*
عادت السحبُ بيضاء كيوم ولدتها السماء.
الهدهدُ المخطّطُ، صديقي
لم يقف على إفريز نافذتي هذا الصباح،
لعلّه الآن تحت شجرة الكاشّا
يستمتع بالحديث مع القبّرة اللّعوب!
*
بين أصابع شارلي الطائر،
تنزلقُ حبّات الموسيقى.
بين سيقان الراقصات
تنتصبُ الرغبة.
نعاسُ الريح وقلقُ زهرة الفول
يخاتلان فكرةَ العاشق.
*
سبيكةُ المجاز
شَعرها منفلتٌ
وخاصرتها في البحر.
*
أحاولُ بكَسل أن أضعَ رأسي
على وسادة موسيقى الجاز.
*
كثيراً ما أرى قصائدي تركضُ
بين مقام البياتي ومقام الجهاركاه.
*
كنتُ أصعدُ التلّ كلّ مساء،
أُلقي البلاغة فوق حجارة غير مهذبة.
لا أعبأ بالخنفساء الماهرة تحت شجيرة الرتم المزهرة،
ولا بالفضاء المليء بالبذور تحلّقُ بشغف.
كنتُ
لا أحد.
*
هي البداوة
في موسيقى الجاز،
في ألحان شارلي الطائر!
*
ليكن صحيحاً ما تقول.
قريباً من طائر يهبّ للطيران،
قريباً من ضحكات في الجوار،
قريباً من هاويةِ الروح،
قريباً من نغنشةٍ عذبةٍ في القلب.
*
وتتغير مسارات البقاء وأوقاتها.
*
الظهيرةُ
مدّت يدها للعابر بقدح السكون.
*
وعلا في المكان صراخٌ حزينٌ!
*
تمهّل، كنْ كالمريمية
تسترخي في أبّهة على سرير الشاي.
*
أصابعي تتابع شارلي الطائر
في طيلسان البهجة.
*
ليس من عقوق،
أفتحُ البابَ لموسيقى الجاز.
*
للعَرق على جبين عازف البيز شروطه،
للعِرق الكامن في الكراهية شروطه
ولعَرق الكمّون شرطٌ واحدٌ:
اشربه وانذهِلْ!
*
العازفُ الشجيُّ يباعد بين السموات والأرضين.
العازفُ الشجيُّ يترنّح باللحن العصيّ وحيداً.
العازفُ الشجيُ وهدةٌ نائمةٌ في طريقٍ موحش.
العازفُ الشجيُّ وحده من يمتلك مفتاح الساقية.
*
في حانة الدهشة
أحاذي هذه الظهيرة السكْرى.
*
رويداً يا صاحبي!
الأرض تُنصتُ، الأرضُ ترتجفُ.
رويداً يا صاحبي!
السماء تتدلّى، السماء ترتجفُ.
رويداً يا صاحبي!
قلبي ليس يحتملُ.
*
صَبغةُ الجسد الراقص
تذوب رقيقةً في نهر الساكسفون.
*
الآن فقط عرفتُ
سِرّ ميلان رأس العازف الشجيّ!
*
ظهيرةُ الطويبية
تمدُّ سجّادتها لفَراشات شارلي باركر.
*
ظهيرة ُالطويبية،
عراجين نخلتي ثقيلة بخفّتها.
*
العازفُ الشجيُّ
من طرف عينه يتابعُ
قيلولةَ ديكيْن وخمسِ دجاجات.
*
تحت شجرة ليمون قمرية
قِطعُ البطّيخ الحمراء
تستسلمُ لنقرات الطيور العطشى.