متابعات

ندوة حوارية عن الإسلام فوبيا بمنتدى جامعة طرابلس الثقافي

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة حوارية بعنوان (الإسلام فوبيا) منتدى جامعة طرابلس الثقافي

نظم منتدى جامعة طرابلس الثقافي ندوة حوارية بعنوان (الإسلام فوبيا) ليلة يوم الإثنين 18 إبريل الجاري، بمدرج رشيد كعبار بالجامعة، وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من تقديم الأستاذ “إسماعيل القروي”، وقد ألقى الدكتور “خالد عون” رئيس جامعة طرابلس كلمة الافتتاح، ومن ثم قرأ الدكتور “إبراهيم الكاسح” أستاذ الأدب المقارن بجامعة طرابلس ورقته البحثية المعنونة بـ(مصطلح الإسلام وتحولات المفهوم في الحاضن الثقافي الفرنسي)التي ركز فيها انطلاقا من تجربة إقامته بفرنسا على اصطلاح الإسلام فوبيا وتاريخ نشأته وظهوره وتفكيكه تاريخيا وما يتضمنه من دلالات، مشيرا إلى مسألتين البُعد الموضوعي والذاتي فعلى الصعيد الموضوعي يرى الباحث الكاسح أنه يقوم على تقدير تاريخي حضاري لأن فرنسا من أقدم الأمم الغربية المسيحية التي حظت بعلاقة خاصة بالشرق الإسلامي منذ القرن الثامن الميلادي كالحملات الصليبية وحملة نابليون وما سجلته هذه الحروب من صدام وصراع بين الأمة الفرنسية والعرب والمسلمين، موضحا أن اصطلاح الإسلام فوبي حسبما ينطق في الفرنسية في أدبيات المؤسسات الفرنسية وفي كتابات مثقفيها فبناء المصطلح لغويا يتكون من مقدمة عربية وهي الإسلام مردفة بفوبيا وهي عبارة ترجع للإغريقية القديمة وتعني الخوف أو الهلع أو الكراهية والعداء للدين الإسلامي، كما عرض الدكتور الكاسح للعلاقة التاريخية الملتبسة والمرتبكة والصدامية بين فرنسا والمسلمين لاسيما إبان الغزو الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر بالإضافة للاعتبار الواقعي المتعلق بسطوة اليمين المتطرف بفرنسا ووجود أكبر جالية إسلامية في أوروبا ومكانة الإسلام في الدولة الفرنسية.

فيما تطرق الدكتور “إبراهيم الربو” رئيس جمعية الدعوة الإسلامية العالمية لثلاثة محطات رئيسة في علاقة الغرب بالإسلام بوجه عام، المحطة الأولى هي إنهيار ما كان يعرف بالإتحاد السوفييتي هذا الإنهيار الذي مكّن الولايات المتحدة الأمريكية من الاستحواذ على مقدرات العالم وهو الأمر الذي جعلها تنظر إلى أن الخطر القادم بعد الشيوعية هو الدين الإسلامي ويضيف الدكتور الربو بأنه من هذا المنطلق بدأ التفكير لدى الغرب خصوصا عقب إسقاط الإتحاد السوفييتي في كيفية التعامل مع هذا المارد الجديد وهو الإسلام بحضارته الفكرية والثقافية، وأشار أن المستجد هو شعور العالم بتفاقم قضية الإسلام فوبيا متمثل في إعتبار الإمم المتحدة يوم 15 مارس من كل عام يوم مخصص لمقاومة ظاهرة الإسلام فوبيا وهو توجه إيجابي أممي في الشعور بمكافحة هذه الظاهرة، وأضاف أن بدايات ظهور مصطلح الإسلام فوبيا كان مع مطلع التسعينيات وأردف إن التخوف من الإسلام هي ظاهرة موجودة في الحضارات والثقافات منذ القِدم فكل ثقافة حضارية تسعى للتميز عن الأخرى، متسائلا هل نحن المسلمون فعلا مظلومون عندما يمارس علينا هذا التمييز أم لا ؟ هل نحن شاركنا ببعض تصرفاتنا ليظهر هذا المصطلح وينتشر هذا الكره للإسلام بهذه الطريقة؟ وتابع إن الكره والتمييز ضد الإسلام ليس بالجديد ولكن التفوق العلمي والإعلامي الغربي هو من ساهم في تنمية هذا المصطلح ليصبح قضية يعاني منها المسلمون، وأضاف بأن جذور ظاهرة الإرهاب ترجع لأولئك الشباب اللذين تطوعوا في الحرب الأفغانية الروسية ودعمتهم أمريكا وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تطلق عليهم مسمى المجاهدين ثم حين عادوا لأوطانهم تحولوا لنواة للحركات الإرهابية، وأكد في ذات السياق أن سلوكيات بعض المسلمون المعوّجة والشاذة وما نحوها ساهمت بشكل أو بآخر في تنامي ظاهرة الخوف والرهاب من الإسلام والمسلمين وتحديدا في أوروبا وأمريكا، وكذلك الفجوة الكبيرة لدى المسلمين بين المثال وبين الواقع.

