العلمي وثورة المعلومات، غير أن الطفل في حاجة شديدة إلي هذه القصص لينام نومًا هادئًا، ولتفتح آفاقه علي عالم جميل قد لا يجده خلال يومه، ولتوقظ فيه روح محبة القراءة وعدم الاستغناء عن الكتاب مهما بلغت التقنية من مراتب، ومما يؤسف له أن هذه العادة تقترب من الانقراض في المجتمع العربي، تاركين الطفل للبديل التقني المتمثل في جهاز التلفزيون ويا لها من مفارقة عجيبة لم نعيها بعد، ففي الوقت الذي يحرص فيه الأوربيون علي اتباع هذه العادة الحميدة والتمسك بها، وقد وصلت عندهم التقنية ما وصلت، وعادة ما يتبادل الأب والأم الأدوار في سرد هذا النوع من القصص.
ذلك موضوع آخر لا نود الاستغراق فيه، فلنعد إلي موضوعنا حيث كانت الأم أو الجدة في ليبيا كما في كل بقعة من هذا الكون الشاسع تغني لابنها بعض الأغاني حسب المناسبة، فنعم الأم تلك، وكانت هناك أغنية للنوم، وأخري للعب، وثالثة لتمجيده وتشجيعه علي الخصال الحميدة والابتعاد عما يشينه أو يعيبه إلي غير ذلك من الموضوعات والمناسبات التي تعبر عنها بهذه الأغاني والتراقيص فأدب الأطفال “وإن كان من صنع الكبار في ظاهر أمره، إلا أنه متأثر إلي أقصي حد بطاقة الأطفال أنفسهم ذلك لأن الكبار يستغلون النزعة القوية إلي المحاكاة، ومن هنا يتسم أدب الطفولة الباكرة بالتمثيل والتنغيم والإيقاع إلي جانب البساطة الساذجة”.
> > >
وقد كانت القصص الشعبية في ليبيا تتداول مشافهة علي ألسنة الناس، منها ما لم يدون، ومنها ما دون بعد تنقيحه وتهذيبه، ولعل أول قصص شعبية عثر عليها في ليبيا كانت في القرن الأول للميلاد، وتسمي “حكايات كوبسيس الليبية” وقد عثر الدكتور علي فهمي خشيم علي ثلاث منها ترجمها إلي العربية، ونشرها في كتابه “بحثا عن فرعون العربي سنة 2001”، وهذه القصص هي: “النسر الجريح أفعي العطش- الغولة الحسناء” وهي -كما يقول عنها الدكتور خشيم- تنافس في شهرتها قصص “أيسوب” في التاريخ الغربي وقصص “كليلة ودمنة” في تاريخ الشرق، وكانت هذه الحكايات موجودة في مكتبة الإسكندرية وخرجت منها في القرن الثاني للميلاد إلي روما لتتلقفها يد الشاعر اللاتيني “نيكوستراس” حيث مزج بينها وبين مجموعة من القصص اليونانية وترجمها إلي اللاتينية ، أما السيدة هنربيت سكسك فراج فقد جمعت مجموعة أخري من القصص الشعبي الليبي، ودونتها في كتاب “يا حزاركم” سنة 1991 بعد صقلها وتبسيط لغتها لتكون مقصد طلاب الصفين الخامس والسادس الابتدائيين وهي المرحلة العمرية “إحدي عشرة واثنتا عشرة سنة” تساعدهم علي تقوية ملكاتهم الإنشائية ، وقد ضم الكتاب تسع قصص هي: “عطية -جهنم- ذكاء- لا يعرف بالرجل سوي صاحبها-رأس العروس- سباق- مصيبة حمار- وصية الشيخ سالم- جائعان” وتذكر فراج في مقدمة كتابها أن لهذا الكتاب جزءًا ثانيًا عندما تحدثت عن القصة الخيالية، وأوردت لها مثالا قصة “بضربة واحدة قتلت سبعة” ولكن هذا الجزء لم يُطبع.
ومن القصص الشعبية في ليبيا ما كان متداولا بين أهالي الصحراء، معبرًا عن بيئتهم وخصوصيتهم في العيش، لكنه أيضا لم ينل حظًا وافرًا من الاهتمام والتدوين سوي بعض القصص التي جمعها الدكتور محمد سعيد القشاط، ونشرها في كتابه “من القصص الشعبي في الصحراء سنة 1996”، قاصد بذلك حفظها من الاندثار والزوال، وقد ضم الكتاب عشرة موضوعات، جلها عن الحيوانات، وبعض منها عن الحشرات والطيور .
