قصة

حضـور ثان

قطة. (الصورة: الكاتب الصديق بودوارة)
قطة. (الصورة: الكاتب الصديق بودوارة)

غادر كل من كان في الحانة، وكانوا يقتعدون الكراسي من خشب يمكن أن تصنع منه بابا أو طاولة أو جرة تعتق فيها الخمر أو نعشا لميت جديد.

هم كثر ينسلون من رحم المعاناة ومن سنوات الجمر، يكونون شعبا يجعل من بعضهم السلطان خدما وجيشا يحرسه،  وكذل شعراء يمدحون قهره لهم، عشاق وأصحاب كيفما أتفق لهم، ومعاقين حروب خاسرة، وعاطلين عن العمل لم يقبل لهم الحاكم سخرة في مزرعته، ومتقاعدين أكلت منهم خدمة الحكومة أعمارهم، وكسالى ، ومن على هامش الحياة يغني لليلاه.

بعضهم عَبَ في جوفه زجاجات عشر من الجعة، ونصفها أو ربعها للبعض الثاني ، فيما أكتفى الذي بين البعضين برائحة الخمر في الفضاء.

كلهم غادروا تقريبا ولم يبق منهم أحد ، وحدها من بقت حاضرة في الركن القصي المعتم بظلمة المكان تمو ….

      ميو.

           ميو ..  

              ميو …

مقالات ذات علاقة

حكمة

محمد المسلاتي

سيرة ذاتية لموتٍ أنيق

المشرف العام

لوحة فنية

ريم العبدلي

اترك تعليق