الطيوب| متابعة وتصوير: مهنَّد سليمان
أقيمت بدار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس محاضرة بعنوان (التصميم المعماري بين رسم اليد ورسم الحاسوب)، وذلك صباح يوم السبت 25 من الشهر الجاري على هامش معرض المكان مرسم الفنان الراحل علي قانة الذي افتتح مساء يوم الخميس المنصرم بدار كريستة ألقاها وأعدها المهندس “مفوّق فتح الله حواص” بحضور كوكبة من الفنانين والطلبة والأساتذة المعماريين حيث استعرض حواص من خلال عرض تقديمي مجموعة من الشرائح الضوئية ناقش عبراه المراحل التي يمر بها العمل والرسم المعماري، وعلاقته بتقنية الرسم اليدوي والرسم على جهاز الحاسب الآلي، متطرقا لمدى تأثير كل منها على مسار العملية الإبداعية للعمل المعماري ككل.
معرض فني يُحيي مرسم الفنان الراحل علي قانة
ما بين الرسم اليدوي والرسم على الحاسوب
بينما طرح حواص فكرته بواسطة مقالة مترجمة للمهندس المعماري “ميشيل جارفيس” سبق وأن نشرت في صحيفة نيويورك تايمز عام 2012م، وتناول حواص نبذة مقتضبة عن المعماري المذكور وهو أمريكي الجنسية من مواليد عام 1934م درس في جامعة هارفورد ومارس العمارة كمهنة ودرسها في جامعة برينستون منذ عام 1964م،، وهو يعد من رواد عمارة الحداثة وما بعد الحداثة، وأشار حواص إلى أن المعماري المذكور يوضح بأنه قد أصبح من المألوف مؤخرا في العديد من المكاتب المعمارية الإعلان عن مرحلة الرسم باليد متسائلا بالقول : مالذي حدث لمهنتنا وفننا عجل بالإعلان عن نهاية أقوى الوسائل لتوليد الأفكار وتقديم العمل المعماري كما يرى كاتب المقال مؤكدا في المقابل أن جهاز الحاسوب لديه امكانات جبارة لتنظيم وإخراج البيانات، وهو يستطيع التعامل مع كل الجوانب التي تخص العمل المعماري بدءا من الرسومات الأولية للفكرة وصولا إلى الرسومات التنفيذية المعقدة، مستفسرا عن جدوى حلول الألة محل الأيدي البشرية وما انعكاساتها على العملية الإبداعية برمتها.
صعوبة انفصال العمارة عن الرسم اليدوي
مضيفا بأن معظم المعمارين اليوم يستخدمون أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات الخاصة بالتصميم بمساعدة الحاسوب ( CAD)، وتقنية ( BIM) لافتا إلى أن المباني لم تعد مصممة بصريا ومكانيا بل أصبحت كأنها نتاج عمليات حسابية لمجموعة من قواعد البيانات المترابطة مؤكدا في آن الوقت أن العمارة لا يمكن أن تنفصل عن الرسم اليدوي مهما تطورت التكنولوجيا فالرسومات المعمارية لبست مجرد منتج نهائي بقدر ماهي جزء من مسار عملية التفكير للتصميم المعماري مشيرا إلى أن الرسومات تعكس التفاعل الذي يحصل بين أيدينا وأعيننا وأذهاننا، فيما أوضح كذلك بأن (الاسكتش) يعمل كذاكرة يومية بصرية، ويمكن أن يصبح رقم قياسي لما يكتشفه المعماري مبينا على أن (الاسكتش) لا يمثل الواقع باعتبار أن هدفه الأساسي يتمثل في التقاط الفكرة فالرسم باليد مؤشر يدل على أن المعماري لايزال على قيد الحياة، وذكر حواص بأن قيمة الرسومات لدى المعماري تشكل قيمة بالنسبة لجامعها أو مجرد صورة جميلة لذا نجد أن كل عمل هو جزء من عملية ولبست نهايتها.