كثيرًا ما تَتَوَافَقُ الْمَوْضُوعَاتُ أَوِ الْمَعَاني الَّتِي يَتَنَاوِلُهَا الشُّعَرَاءُ فِي قَصَائِدِهِمْ ، وَلا عَجَبَ في ذلكَ ؛ فَالْعَوَاطِفُ الإِنْسَانِيَّةُ تَتَشَابَهُ وَتَتَطَابَقُ ، وَالتَّجَارِبُ الشِّعْرِيَّةُ تَتَمَاثَلُ وَتَتَوَافَقُ ، وَلَمْ يَخْرِجِ الشُّعَرَاءُ الشَّعْبِيُّونَ مِنْ هَذَا الْمِضْمَارِ ؛ إذ غَالِبًا ما تَتَشَابَهُ الموضُوعَاتُ الشِّعْرِيَّةُ الَّتِي يتناولُهَا شُعَرَاءُ الْفُصْحَى وَشُعْرَاءُ العَامِّيَّةِ على حَدٍّ سَوَاءٍ ، حَدَّ التَّطَابُقِ ، وقد تَتَوَافَقُ بدرجةٍ غريبةٍ تفوقُ ما يُسَمَّى بـ ( التَّخَاطِرِ ) أو تَوَارَدِ الْخَوَاطِرِ أَوْ التَّنَاصِّ ، أَوْ التَّعَالِقِ ، وبلا أدْنَى مُبَالغَةٍ ، قد يَتَفَوَّقُ الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ – في أَحْيَانٍ كثيرةٍ – على نَظِيرِهِ شَاعِرِ الْفُصْحَى ، في بَلاغَتِهِ وَصُوَرِهِ وَدِقَّةِ تَصْوِيرِهِ ، وَجَمَالِ تَعَابِيرِهِ ، أو في اختيَارِ موضوعَةِ قَصِيدَتِهِ ، وَطَرَافَةِ عَرْضِهَا ، وَالأَمْثَلَةُ عَلَى ذلكَ كثيرةٌ، يَقُولُ الشَّاعِرُ العربيُّ توبَةُ بنُ الحميِّرِ:
وَلُو أَنَّ لَيْلَى الأَخْيَليَّةَ سَلَّمَتْ ** عَلِيَّ وَدُونِي تُرْبَةٌ وَصَفَائِحُ
لسَلَّمْتُ تَسْليْمَ الْبَشَاشَةِ أَوْ زَقَا ** إلَيْهَا صَدًى مِنْ جَانِبِ الْقبْرِ صَائِحُ
وَذَلِكَ مِنْ قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ مَطْلَعُهَا:
أَلا هَلْ فُؤَادِي عن صِبَا الْيَوْمِ صَافِحُ ** وَهَلْ مَا وَأَتْ لَيْلَى بِهِ لَكَ نَاجِحُ
ويَقُولُ جميلُ بثينةَ:
يَهْوَاكِ مَا عشْتُ الفؤَادُ فَإِنْ أَمُتْ ** يَتْبَعْ صَدَايَ صَدَاكِ بَيْنَ الأقْبُرِ
ويَقُولُ الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ الكبيرُ المرحومُ إبراهيم بوجلاوي (1) في بَلاغةٍ عَالِيَةٍ ، وَبَيَانٍ مُبِينٍ، مُتَفَوِّقًا على الشَّاعِرَيْنِ الْفَصِيحَيْنِ تَوْبَةَ بْنِ الْحُمَيِّرِ وَجَمِيلِ بُثَيْنَةَ لِتَكْثِيفِهِ الدَّقِيقِ وَجَمَالِ مَعَانِيهِ وبلاغتِهِ وَجِدَّةِ مَوْضُوعِهِ ، يَقُولُ:
إِنْ كَانْ مَتِتْ خَطَّرْ فاطمَةْ في سِرَّكْ ** وَبَهِّتْ لْقَبْرِي تَنْظَرَهْ يَتَحَرَّكْ (2)
فَجَمِيلُ بثينةَ خَرَجَ من حَلْبَةِ السِّبَاقِ مُبَكِّرًا ؛ فهوَ يَرِيدُ الْقَوْلَ إِنْ صَدَاهُ سَيَتْبَعُ صَدَاهَا بعد موتِهِمَا بينَ القبورِ ، بينمَا الشَّاعِرَانِ الآخَرَانِ ، توبَةُ وبوجلاوي ، يَتَحَدَّثَانِ عن موتِهِمَا هما فقطْ ، دونَ ذكرِ موتِ الحبيبَةِ ؛ لكأنَّهُمَا لا يحتمَلانِ مجرَّدَ تذَكُّرِ فكرَةِ الموتِ لِلْحَبِيبَةِ ؛ بِالرُّغْمِ من إيمانهِمَا بِالْمَوْتِ كَحَقِيقَةٍ ثابتةٍ مُسَلَّمٍ بِهَا.