وقبل ظهور المدارس الحديثة كان الأطفال من البنين يعتمدون علي الكتاتيب في توجيههم وتثقيفهم وتعليمهم أمور الدين وعلوم اللغة والنحو والصرف وغيرها.
> > >
أما البنات فكن يذهبن إلي سيدة تسكن في نفس الحي تسمي “العريفة” يأخذن عندها أساسيات المعرفة في أمور الدين والدنيا، مثل: التفصيل والخياطة والتطريز وغير ذلك.
وعندما يعود الأطفال الأولاد من الكتاب كانت لديهم أغان وأناشيد خاصة يرددونها وهم في الطريق إلي بيوتهم، وكذلك تفعل الفتيات عند عودتهن، وهي أغان تمثل احترام وتمجيد المعلم “الشيخ بالنسبة للأولاد والعريفة بالنسبة للبنات” الذي أعطاهم ما عنده من علم يستفيدون به في حياتهم، وقد استمر عطاء الكتاب والعريفة حتي بعد ظهور المدارس.
إلي جانب هذه الأغاني هناك الكثير من الأغاني التي كان يرددها الأطفال في مناسبات معينة، مثل: الاحتفال بالأعياد ويوم عاشوراء ويوم المولد النبوي الشريف، بالإضافة إلي الأغاني الهزلية والفكاهية وأغاني الطبيعة وغيرها.
> > >
وعندما بدأت الحركة الصحفية في ليبيا اهتمت بشئون الطفولة والناشئة، حيث بدأت الصحافة سنة 1866 علي يد أمين أفندي خوجة الذي أصدر صحيفة “طرابلس الغرب”في هذه السنة باللغتين العربية والتركية، التي توقفت عن الصدور منذ دخول الطليان إلي ليبيا سنة 1911، واستمر توقفها اثنتين وثلاثين سنة، عادت بعدها من جديد حيث صدرت باللغة العربية سنة 1943.
ثم صدرت مجلة “الفنون” سنة 1898 علي يد العالم محمد داود أفندي، وهي أول مجلة علمية مصورة في ليبيا اهتمت بالمقالات العلمية في الاقتصاد والصحة والزراعة والجغرافيا وعلم الحيوان.. وغيرها من فروع العلوم والمعرفة، وكانت هذه المجلة حريصة منذ صدورها علي متابعة الجديد في المكتشفات العلمية آنذاك، إضافة إلي اهتمامها “بتخصيص فصول لنشر الدروس الأولية وشرح بعض المبادئ العلمية للناشئة”.
ثم توالي نشر الصحف، مثل: صحيفة الترقي سنة 1897، والكشاف، والعصر الجديد، وصحيفة أبوقشة الساخرة، وكلها كان صدورها سنة 1908، والرقيب سنة 1959، والمرصاد سنة 1910، وغيرها من الصحف، بالإضافة إلي الصحف التركية والأجنبية واليهودية آنذاك، وإن كانت الصحافة الأجنبية قد سبقت الصحافة العربية في الابتداء، وكانت الصحف الليبية الصادرة باللغة العربية في أغلبها ذات طابع وطني سياسي مناهض للاستعمار الإيطالي مما أدي إلي إيقافها، وهجرة الصحفيين الليبيين من بلادهم، وإصدار صحفهم في دول أخري، مثل: تركيا ومصر وبلاد الشام.
وقد أصدر الصحفي والفنان والمعلم عبد الله جمال الدين الميلادي صحيفة سماها “الإصلاح” سنة 1921 ، ويدل عنوانها علي نية صاحبها في إصلاح أحوال البلاد التي ساءت بفعل الاستعمار، وكان الميلادي رائدًا من رواد النهضة في ليبيا، وخاصة فيما يتعلق بأمور الناشئة وتعليمهم وتربيتهم من منطلق كفاحه ضد الاستعمار، فكان “أول من أسس شركة اقتصادية شعبية مساهمة للأطفال وحفظ الناشئة”.
وكانت مساهمته في وضع المناهج الدراسية كبيرة آنذاك، وقد استحدث طريقة جديدة في تعليم تلامذته مبنية علي تحبيبهم في الدراسة وأخذ العلم، فكان يضع الدروس التي يلقيها في طابع موسيقي منغم .
