طيوب النص

التوهج اللامع

من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي

يحدث أن تنطفئ بشكل أكثر لمعاناً، كأن تضحك بملء شدقيك على نكت الحياة سمجة وتفوح منك روائح الوجع الشجي كأن تعد ندب الزمان، نُدبة نُدبة حينما تلعب أو تأكل  وأنت تعترف بينك وبين روحك كيف يبدو التعب يأكلك على مهل حتى وأنت قوي، يحدث كيف تتوقف عن التنفس لوهلة من شدة التواء قلبك الشامخ على سطح بشاعة ما حدث بك داخلياً حينما تحولت كل تعابيرك للابتسامات   مالحة كلما أطلقت واحدة تحسست طعمها تحت لسانك، هنالك انطفاء لامع لا يحدث فيه بكاء واضح المعالم ربما لأن كل أنواع البكاء لا تجدي نفعاً كل متاهات الزمان لا تعطيك مساراً هنالك انطفاء مختلف تتوهج فيه شروخ روحك شرخًا شرخًا  بكامل صلابتك، يراك الناس فيه سعيد ولامع ومطمئن لكنك بعكس ذلك تماماً تموت على مهل تتضاءل في دواخلك الآمال حتى لا تراها ، تختفى تنساب في يأسك الأحمر، انطفاء تتمني لو بإمكانك أن تتقيئ  فيه كل ماضيك كل أيامك التي سكبت سوادها في عظمك خذلاناً متألقاً ، تود أن يغسلك أحدهم بلون أبيض أن تعود كما كنت لكن كل ما حاولت إطلاق صرخة واحدة  في وجه هذه الحياة تجدها تخرج بصمت واجم الملامح، معلناً أنه لا حاجة هذه الروح جاثية ومنطفئة وغير صالحة للاستهلاك مرةً أخرى برغم كل هذا التوهج اللامع في نظر الأخرين!

مقالات ذات علاقة

الغرابة تغزونا

فهيمة الشريف

دون أن يفزع التستوستيرون

المشرف العام

نصوص

صالح قادربوه

اترك تعليق