أمَّا الشَّاعِرُ العربيُّ توبَةُ بنُ الحميِّرِ ، فهوَ يَشْتَرَطُ لِرَدِّ السَّلامِ أَنْ يكونَ من حَبِيبَتِهِ ، ليلى الأَخْيَليَّةِ الشَّاعِرةِ الشَّهِيرَةِ، وقد يَنُوبُ عَنْ تَسْلِيمِهِ ، ردِّ سلامِهَا ، صَدًى يَزْقُو من جَانِبِ الْقَبْرِ صَائِحٌ ، وقدِ احْتَاجَ الشَّاعِرُ الفصيحُ لبيتينِ اثنينِ لتبيَانِ فكرتِهِ مُسْتَعِينًا بما سبقَهُمَا من أَبيَاتٍ وهي:
وهلْ تَبْكِيَنْ لَيْلَى إذا مِتُّ قبلَهَا ** وقامَ على قبري النِّسَاءُ النَّوَائِحُ
كَمَا لُو أَصَابَ الْمُوتُ لَيْلَي بَكيتُهَا ** وَجَادَ لَهَا دَمْعٌ مِنَ العَيْنُ سَافِحُ
وأُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بِمَا لاَ أَنَالُهُ ** بَلَى ، كُلُّ مَا قَرَّتْ بِهِ الْعَيْنُ صَالِحُ
فالأبياتُ السَّابقةُ مَهَّدَتْ لموضُوعَةِ الشَّاعِرِ الرَّئيسَةِ ، ولعبَتْ دورًا مُهمًّا في تبيَانِ ما ينوي إيصالَهِ للمتلقِّي.
فيما كانَ الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ إبراهيمُ بوجلاوي يطلبُ منَ المتلقِّي مجرَّدَ استذكَارِ حبيبَتِهِ في نَفْسِهِ لِحُدُوثِ حَرَكَةٍ وَاصْطِخَابٍ وَضَجِيجٍ.ولنتأمَّلْ ما يحدثُهُ مُجَرَّدُ أَنْ يُسِرَّ المرءُ اسْمَ حَبِيبَتِهِ في نفسِهِ ، كيفَ يَهْتَاجُ الشَّاعِرُ في قبرِهِ مُحْدِثًا حَرَكَةً وَجَلَبَةً مُثِيرَتَيْنِ.
وقدِ اكتفى الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ ببيتٍ يتيمٍ مُخْتَزَلٍ مُكثَّفٍ ليفعلَ ذلكَ ، كما أنَّ الشَّاعِرَ الفصيحَ لم يكنْ متأكِّدًا من أَنَّهُ سَيَرُدُّ السَّلامَ عليها ، إنما جعلَ جوابينِ لشرطِهِ (ولو أنَّ ليلى الأخيَليَّةَ سَلَّمَتْ ) هما ( لَسَلَّمْتُ ، أَوْ زَقَا إلَيْهَا ) أي أَنْ يُسَلِّمَ أو أنْ يُجيبَهَا صَدًى صَائِحٌ من جانبِ القبرِ .. وَهَذَانِ الأَمْرَانِ ، غَيْرُ الْمَجْزُومِ بِحُدُوثِهِمَا ، يُزَعْزِعَانِ فِكْرَةَ الشَّاعِرِ ، ويحيطانِهَا بِأَسْوَارٍ مِنْ شُكُوكٍ شائكةٍ ، وَيُحْدِثَانِ في نفسِ المتلقِّي عدمَ ثقةٍ بما يزعمُ حدوثَهُ، ويثيرانِ رِيبَةً مِلْحَاحَةً في إِمْكَانِيَّةِ تحقُّقِ مَا أَدَّعَاهُ ، فتغدو مزاعِمُهُ مُجَرَّدَ مُبَالَغَةٍ مُضخَّمَةٍ عن شِدَّةِ حَبِّهِ لحبيبَتِهِ.