كما أن للميلادي العديد من المقطوعات الحوارية التي تحث علي الاستزادة من العلم والمعرفة، كما تدعو إلي الوقوف ضد الاستعمار والذود عن الوطن بكل وسيلة، وقد طبع مقطوعاته الشعرية، والحوارية في كتاب يتكون من جزأين سنة 1345 هجرية 1922 بمطبعة الترقي الوطنية بطرابلس الغرب سماه “كتاب السعادة الأبدية في المحاورات والأناشيد العامية” ، بالإضافة إلي كتابه “معلم الأناشيد وقواعد الأداء الموسيقي”.
وبهذا يكون الميلادي قد ساهم بشكل كبير إن لم يكن هو أول من وضع القواعد لتدريس الأطفال بطرق ميسرة لهم، حيث يعد من رواد مجال التأليف المدرسي في ليبيا “والميلادي صنع هذا بدافع الحس الفني من ناحية وبدافع الإحساس الوطني والقومي والديني، وشعوره الملح يسد هذا النقص لصياغة الأناشيد المدرسية، والكتاب المدرسي” وقد كانت أناشيد الميلادي ومقطوعاته الحوارية يلقيها الطلاب في الحفل الختامي للسنة الدراسية في المدرسة، وذلك بحضور أولياء الأمور، وتوزيع الجوائز علي المتفوقين منهم، فكان يبذل جهدًا في تدريبهم علي فن الإلقاء وعلي اللحن، وتوزيع الأدوار، مما يجعلنا نعده أول من أسس المسرح المدرسي، ولو كان بصورة فردية، وأول من ألف مسرحيات في ليبيا، حيث فتح الباب أمام المهتمين بهذا المجال علي مصراعيه.
كما ظهرت في تلك الآونة كتب أخري تعليمية، مثل: “كتاب درر الاقتباس في تاريخ الأنبياء والإسلام” لمصطفي ذهني الكعبازي، الذي طبع سنة 1921 في مطبعة الترقي، وكذلك كتاب: “السفر الأدبي في الرسم العربي” لمحمد علي المجراب، الذي طبع سنة 1920 في مطبعة الترقي، وأيضًا كتاب “الدروس الأساسية للناشئة المدرسية وتلقين الصبيان” للشيخ علي سيالة، وكان هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء طبعت سنة 1924 بمطبعة الفنون والصنائع بطرابلس ، كما أصدر الشيخ عبد الله بن حميد السالمي كتابًا في دروس الفقه والدين سماه “كتاب تلقين الصبيان” سنة 1344 هجرية، طبع بمطبعة تشوبه، وهي كتب موجهة للتلاميذ والناشئة في مسائل الدين والأدب معتمدة علي طريقة السؤال والجواب.
وفي الجزء الثاني من كتاب الكعبازي، كان الكاتب يسأل سؤالاً، ثم يجيب عنه.
وقد كان أصحاب الكتب السابقة بالإضافة إلي تعليمهم التلاميذ، ومساعدتهم علي استيعاب الدروس بطريقة محببة، قد ساهموا أيضًا هم وآخرون معهم من الصحفيين في نشر الوعي بين الناس بالاهتمام بالناشئة، ذلك لأنهم رأوا فيهم الركيزة الأولي لإصلاح حال البلاد، وبذلك كانت الصحافة هي الجبهة الثانية للخلاص من الاستعمار، وكانوا يؤمنون بدورها في إثارة الحماس لإنقاذ الوطن وبناء مستقبل أفضل له، بل كانوا يتطوعون لهذا العمل الجليل، كما يتطوعون لساحات القتال، كما كانوا يتطوعون لتدريس الأطفال الناشئة إيمانًا منهم بواجبهم تجاه الوطن.
> > >
ومن الجدير بالذكر أن الطفل في ليبيا لقي اهتمامًا ملحوظًا في الصحف والمجلات من عدة نواح مختلفة “نفسية واجتماعية وسلوكية… وغيرها”، فقد خصصت صحيفة “ليبيا” بعض المقالات عن الطفل، مثل: موضوع “غضب الأطفال”، وموضوع “الأطفال والتشرد” في عددها الثامن لشهر ديسمبر 1952، وكذلك موضوع “الطفل والطبيعة” الذي يتحدث عن حب الأطفال للطبيعة وقصص الحيوانات، حيث يدعو المقال إلي الاهتمام بسرد القصص علي الأطفال في قوله “نعم إنه حسن أن نخبر الأطفال بأسماء الطيور والحيوانات والنباتات التي يشاهدونها، ولكن أحسن منه أن نثير فيهم الرغبة في تفهم حياتها العجيبة التي تختلف عن حياته هو، وخير وسيلة لذلك هو أن نسرد عليهم قصصًا، أبطالها الحيوانات والطيور والأشجار”. كما جاءت بعض المقالات عن موضوعات مثل: “الأمراض الوهمية عند الأطفال”، و”الطفل والمشاكل المدرسية”، و”مخاوف الأطفال”.