من جهة أخرى أشار “عبد الرحمن فرحات” الأستاذ بكلية العلوم الشرعية بجامعة طرابلس إلى أن الدين الإسلامي يغطي كافة جوانب الحياة وكان ولايزال هذا الدين مضرب المثل في الشرق وفي الغرب على عدالته ونقاوته وسموه، إلا أن هناك نابتة من النوابت لا يعجبها هذا الدين إما لخلل في أنفسنا وإما لأسباب أخرى، وأضاف بأن هذه النابتة ما فتأت تتعرض لدين الإسلام في حقبة من التاريخ كانت عبر القتال والمعارك الدموية ولكن في هذه العصور المتأخرة كانت عبر مايسمى بالحرب الناعمة فتارة منها كان بإلصاق التهم الزائفة والشبهات الواهية على الدين الإسلامي وتارة ثانية ما يمس الدين الإسلامي بأصوله وثوابته ومنها ما يمس شخص نبيه وصاحبته وما يمس المتدينين بديانة الإسلام وزمرته وتابع إن من هذه التهم الزائفة والشبهات الواهية أن الإسلام هو دين الرهاب ودين الخوف ودين الرعب وجمعوا هذه المعاني الكلية في مصطلح أسموه الإسلام فوبيا، وعرّج الأستاذ فرحات على محطة إسلامية تتمثل في العقيدة على قاعدة الآية الكريمة (لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) مضيفا إننا في هذه الأمسية لا نلتمس المبررات والأعذار بقدر ما نقف على ظاهرة من الظواهر التاريخية التي شهدت تطورا في الأوقات الأخيرة عبر الإعلام وهي ظاهرة الإسلام فوبيا التب أخذت في الإنتشار والشيوع مع آواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ولكن ظهوره الأبرز كان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م.


وطرح الأستاذ فرحات تساؤلا لماذا الإسلام فوبيا ؟ دون غيره لماذا ليست الهندوسية فوبيا ؟ أو السيخية فوبيا ؟ أو الكنفوشسية فوبيا ؟ أو اليهودية فوبيا ؟ وعلل الدكتور فرحات إن من أسباب الإسلام فوبيا هو التمدد الديمغرافي للديانة الإسلامية وهذا التمدد يهدد الكثير من الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدى الغرب فمرروا هذا المصطلح لترويع الناس وجعلهم الإسلام فوبيا ليكون حجة أمام أتباعهم، وقبل الختام أتيحت الفرصة أمام الحضور للمشاركة والإدلاء بتعقيباتهم وأسئلتهم وملاحظتهم على ما جاء في الندوة.

مقالات ذات علاقة

حوارية تناقش مشكلات التوثيق البصري للتراث الليبي

مهنّد سليمان

الاجتماع الثاني لجمعية طرنيش الثقافية

المشرف العام

إضاءة على تجربة الشاعر الراحل أحمد الحريري

مهند سليمان

اترك تعليق