وهذا الشَّاعِرُ صَفِّي الدِّينِ الحلِّيُّ يَقُولُ مُعَارِضًا توبَةَ بنَ الحميرِ فَيَصِفُ حبيبَةً طَيِّبَةَ النَّشْرِ ، يَزْعَمُ أَنَّهَا لو أَهْدَتِ الْمَيْتَ عِطْرَهَا لَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ حَيًّا ، ولو أنَّهَا نَادَتْ عِظَامَهُ وَهْوَ مَيْتٌ لأجَابَهَا بفمِهِ لا أَنْ يجيبَهَا صَدًى صائحٌ من جَانبِ القبرِ .. يَقُولُ:
وَهَيْفَاءُ لو أَهْدَتْ إلى الْمِيتِ نَشْرَهَا ** لأُنْشِرَ مَنْ ضُمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ
وَلَوْ أنَّهَا نَادَتْ عِظَامِي أَجَابَهَا ** فَمِي لا صَدًى من جَانِبِ الْقَبْرِ صَائِحُ
لَئِنْ بَخِلَتْ إِنَّ الْخَيَالَ مُسَامِحٌ ** وإنْ غَضِبَتْ فَالطَّيْفُ مِنْهَا مُصَالِحُ
وَذَلِكَ مِنْ قَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ مَطْلَعُهَا:
إِذَا لَمْ يُعِنِّي في عُلاكَ الْمْدَائِحُ ** فَمِنْ أَيْنَ لي عُذْرٌ عَنِ الْبُعْدِ وَاصِحُ
أمَّا الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ إبراهيمُ بوجلاوي فقد وَضَعَ المتلقِّي نفسَهُ في دائرَةِ الحدَثِ بَأَنْ وَجَّهَ لَهُ الخطابَ مَبَاشَرَةً لِيُشْرِكَهُ في اِكْتِمَالِ الصُّورَةِ بِكُلِّ أبْعَادِهَا وَأَلْوَانِهَا وَظِلالِهَا ؛ ليَصِيرَ جُزْءًا مُهِمًّا منها ، ثمَّ طَفَقَ يسرِدُ – بثقةٍ واضحَةٍ – مَرَاحَلَ حُدُوثِ الفكرَةِ مُتَسَلْسِلَةً ؛ بَدْءًا من حُدُوثِ مَوْتِهِ ( إنْ كانْ مَتِتْ ) ثُمَّ استذكارِ المُخَاطَبِ لحبيبتِهِ ( فاطمَةَ ) واستحضارِهَا في خَاطَرِهِ ( خطَّرْ فاطمه في سِرَّكْ ) ، فالنَّظَرِ إلى قبرِهِ لِتَرَاهُ بعدَ ذلكَ يتحرَّكُ ، وهوَ جوابُ شرطِهِ، ( وبهِّتْ لقبري تنظره يتحرَّك )، فهوَ لا يشترطُ حُضُورَ حبيبتِهِ نفسِهَا لقبرِهِ ، ولا النُّطْقَ باسمِهَا ليتحرَّكَ القبرُ ، وَإِنَّمَا مُجَرَّدُ اِسْتِحْضَارِ أَيِّ اِمْرِئٍ لِصُورتِهَا في الخاطرِ بعدَ وفاتِهِ ، مُتفوِّقًا على الشَّاعِرِ العربيِّ توبةَ بنِ الحميِّرِ الذي يشترطُ لاكتمالِ حدوثِ معجزتِهِ بأنْ تُسَلِّمَ عليهِ ليلى – حَصْرًا – ولا أحدَ غيرِهَا.