وعندما نشطت حركة الصحافة بفعل أقلام الصحفيين الأوائل المتحمسين لهذا العمل، اهتمت بالعديد من الموضوعات المتنوعة، وخاصة الوطنية، ولم تهمل الطفولة، حيث أدركت منذ البداية أهمية هذه المرحلة من عمر الإنسان في بناء المجتمع والدولة، وكان الكتاب والصحفيون ينادون بتوجيه الطفل توجيهًا تربويًا، وتنشئته تنشئة صحية خالية من المساوئ والعقد، وكانوا في هذا الصدد يلحون علي توعية الكبار بدورهم إزاء تربية الصغار، ذلك لأن العملية متكاملة، حيث إننا لا نصل إلي تربية النشء تربية سليمة إلا عندما يقوّم مجتمع الكبار، وينتشر فيه الوعي بمسئولية دوره في تربية الأطفال الذين وإن تخاصموا يعودون ليلعبوا معًا بعد فترة قصيرة من الوقت في حين أن “الكبار لا يكلم أحدهم الآخر لعدة أيام، يصبح الصغار أنفسهم بعد ذلك وبفعل التحريض المعبر عن الحمق والجهل والغباء سبيل التعبير عن هذه الروح العدائية المدمرة.
وقد أدرك الكتاب والمتخصصون أن دور الأسرة والمدرسة، بل تعاونهما معًا هو العامل الأساسي في تربية الأطفال، ذلك أن “المدرسة بالتعاون مع البيت هي التي تغذي المجتمع برجال المستقبل الذين يتخرجون علي مستوي المسئولية، وهم الذين يحملون معاول البناء والتشييد”.
وفي مقال بعنوان: “دراسات حول تطور رعاية الشباب” يدعو كاتب المقال إلي الاهتمام بالمواد الدراسية التي تعطي للأطفال في المدارس، حيث يري أن البرامج المدرسية لم تقم بدورها في تنشئة الأطفال لمواجهة الحياة الواقعية آنذاك بقدر ما تقوم بإعدادهم إلي الالتحاق بالمهنة أو الصنعة التي تكسبهم النقود فقط، وهي -أي المدرسة- تطالبهم بأن يسيروا علي طريقة معينة جامدة وثابتة، في حين أن الكاتب يرفض هذه الطريقة، ويدعو المدرسين والمربين إلي أن يتعاملوا مع الأطفال بصورة مرنة تساعد علي فتح الآفاق أمامهم للتعبير عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة التي يميلون إليها، وبالتالي تساهم في صقل شخصياتهم وبنائها، وهو في هذا الصدد يقول: “ومن الضروري أن يعرف المدرسون أنهم لا يعدون نجومًا في نواحي الأداء المختلفة، ولكنهم يعملون مع أشخاص يتفاوتون في المقدرة والمهارة… والأمر المهم هو أن ينمو عندهم الميل إلي زيادة ممارسة هذه الأوجه من النشاط حينما يكونون بعيدين عن جو حجرة الدراسة والمدارس”، ويقصد الكاتب بأوجه النشاط النظر إلي كل ما يعيشه الطفل في بيئته العملية، ولهذا السبب يخلص الكاتب إلي ضرورة الاهتمام بدراسة “الطيور والأشجار، والصخور والأزهار، وصنع الأزهار الصناعية، والنقش علي أشياء مختلفة، والرسم ودراسة الأثاث أو الديكور عن طريق جمع التحف القديمة لمعرفة التاريخ، وأن تدخل دراسة تصميم الأزياء في مادة التدبير المنزلي، والتركيز علي هواية جمع الطوابع البريدية في مادة الجغرافيا… وغير ذلك مما يوسع من إدراك الطفل لبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها”.
