متابعات

محاضرة عن آفاق الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإبداع الشعري

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة بعنوان (الذكاء الاصطناعي أفق لا يحده إلا الشعر)

أقام الشاعر والإعلامي المهندس “علي حامد العريبي” محاضرة بعنوان (الذكاء الاصطناعي أفق لا يحده إلا الشعر) مساء يوم الأحد 3 من شهر سبتمبر الجاري في بيت نويجي للثقافة بالمدينة القديمة، وذلك ضمن فعاليات ليالي المدينة الموسم الصيفي لعام 2023م، وافتتح المحاضرة الشاعر “صالح قادربوه” المسؤول عن المناشط والبرامج الثقافية بكلمة ترحيبية، ومن ثم استهل المهندس العريبي محاضرته في ضوء عدد من المحاور حيث أشار إلى التعريف العام لمفهوم الذكاء الاصطناعي باعتباره سلوك وخصائص معينة تمتاز بها البرامج الحاسوبية تجعلها تضاهي القدرات الذهنية للعقل البشري بمختلف أنماط وظائفها، وذكر المُحاضر أهم خصائص قدرة الذكاء الاصطناعي فهو يملك الأدوات المساعدة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع ومواقف لم تُبرمج سلفا، وأوضح المُحاضر بأن اصطلاح الذكاء الاصطناعي يظل مثار جدل نظرا لعدم توفر تعريف دقيق ومحدد لماهية هذا الذكاء، ولفت المُحاضر حسب أحدث الاحصائيات المنشورة أن حوالي 29 مليون مهنة حول العالم سوف يُستغنى عنها واستبدالها بالذكاء الاصطناعي.

تقنيات الذكاء الاصطناعي
كما بيّن المُحاضر في سياق شرحه أن الذكاء الاصطناعي كمصطلح يقوم على دراسة وتصميم أنظمة ذكية تهضم وتستوعب معطيات بيئتها الأمر الذي يدفعها لاتخاذ إجراءات تزيد من حظوظ وفرص نجاحها إلى حد كبير، واستشهد المُحاضر بما قاله العالم الأمريكي في مجال الحاسوب “جون مكارثي” الذي ساهم في وضع هذا المصطلح لأول مرة عام 1955م فهو يرى بأنه علم وهندسة صنع آلات ذكية، واستعرض المُحاضر كذلك المجالات التي ينشط فيها الذكاء الاصطناعي لاسيما في الصناعة والمال والاتصالات وحركة المرور وما نحو ذلك، وتوقف المُحاضر إزاء مدى تأثير الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي مؤكدا أن تقنيات هذا الذكاء تستطيع تحليل تاريخ المرضى وخريطة ما يُمسى بالـ(جينوم) المتعلقة بمسألة محاكاة التغيرات في أجسامهم والتنبؤ بالأمراض المُحتملة كالسرطان مثلا ما يمكن اتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية للوقاية منه بشكل استباقي وفعال وتلافي اكتشافه في مرحلة متأخرة، وعلاوة على ما ذُكر يواصل المُحاضر استعراض مجالات أخرى يدخل فيها عمل الذكاء الاصطناعي من أبرزها : الاختصاص في البرمجة، وتحليل النظم وتصميمها ، والإشراف على أعمال الكومبيوتر والربوتات، والاختصاص في قواعد البيانات وبيئة والمناخ.

إلا الشعر
فيما تطرق المُحاضر أيضا لمحور التعلم العميق موضحا بأنه مجال بحث جديد يتناول إيجاد نظريات وخوارزميات تتيح للآلة أن تتعلم بنفسها عن طريق محاكاة الخلايا العصبية في جسم الإنسان مضيفا بالقول : إن تقنية التعلم العميق برهنت على قدرتها الفائقة على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى لغة وغيرها من القدرات العالية التي استهوت الشركات الأمريكية الكبرى وأغرتها في وادي السيلكون خصوصا شركة فيسبوك وجوجل ودفعتهما للاستثمار ومحاولة تكثيف الأبحاث فيها مشيرا إلى أن هذه الشركات قد تجاهلت التحذيرات المتواصلة من أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يهدد مصير الوجود البشري على الكوكب، بينما عرّج المُحاضر على جوهر محاضرته المتمثلة في الشعر وعن احتمالية تأثره بتقنيات الذكاء الاصطناعي مُعرِّفا بالشعر وأنواعه وأغراضه المختلفة بالإضافة لبحوره الستة عشر، وفي هذا الصدد طرح المُحاضر تساؤلا مشروعا مؤاده : هل يمكن لأي شخص أن يكون شاعرا أصيلا ؟ وهل بامكان تقنيات الذكاء الاصطناعي كتابة الشعر عوضا عن الوعي والخيال الإنساني ؟ وللاقتراب أكثر من إجابة شافية أوضح المُحاضر مجموعة محددات أساسية يتعامل بها الذكاء الاصطناعي مع الشعر أولها أن الشعر العربي الأصيل فن معقد يقتضي فهما عميقا للغة العربية وخلفيتها الثقافية وما تتطلبه ثانيا فهم الشعور الإنساني والانغماس في الثقافة والجوناب العاطفية للشعر ثالثا من الصعب إنتاج نصوص شعرية تحمل في مضامينها العمق والروح الفنية للشعر الأصيل رابعا يتلطب الشعر قدرة هائلة على التعبير الجمالي النابع من الاحاسيس الوجدانية وخامسا الذكاء الاصطناعي يعتبر تطبيقا متقدما يحمل العديد من الامتيازات والمزايا بيد أنه يقف عاجزا عن إنتاج قصيدة شعرية أصيلة مستوفية للشروط الإبداعية والجمالية.

الإنسان هو العنصر الحقيقي
في ختام المحاضرة خلص المهندس “علي حامد العريبي” إلى مجموعة من التوصيات مؤكدا على أن الذكاء الاصطناعي جزء من عملية التطور التقني يمكن الاعتماد عليه كجزء وأداة من أدوات الإبداع لكنه لن يحل مكان المبدع، وأوصى في المقابل بتوجيه السياسات لمنح المزيد من الفرص عبر المتحوى المعلوماتي على مواقع التواصل الاجتماعي مع حشد جهود القطاعين العام والخاص من شركات ومواقع بغية دعم وتحفيز المهتمين لإحداث المزيد من التكامل المعلوماتي، وفي آن الوقت الدفع بزيادة الوعي من خلال موضوعات التقنية والذكاء الاصطناعي وارتباطها بمجاليّ الآداب والفنون كما خلص المُحاضر إلى نتيجة تُشدد على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون إحدى الأدوات المساعدة في إنتاج الشعر العربي باستخدامه لتوليد الأفكار، وإيجاد البنية الشعرية وتوظيف الأساليب والأنماط فالشاعر الإنسان سيبقى العنصر الأساسي والرئيس في تكوين العملية الإبداعية وابتكار الشعر فوحده المخيال البشري من يستلهم ويخزن تبعا لثقافته وبيئته وجذوة عواطفه وأحاسيسه.

مقالات ذات علاقة

أمسية قصصية بنادي الهلال ببنغازي بمشاركة كوكبة من كتاب القصة القصيرة

المشرف العام

ندوة حوارية عن الإسلام فوبيا بمنتدى جامعة طرابلس الثقافي

مهند سليمان

محاضرة ترصد جدلية العلاقة بين الحضارات والتاريخ المعاصر للهوية الليبية

مهند سليمان

اترك تعليق