من أعمال الفنان محمد الشريف.
شعر

إرتجالات شارلي باركر

*

عادت السحبُ بيضاء كيوم ولدتها السماء.

الهدهدُ المخطّطُ، صديقي

لم يقف على إفريز نافذتي هذا الصباح،

لعلّه الآن تحت شجرة الكاشّا

يستمتع بالحديث مع القبّرة اللّعوب!

*

بين أصابع شارلي الطائر،

تنزلقُ حبّات الموسيقى.

بين سيقان الراقصات

تنتصبُ الرغبة.

نعاسُ الريح وقلقُ زهرة الفول

يخاتلان فكرةَ العاشق.

 Mohammad_Esharif (5)

*

سبيكةُ المجاز

شَعرها منفلتٌ

وخاصرتها في البحر.

*

أحاولُ بكَسل أن أضعَ رأسي

على وسادة موسيقى الجاز.

*

كثيراً ما أرى قصائدي تركضُ

بين مقام البياتي ومقام الجهاركاه.

*

كنتُ أصعدُ التلّ كلّ مساء،

أُلقي البلاغة فوق حجارة غير مهذبة.

لا أعبأ بالخنفساء الماهرة تحت شجيرة الرتم المزهرة،

ولا بالفضاء المليء بالبذور تحلّقُ بشغف.

كنتُ

لا أحد.

*

هي البداوة

في موسيقى الجاز،

في ألحان شارلي الطائر!

*

ليكن صحيحاً ما تقول.

قريباً من طائر يهبّ للطيران،

قريباً من ضحكات في الجوار،

قريباً من هاويةِ الروح،

قريباً من نغنشةٍ عذبةٍ في القلب.

*

وتتغير مسارات البقاء وأوقاتها.

*

الظهيرةُ

مدّت يدها للعابر بقدح السكون.

*

وعلا في المكان صراخٌ حزينٌ!

*

تمهّل، كنْ كالمريمية

تسترخي في أبّهة على سرير الشاي.

*

أصابعي تتابع شارلي الطائر

في طيلسان البهجة.

*

ليس من عقوق،

أفتحُ البابَ لموسيقى الجاز.

*

للعَرق على جبين عازف البيز شروطه،

للعِرق الكامن في الكراهية شروطه

ولعَرق الكمّون شرطٌ واحدٌ:

اشربه وانذهِلْ!

*

العازفُ الشجيُّ يباعد بين السموات والأرضين.

العازفُ الشجيُّ يترنّح باللحن العصيّ وحيداً.

العازفُ الشجيُ وهدةٌ نائمةٌ في طريقٍ موحش.

العازفُ الشجيُّ وحده من يمتلك مفتاح الساقية.

*

في حانة الدهشة

أحاذي هذه الظهيرة السكْرى.

*

رويداً يا صاحبي!

الأرض تُنصتُ، الأرضُ ترتجفُ.

رويداً يا صاحبي!

السماء تتدلّى، السماء ترتجفُ.

رويداً يا صاحبي!

قلبي ليس يحتملُ.

*

صَبغةُ الجسد الراقص

تذوب رقيقةً في نهر الساكسفون.

*

الآن فقط عرفتُ

سِرّ ميلان رأس العازف الشجيّ!

*

ظهيرةُ الطويبية

تمدُّ سجّادتها لفَراشات شارلي باركر.

*

ظهيرة ُالطويبية،

عراجين نخلتي ثقيلة بخفّتها.

*

العازفُ الشجيُّ

من طرف عينه يتابعُ

قيلولةَ ديكيْن وخمسِ دجاجات.

*

تحت شجرة ليمون قمرية

قِطعُ البطّيخ الحمراء

تستسلمُ لنقرات الطيور العطشى.

مقالات ذات علاقة

هذا الصباح

علي حورية

وحدي في الحديقة

سراج الدين الورفلي

أنا لا أنساك ..

منيرة نصيب

اترك تعليق