وعلي ما يبدو أنه في تلك الفترة -أي في منتصف الستينيات- كانت المناهج في المدارس الليبية عبارة عن خليط عجيب متباين، فالشرق مختلف عن الغرب، وكلاهما مختلف عن الجنوب، وذلك بسبب تعاقب الاستعمار المتنوع الذي تبادل علي المنطقة، فبقيت منه رواسب حتي بعد خروجه منها، ولهذا السبب بدأت الدعوات لتوحيد المناهج في جميع المناطق الليبية، بحيث يكون مصدرها واحدًا، لتتوحد المعرفة ويتوحد الهدف، فكان الاقتراح الذي تقدم به الأستاذ محمد عبد الله الزكرة بأن توضع بعض التعديلات علي المناهج المدرسية في المناهج الليبية، منها توحيد المناهج في مختلف المدارس الموجودة في المدن والقري والتي كان بعضها تابعًا للمناهج في إيطاليا “ولاية طرابلس”، وبعضها مأخوذًا من المناهج الفرنسية “ولاية فزان”، وبعضها كالمناهج المصرية “ولاية برقة” كما دعا في مقاله إلي تطوير التعليم في الجامعات والكليات، وكذلك دعا إلي وجوب انتشار المدارس في جميع المدن والقري”.
إذن أخذ التركيز علي تعليم الأبناء وتربيتهم في تلك الفترة يعم وينتشر، كما كانت هناك دعوات للاهتمام بتثقيف الأطفال وتوجيههم نحو القراءة، وخاصة قراءة بعض القصص السهلة نظرًا لعدم وجود كتب خاصة بالأطفال في تلك الآونة، أو بالأحري كان الاعتماد علي كتب وقصص جاءت من بلدان عربية أخري، وخاصة مصر، وقد زودت بها المكتبات، ولكنها قليلة بالنسبة إلي عدد الأطفال في ليبيا، وهي أيضا غير متيسرة للجميع.
> > >
وفي مقال عن توجيه الأطفال نحو القراءة يقول صاحب المقال: “إننا نستطيع جعل القراءة عادةً، وذلك بغرسها في نفوس الأطفال والناشئين بتوجيه مطالعتهم وتركهم يقرءون بادئ الأمر بعض القصص السهلة ثم نتدرج بهم إلي حيث يشبون وحب القراءة والاطلاع عادة متصلة في نفوسهم”.
وفي سلسلة من المقالات بعنوان: “نظرات في التربية” ينحو الكاتب منحي دينيا إسلاميا في تربية الأطفال، ولكنه يختار الطريقة الإيحائية غير المباشرة، ويفضلها علي طريقة النصح والإرشاد والوعظ، ويعتبر “طريقة الإيحاء كأن يلقي الأطفال مثلا أحسن الشعر في الحكم والنصائح والأخبار…” وهذه دعوة صريحة للاهتمام بالأدب الذي يقدم إلي الأطفال، فهو يري أن هذا الأدب يجب أن يكون هادفًا ومراعيًا أسس التربية السليمة للأطفال لما له من فوائد جمة في تكوين شخصياتهم وتقويم سلوكهم، مما يدعونا إلي اعتبار هذه الدعوة، وما قبلها بمثابة إرهاصات في أدب الأطفال، وفي هذا الصدد، يقول: “ولا عجب فقد كان علماء التربية الدينية يؤمنون بأثر هذه الحكم والنصائح والقصص في تهذيب أخلاق الأطفال، لأنها تعتمد علي الإيحاء الخارجي، وقد أثبت علم النفس أن له أثرًا كبيرًا في تربية الأطفال”. كما يدعو إلي الاهتمام بميول الأطفال ورغباتهم، لأن من أصول التربية لديه ” الانتفاع بما لدي الأطفال من ميول وغرائز فطرية في تربيتهم تربية خلقية، فعندهم مثلا ميل لمحاكاة من يتصلون بهم في أقوالهم وأفعالهم وحركاتهم وسكناتهم…”، ومن هذا المنطلق يكون توجيه الآباء والأمهات إلي اتباع السلوك الحسن ليكونوا قدوة قويمة لأبنائهم.
