قصة

اضغط لايك

من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري
من أعمال التشكيلية العراقية لينا الناصري

بعين واحدة في الظلام رأيتهم يمزقون الدعايات الانتخابية ويضرمون النيران فيها، لم يغطوا وجوههم، لم يعد هناك خوف.

قصف روسي عنيف، انفجارات مدوية وأوكرانيا تدخل في حلوكة، مشهد مجتزأ من أفلام مارفل.

عجوز إيطالية محدودبة الظهر تفرد عجينة باستا بعصا طويلة تفوقها سمكًا. لديها وقت إضافي في الدنيا لتفعل كل شيء بتمهل. طوبى لها سعة البال.

قطط صغيرة تموء خلف المرضعة…كنافة كيتو.. رجل ملتحٍ يؤكد أن لدى المرأة غدة طبيعية تمنعها من قيادة السيارات!

كافكا وديستوفسكي ونيتشه وسيوران تحولوا إلى اقتباسات وشذرات.

مراهقة مليئة بالثقوب تضيف الثقب العاشر في منخارها وتضع به قرطاً.

ريف النمسا الساحر.. سمك مشوي…شاب يعرض مهاراته الإلكترونية وكأنه اخترع تشات جي بتي أو طوره.. فخذ عجل ممدد على طاولة مطبخ.. الرئيس الأمريكي يخطب …كيف تحل مشكلة مرحاض فائض…بقايا قهوة تتساقط ببطء من ماكينة الإسبريسو.. موسيقى حالمة…علاج طنين الأذن…خواطر أمل السهلاوي عن الوحدة والعزلة والانكماش الذاتي…شاب وسيم يستعرض سيارة بانتلي فاخرة في دبي…مستثمر خليجي ابنته ترتدي بيجاما يحث على التجارة الإلكترونية ويبسط مشاكل العالم الاقتصادية…أحذية وحقائب جلدية تسر الناظرين من على إكسبريس…رجال حول الشاورما والكباب…مجموعة من أنصار البيئة ينامون على الطرقات في لندن ويغلقونها…رئيس عربي ميت… دجاج بالكيوي في الفرن.. رئيس عربي على قيد الحياة…مطربة غير معروفة تغني في حفل غير معروف…حادثة سطو على بنك تشبه حوادث قديمة لم تقبض فيها الشرطة على اللصوص رغم تصويرهم!

مرشدة في الوعي والتشافي وفتح الشاكرات تمارس طقوسها البلهاء.. وجهها طويل… ماجدة في ملابس السباحة ترقص على البحر، لا أحد معها، الهاتف يصورها، ربما عادت هي وأحمد للعراك…ورق عنب وأم علي وكسكسي.. رسالة متأخرة من ابني: لم أرد عليك، أنا مريض، لدي اسهال.

فناجين قهوة وكابوتشينو بجوارها كتب وأيدي فتيات ناعمات في مديح القراءة!

شاورما أسياخ.. تبولة.. خبز إيراني بالحبة السوداء…سراويل مطاطية غير قابلة للتمزق…اليوم العالمي للغة الأم.. إيمان تخشى الإقصاء من وظيفتها بالذكاء الاصطناعي. أدعو الله أن يكون كبقية الاختراعات، دخلت العالم العربي بعد أن صارت قديمة في عالمها

اضغط داون لود.. لايك.. سبسكرايب.. انشر الفيديو في كل الدنيا

زوجي ينقلب على ركنه في الفراش، يتوقف عن الشخير مؤقتاً.. يسألني نائمًا:

“كم الساعة؟ “

أجيب بهمس:

“الخامسة فجرًا.”

كأن عليه الإجابة يقول:

“مازال الوقت باكرًا.”

أغلق الجوال، أضعه جانبًا.. أغلق عيني كذلك.. مازال الوقت باكرًا ..عيني الثانية على أي حال كانت مغلقة، مازالت قابضة على حافة اللحاف وعلى حلم البارحة.

لم يكن حلمًا مثيرًا، كان عاديًا، كأننا في العام 1978 ونحن مازلنا أطفالًا

وليس لنا من أشياء غريبة سوى هاتف أرضي وتلفزيون.

أمي تدق شيئاً في هاون النحاس وجدتي تطير وأنا وأخوتي طيلة الحلم ندخل من سماعة الهاتف ونخرج من التلفزيون، والجيران يحملون إلينا صحنًا من الطعام

تنهدت.. آه ليت ذلك الزمن يعود،

لكن الذي عاد هو شخير زوجي.

اليوم جمعة

في بعض الأماكن سيكون إجازة وبعضها لا.

زوجي لا يتنازل عن عادته لغداء الجمعة “رز وعصبان” حتى في أوروبا نقل تقليد الجمعة هنا إلى الأحد هناك.

سأقنعه بزيارة أمه وتناول الغداء معها.. أساسًا هو لا يراها إلا مرة في الأسبوع…ليس لائقًا أن يزورها أشقاؤه وهو لا.. حرام امرأة مسنة قد تموت في أي لحظة.. ربما يظنون بأنني أمنعه عنها، يجب إغلاق الفتحات التي يدخل منها الشيطان.

سيقضي الأولاد يومًا عائليًا رائعًا عند جدتهم مع أبناء أعمامهم وعماتهم.. سنصور الغداء واجتماعنا العائلي الجميل، سنصور سيلفي لنكون كلنا في الصورة.

اضغط لايك حين ترانا مجموعين من فضلك وبارك تواصلنا الاجتماعي.

جمعة مباركة.


سرد أدبي، مجلة أدبية فصلية، العدد التاسع – يونيو 2023م.

مقالات ذات علاقة

أقــــــــــاصيص

جمعة الفاخري

تَمـَردَ قَــلمي

محمد عياد العرفي

عساكر سوسة

حسن أبوقباعة المجبري

اترك تعليق