وقدِ اسْتَعَانَ الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ بِخمسَةِ أفعالٍ مَنَحَتِ الْبَيْتَ حَرَكَةً مُثِيرَةً ، مُجْرِيَةً فيهِ الحيَاةَ في مَشْهَدِيَّةٍ حَيَّةٍ تَبْدَأُ بِحُدُوثِ مَوْتِهِ: (كان متت) ، فالاستذكارِ: ( خَطَّرْ ) أي استذْكِرْ في خَاطِرِكَ ، فعمليَّةُ النَّظَرِ لِلْقَبْرِ ( بهِّتْ ) انظرْ. فالمشاهدَةُ ( تنظره ) تراهُ ، تشاهِدُهُ ، وُصُولاً إلى خُلاصَةِ هذِهِ المُعَادَلَةِ ، وَهْيَ الحرَكةُ الَّتِي تحدُثُ دَاخِلَ القبرِ: ( يتحرَّك ) ، فَهْوَ يَهْتَزُّ شَوْقًا وَتِحْنَانًا.
كما أنَّ الشَّاعِرَ قابلَ – ضِمْنِيًّا – بينَ الحيَاةِ والموتِ بجمعِهِ بينَ موتِهِ وحركةِ رَفاتِهِ في القبرِ ، فالحركَةُ حيَاةٌ وابْتِعَاثٌ، بينما الموتُ سكونٌ واندثارٌ.
ويبقى أن نقولَ: إِنَّ سَمَاعَ صَوْتِ حبيَبةِ الشَّاعِرِ الفَصِيحِ مُحَيِّيًا من خَلْفِ الجَنَادِلِ وَالصَّفِيحِ ، كَانَ مُحَصِّلَةَ المعَادِلَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا الشَّاعِرُ في ثَنَايَا بَيْتِهِ ، أَمَّا الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ فَنَتَائِجُ مُعَادَلَتِهِ هيَ هَذِهِ الحركةُ والاهتزازُ الأرضيُّ الذي يُحْدِثُهُ اشْتِيَاقُهُ لها حَتَّى بعدَ أَنْ أمسى رُفَاتًا وعظامًا بَالِيَةً ، فهو يملكُ مَقْدِرَةَ الحِرَاكِ لأَجْلِهَا حَتَّى من وَرَاءِ أَحْجَارِ القَبْرِ لمجرِّدِ تَذَكُّرِ المرْءِ لحبيبتِهِ سِرًّا بجوارِ قبرِهِ ؛ لكأنَّهُ كانَ يَنوي الفِكَاكَ من لحدِهِ والقِيَامَ حَيًّا للقَائِهَا ، فالشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ يسوقُ – ضِمْنِيًّا – فكرةً فلسفيَّةً فَحْواهَا: أَنَّ الْحُبَّ يَصْنَعُ المعجزاتِ ؛ فهوَ بإِمكانِهِ أَنْ يُحِيلَ الْمَوْتَ إِلَى حَيَاةِ ، وعرضُ هَذِهِ الفكرةِ – كما وَرَدَتْ في بيتِ بوجلاوي – لم تردْ – قَبْلاً – في شِعْرِنَا العربيِّ ، فهذا الشَّاعِرُ العَاشِقُ الأُمِّيُّ قد بَالَغَ في وصفِ شِدَّةِ حُبَّهِ لمحبوبِتِهِ لدرجَةِ أَنَّ مجرَّدَ ذكرِهَا في نفسِ المرءِ كفيلٌ بردِّ الرُّوحِ فيهِ بِإِحْدَاثِ حَرَكَةٍ كَالزَّلَزَلَةِ جَرَّاءَ محاولةِ العاشقِ الميِّتِ النُّهُوضَ انتفاضًا لذكرِ حبيبتِهِ ، واهتزازًا لذكرَاها.