كما يؤكد الكاتب في الجزء الثالث من سلسلة مقالات علي حسن معاملة الأطفال عند تربيتهم، وربط علاقة وطيدة بينهم وبين ذويهم، وربط ذلك بتعاليم الدين الإسلامي الذي “راعي أن تكون العلاقة بين الوالدين والطفل علاقة رحمة وحنان، وبر وإحسان وعاطفة ومحبة وعدالة في توزيع تلك العاطفة، وبجانب هذا تأديب وتهذيب وتوجيه وإرشاد”، وهو يستشهد علي كلامه بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث الرسول -صلي الله عليه و سلم- ويقول: “وإذا كان الدين قد أقرّ العاطفة، فإن العاطفة تضاء بنور الإرشاد وحسن التوجيه وكريم التربية، فالدين وسط لا تفريط ولا إفراط، بل بر وتربية وحنان وتزكية وعطف وتقويم وتهذيب” .
> > >
ولم يغفل الكاتب دور اللعب وأهميته في تربية الأطفال وتكوين شخصياتهم، وهو كما لاحظنا ذو اتجاه ديني في نظرته إلي التربية، ويدعو دائما إلي الاقتداء بسلوك الرسول صلي الله عليه و سلم – وكيف أنه كان رقيقًا في تعامله مع الأطفال وكان يستشهد علي كلامه بعدة أحاديث ومواقف مشرقة للرسول الكريم -صلي الله عليه و سلم- في حسن معاملته مع الأطفال، وأنه كان سابقًا العلم الحديث في ذلك حيث يقول: “ومما هو جدير بالذكر أن المربين في القرن العشرين أدركوا أخيرًا أهمية اللعب البريء بالنسبة لتربية الطفل، وتأثيره في تكوين شخصيته، ووضعوا له أخيرًا كتبا في “سيكولوجية اللعب عند الطفل”، ومن قبل كان اللعب عند الكثير يعد رذيلة، فمنعوا الطفل من اللعب البريء المباح فكانت النتيجة قهرًا للطفل من المدرس، وإدمان هروب الطفل من الدراسة، وكانت النتيجة تأثيرًا سيئًا علي سلوك الطفل”.
وبذلك يمكننا أن نعتبر فترة الستينيات من القرن العشرين بداية الدخول في عالم الطفل، وصحوة تربوية تهذيبية، تصدت لها الصحافة، وكثرت الدعوات للاهتمام بالتعليم والتثقيف إما عن طريق المدرسة أو الأسرة أو توجيه الأطفال نحو القراءة الحرة من قصص وأشعار.
وقد لعبت المكتبات المدرسية دورًا هامًا في تمكين تلامذة المدارس والكتاتيب من الاطلاع علي كتب الأدب والثقافة والكتب العلمية وغيرها مما تحتوي عليه تلك المكتبات، حيث أنشئت أول مكتبة مدرسية في ليبيا سنة 1770 علي يد مصطفي الكاتب بن قاسم المصري في مدرسته، ثم نقلت إلي مكتبة الأوقاف فيما بعد ، كما تأسست مكتبة الجغبوب في الجزء الشرقي لليبيا وهي مكتبة ضخمة في منتصف القرن التاسع عشر استفاد منها العديد من طلاب العلم آنذاك، بالإضافة إلي عدد من المكتبات أنشئت في مناطق أخري في الزوايا والكتاتيب والتي كانت بمثابة المدارس يرتادها الطلاب ليتعلموا ويدرسوا العلوم الدينية وعلوم النحو والصرف وغيرها، ولكن المستعمر الإيطالي لم تعجبه فكرة إنشاء المكتبات هذه، لأنها تساهم في تعليم أبناء الشعب الليبي، ولا عجب فسياسة إيطاليا في ليبيا كما هو معروف- مبنية علي فرض الجهل والتخلف في البلاد وخاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية، فكما طالت يد المستعمر الصحافة في ليبيا، طالت أيضا المكتبات وحاول تدميرها لمنع الناس من الاستفادة منها، وأيضا للتشجيع علي استبدال الثقافة الإيطالية بالثقافة العربية.
وكانت بداية تأسيس المكتبات المدرسية بشكل رسمي “منذ سنة 1944- 1945” حين حاولت نظارة المعارف في “برقة سابقا” تكوين نواة المكتبة المدرسية في المدارس حيث عملت علي إمدادها بعدد من الكتب التربوية وقصص الأطفال، غير أن الفكرة لم تنجح آنذاك” أما في سنة 1955 فقد أنشئت مكتبتان عامتان في بنغازي وفي المرج، وكلاهما تحتوي علي قسم خاص بالأطفال.
وفي مطلع السبعينيات من القرن العشرين زاد عدد المكتبات، وانفصلت المكتبات المدرسية عن المكتبات العامة، وصارت لكل مدرسة مكتبة خاصة بها.
