ريم العبدلي
بمعرض الفنون التشكيلية المزدحم بالحضور، برقت لوحة فنية معبرة، تمتلك قدرة كبيرة أن تهز جبلا من الحزن؛ ليقع قلبي أسيرا لتلك اللوحة وكأنى بحاجة ملحه إليها.
انشق حينها قلبي كطفلة صغيرة أبعدتها الأيام عن حلم طفولتها.
ارتجف قلبي من شدة الخوف وأنا أنظر إلى سعر تلك اللوحة؛ فكل ما في محفظتي لا يكفي لشرائها.
وإذا برجل طويل القامة يحمل بيديه قارورة مياه، ينظر إلى اللوحة بشغف، فانهارت من البكاء، حاولت أن أخفي اللوحة ورائي، فتح القارورة وهو ينظر إلىّ والحزن يكاد يقتلني، يعطيني المياه وإذا بي أصرخ في وجهه بصوت عالٍ: «إنها لوحتي».
انتزع تلك اللوحة من على الحائط ليقول: أعلم أنها لوحتك، فكيف تكون لغيرك؟!
التقطها مسرعة من بين يديه؛ خوفا من وقوعها في يد شخص آخر؛ فتلك اللوحة تحمل صورة أمي التي اشتقت إليها كثيرا.