فالشَّاعِرُ الفصيحُ يشترطُ أن تجهرَ حبيبتُهُ نفسُهَا بالتحيَّةِ لاكتمالِ المُعَادلةِ ، بينما لا يَطلبُ الشَّاعِرُ الشَّعْبِيُّ غيرَ إسرارِ المرءِ باسمِهَا في خاطرهِ لحدوثِ مُبَالغَتِهِ الْفَلْسَفيَّةِ العَفْوِيَّةِ ، فمن منَ الشُّعَرَاءِ قد تفوَّقَ على صَاحِبِيهِ يا تَرُى..!؟
******
وقدِ التقطَ الشَّاعِرُ عثمانُ السَّنوسي الرَّفادي بيت بوجلاوي ، ونسجَ على مِنْوَالِ فِكْرَتِهِ الذَّكِيَّةِ قَصِيدَةً جَيِّدَةَ البناءِ والمعاني والمضامينِ ، لكنَّ القَصِيدَةَ – بالرُّغْمِ من جمالِهَا – إِلاَّ أنها بَدَتْ كَأَنَّهَا شَرْحٌ لبيتِ بوجلاوي ، أوَإِعَادَةُ إِنْتَاجٍ لَهُ ، معَ كثيرٍ منَ الإسهابِ وَالشَّرْحِ الْمُسْهِبِ ، ذلكَ لأنَّهَا بُنِيَتْ على بيتِ الشَّاعِرِ إبراهيمَ بوجلاوي ، ويظهرُ فيها إِعْجَابُ الشَّاعِرِ بالْبَيْتِ ، وَتَأَثُّرُهُ الشَّدِيدُ بِهِ ، يَقُولُ الشَّاعِرُ عثمان السنوسي الرَّفادي:
جيب سريبه ** مول الشَّفاه معورجة بْكتيبه
وبهِّت لقبري وين ما تدوي بَهْ ** تْشوف الوطا فوقي وهي تشرَّكْ
نْنوض بِاللَّحود اللِّي عليّ صليبه ** يزَّاحَا الحيط اللِّي علي مبرِّكْ
من ضيم فاهق في الحياة نشكيبه ** لحقني ونا تحت اللَّحود مْترَّكْ
كي هذي ما ظنِّي هْناك مْصيبة ** حَتَّى ونا مدفون فيّ يْحرِّكْ
قولها مخفيَّه ** واطري غلا لريل كحيل اصبيَّه
وبهِّت لقبري كي اذكر طاريَّه ** يْشَّقِّق ونا بين اللَّحود مْهرِّكْ
وَنْهِمّ وين ما يطروا عزيز عليَّه ** لا تْقول مَيِّت لا القبر يْغِرَّكْ
ما زِلَتْ نِسَّابَهْ مْعَ طَارِيَّه ** تعلام وين يَطْرُوهَا الرُّوح يْشَرِّكْ
_______________________________________________
هوامش/
* نشر بصحيفة المأثور الشعبي ، العدد الأوَّل 5 ديسمبر 2006 م.
1 – هو إبراهيم طاهر علي حسين حمد يحيى بوزويدة بوجلاوي الفاخري. يمتد نسبه إلى أم شيبة التي حمل اسمها أحد بطون قبيلة الفواخر المواعين الثلاثة وهي : أم شيبة، عالية، مهابات. فجـَدُّهُ يحيى (بوزويدة) هو يحيى ولد عثمان ولد مبروكـة. وقد اشتهـر باسم (بوجلاوي) نسبة إلى (جلاوي بنت عبدالله الهريوت ) والدة جدِّهِ طاهر.
2 – وقد ذكر لي الشاعر الكبير عبد السلام بوجلاوي أنَّ هذه الأبيات التالية التي أنشئت على بيت بوجلاوي السابق ، هي لوالده ، وأكَّد لي هذا القول الشاعر صالح بالقاسم الهوني :
في خاطرك خطِّرها ** وَصَبِّي احذا قبري وما تذكرها
بْعينك أسَّاع المخرفة تنظرها ** تطير اللَّحايد والكفن يَشَّرَّكْ
وإن كان مات شايبها اللِّي عاشرها ** ونا عشت تمَّالي سعد متحرِّكْ
نقدر نقول لك ما عد نسيب جررها ** نين لبعضها بالسَّلاح تْبَرِّكْ
وَإِنْ كان حِجَّرت نقتل اللِّي حجَّرها ** بعد نقولَّه راني بري من شرَّكْ
وتفوز بْمطيرة نا اللِّي باذرها ** والله يْسامح المرحوم في ما فَرَّكْ.