في ظل تلك النهضة التعليمية والصحوة الفكرية والأجواء الثقافية بدأ أدب الأطفال يتنفس علي يد بعض الكتاب والشعراء الذين شرعوا يؤلفون القصص والأناشيد للأطفال، والتي كانت تبث إما في الإذاعة أو التلفزيون، أو كانت تظهر علي صفحات المجلات، ومن بين من كتب شعرًا للأطفال الشاعر خالد زغبية وكان ذلك لأعضاء الحركة الكشفية التي تأسست سنة 1954، وكانت تصدر عنها مجلة كشفية تربوية اسمها مجلة “جيل ورسالة”، ومن أهداف هذه الحركة الترويح الموجه الذي يقي الأجيال الصاعدة من الترويح التجاري غير مأمون العواقب، والذي يكسبهم القيم والعادات السلوكية والمهارات والمعارف المرغوبة مما يؤدي إلي استكمال ونضوج شخصياتهم. كما كان للشاعر علي صدقي عبد القادر نشيد أيضا لأطفال الكشافة.
كما كانت هناك بعض المحاولات القصصية من خلال صفحات الأطفال ضمن صحافة الكبار، والتي سنتحدث عنها في فصل “صحافة الأطفال في ليبيا”.
أما البداية الحقيقية مع التأليف والنشر لأدب الأطفال في ليبيا فقد كانت في مطلع السبعينيات علي يد الكاتب محمد عبد الله الزكرة الذي أصدر قصتي “الفلاح السعيد” و”بوبي الظريف” سنة 1970 بمطبعة محرم، ثم أعاد إصدار هاتين القصتين سنة 1973 في مطبعة تاج كمباني ليمتد بكراتشي ، ثم أصدر قصة “التفاحة الآثمة” سنة 1972 بمطبعة الزهراء بالقاهرة.
ثم توالت الإصدارات بعد تأسيس الدار العربية للكتاب سنة 1973، والشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان سنة 1974 ، وكان كاتبنا قد أصدر عدة سلاسل، منها: “حكايات جدتي”(كتاب الطفل”، “البساتين الجميلة”، بالإضافة إلي العديد من كتب الرسم والتلوين والألغاز والفكاهات والتراجم وغيرها، فأثري بذلك مكتبة الطفل العربي في ليبيا بباقة جميلة بعد أن كانت هذه المكتبة معتمدة علي قصص وكتب من دول عربية أخري.
كما ظهر في ساحة أدب الأطفال في ليبيا منذ تلك الفترة وإلي الآن عدة كتاب ما زالوا يعطون الأطفال قصصًا وكتبًا قيمة، نذكر منهم: الكاتب يوسف الشريف الذي ساهم مساهمة كبيرة في مجال أدب الأطفال كتابة وترجمة، والكاتب خليفة حسين مصطفي، والكاتب سالم الأوجلي، وغيرهم.
وفي مجال الشعر يبدو أن شعراءنا مقصرون تجاه الطفولة علي الرغم من وجود شعراء متميزين في الساحة الأدبية في ليبيا، فلم يصدر غير ديوان واحد فقط للشاعر حسن السوسي، وهو بعنوان: “الزهرة والعصفور” وقد صدر عن الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان سنة 1992 .
أما فيما يخص المسرح فقد بدأ في ليبيا علي يد الفنان محمد عبد الهادي الذي يعده مؤرخو المسرح أول من أسس الحركة المسرحية في ليبيا، وكانت معرفته به عن طريق هجرته إلي لبنان، حيث شاهد المسارح هناك وفي سوريا أيضا، وعندما عاد من هجرته سنة 1926 أسس مسرحًا في مدينته التي ولد فيها وهي مدينة درنة سنة 1928، وقد لقيت مبادرته هذه ترحيبا في أوساط الشباب المثقف آنذاك، وخاصة الكتاب والشعراء الذين ساعدوه في كتابة النصوص، وعلي رأسهم الشاعر إبراهيم الأسطي عمر.
