قراءات

ميره المالح والسديم

السديم.. للكاتبة والإعلامية ميرة المالح
السديم.. للكاتبة والإعلامية ميرة المالح

الاعلامية الراحلة القاصة ميره عبدالحميد المالح كتبت ونشرت المقالة والمسرحية، وكان تفوقها أكثر في كتابة القصة القصيرة، وكانت من أجمل قصصها (السديم) حيث كانت أمنيتها أن ترى النور مجموعتها القصصية بهذا العنوان وهي على قيد الحياة، حيث تقول في قصاصات على قبر مجهول وهي تتخيل القاصة رحيلها فتقول (ذهب لزيارة قبر زوجته وقراءة الفاتحة على روحها بعد أن هم بالمغادرة لفت نظره قصاصة ورق وضعت على قبر محاذي لقبرها بفضول التقط تلك القصاصة وقرأ ما كتب فيها أوصيكم أن لا تحزنوا عند زيارة قبري فقط عند كل زيارة اكتبوا قصاصة ورق واتركوها على قبري حتما سيأتي بعد عام شخص مهتم ويجمع تلك القصاصات ويصدرها في كتاب يطلق عليه (السديم)

وأجل رحلت عنّا القاصة ميرة المالح وكان زوجها وفياً لها، فتكفل بطباعة مجموعتها القصصية تنفيذا لوصيتها وقبل مضي خمسة أشهر على رحيلها صدرت المجموعة القصصية (السديم) في كتاب عن الدار العالمية للنشر بالإسكندرية. يحتوي بين دفتيه مقدمة كتبتها عنها وسيرتها المطولة التي كانت بعنوان من دفتر الذكريات وتتطرق فيها الي ولادتها بمدينة طبرق ونشأتها فيها ثم انتقالها مع زوجها اقويدر لمدينة القبة ثم التحاقها بمجال الإعلام بمدينة درنة وعندما وقعت درنة تحت براثن الارهاب نزحت عنها هي واسرتها الي مدينتها طبرق واشتغلت بالإعلام والصحافة والاذاعة وأسست بمنتدى النواة الصالون الثقافي وأقامت العديد من الأعمال الخيرية وفي هذا الكتاب مختارات منتقاة من قصصها التي كتبتها على فترات مختلفة ونشرتها في الصحف المحلية عملت على مراجعتها وتصحيحها بعد سلمها لي رفيق دربها وزوجها الوفي المخلص الشاعر/ اقو يدر مراجع وصدرت في كتاب بعنوان (السديم) ويعني ذلك الضباب الكثيف عند الفجر في موسم الصيف (السديم) تتضمن المقدمة التي كتبتها عنها وسيرتها خطتها بقلمها بعنوان (من دفتر الذكريات) ومختارات متنوعة ما بين القصة القصيرة والقصيرة جدا والومضة.

هي قصص واقعية تطرقت في مضامينها إلي علاقة الرجل بالمرأة كما في قصة الجنون وقصة ذكريات جميلة والهجرة غير الشرعية كما في السديم والجهاد في سبيل الوطن كما في قصة الوطن في العيون وقصة طفل الحجارة في فلسطين وشخصيات قصصها من الفقراء والمهمشين الذين يعيشون على الهامش في المجتمع مثل العجوز تراكي في قصة امرأة الضباب وانتباه وقصة اليتيم وغيرها والي تخلف المجتمع في الشعوذة والسحر في قصة الشيخ والتنجيم في قصة حبة الفول.

ونتيجة مرض القاصة الاعلامية بذلك المرض الخبيث يبدو واضحا على قصصها التشاؤم وطغيان هاجس الرحيل والموت في بعض قصصها مثل قصاصات على قبر مجهول والعكاز وذكريات جميلة وليلة الرحيل وغفوة وقلب من ذهب وليلة الرحيل وقصة الام والوطن..

قصص السديم تمتاز بالسهل الممتنع والنبض الشاعري والتكثيف في اسلوبها رحم الله القاصة ميرة المالح واسكنها الله فسيح جناته.

مقالات ذات علاقة

رواية الكشف

رامز رمضان النويصري

نبش الذاكرة

المشرف العام

قراءة في كتاب جديد

المشرف العام

اترك تعليق