وكانت أول مسرحية تقدمها الفرقة “آه لو كنت ملكًا”، وعلي الرغم من تدخل السلطات الإيطالية لمنع هذه الفرقة من نشاطها، وإصدار الأمر بتوقفها واعتقال أعضائها، وذلك في مسلسل الحرب التي تشنها إيطاليا علي روافد الثقافة في ليبيا، علي الرغم من كل ذلك فإن حماس الأعضاء وحماس رئيسها جعلهم يحاولون الاستمرار، ونجحوا في الحصول علي إذن من السلطات الإيطالية بشرط عدم تناول الموضوعات السياسية، وهذا بعض من سياسة إيطاليا التي كانت تحاول أن تفرض الجهل والتخلف علي أبناء الشعب الليبي، وتقوم بإخماد أي منارة للثقافة، ووأد أي نهوض تعليمي في مهده.
ولم يقتصر نشاط الفرقة علي التمثيل في مدينة درنة، بل قامت الفرقة بزيارات إلي مدن أخري، منها مدينة بنغازي سنة 1936، وعرضت عدة مسرحيات هناك كان لها صدي طيب بين الناس، ولا سيما فئة المثقفين الذين أولعوا بفكرة تأسيس مسرح في تلك المدينة، منذ ذلك التاريخ.
أما في مدينة طرابلس فعلي الرغم من تأسيس المسرح المتأخر بعض الشيء، فإنه كان يوجد “القراقوز” وهو ما يسمي بخيال الظل منذ العهد العثماني تقدم فيه الروايات الفكاهية والاجتماعية، ثم عرفت هذه المدينة المسرح عن طريق زيارة بعض الفرق المسرحية العربية في سنوات مبكرة أي منذ سنة 1908.
أما تأسيس الفرق المسرحية في طرابلس فكان أيضًا نتيجة زيارة الفرقة المسرحية الدرناوية ، حيث تكونت فرقة مكتب الفنون والصنائع الإسلامية أواخر سنة 1936 ، وكان الشاعر أحمد قنابة أول من كتب نصًا لهذه الفرقة بعنوان “وديعة الحاج فيروز” وهو الشاعر الذي يعد رائد المسرح الليبي حيث ساهم بدرجة كبيرة في النهوض به، بالإضافة إلي العديد من الشعراء والكتاب الذين وضعوا كثيرًا من النصوص منذ ذلك الحين.
> > >
وعن هذه النهضة المسرحية انبثق المسرح المدرسي، وكان أول ظهوره سنة 1946 في معظم مدارس البلاد، وكان يشرف عليه نخبة من الفنانين والأدباء والملحنين الكبار، مثل: الأستاذ/ محمد شرف الدين، والأستاذ/ مظفر فوزي الأمير، والأستاذ/ فؤاد الكعبازي وغيرهم، وكانت المسرحيات ذات مغزي ديني واجتماعي وأخلاقي ووطني مناهض للاستعمار.
أما مسرح الطفل فقد تأسس سنة 1976 بسوق المشير بطرابلس، وكان يعمل في هذا المسرح نخبة من الأساتذة من فنانين وكتاب ومخرجين أدركوا قيمة العمل الذي يقومون به، وآمنوا بمدي فائدته للأطفال وبالتالي للمجتمع، وقد قدم مسرح الطفل خلال مسيرته الفنية مسرحيات جميلة وهادفة، وكان أول عمل يقدم مسرحية بعنوان “ثعلب من غير ذيل”سنة 1977 ثم توالت العروض المسرحية، منها: مسرحية “الكلمات الطيبة” ومسرحية “قد قود والسر العجيب”، ومسرحية “فرفور وكعبور”، ومسرحية “عهد الأبناء”، وغيرها، ويحضر المسرحيات المقدمة عدد كبير من الأطفال، وكذلك أطفال المدارس، وأطفال دور الرعاية الاجتماعية، وأحيانًا يخرج المسرح إلي المدارس، وينتقل إلي المناطق الأخري ليقدم عروضه المسرحية، بالإضافة إلي مشاركاته في مهرجانات عربية ودولية أحرز فيها جوائز متقدمة مما يدل علي رسوخه وجديته ، غير أن الأعمال التي قدمها هذا المسرح لم تصدر في مطبوعات.
ولذلك فإن نصيب المسرحية المطبوعة في بلادنا شبيه بنصيب الشعر، فلم يصدر من المسرحيات إلا مجموعتان فقط للكاتب المهدي أبو قرين، صدرت المجموعة الأولي تحت عنوان: “الصراع الأبدي” سنة 1970، وصدرت المجموعة الثانية تحت عنوان “مسرحيات تربوية” سنة 1974 وهي مسرحيات مقدمة للمسرح المدرسي.