قراءات

خفقان.. قراءة في أبيات الشاعر: جمعة بن هيبة

الشاعر جمعة بن هيبة
الشاعر جمعة بن هيبة

توطئة:

وكأنها زخات ماطرة تلك الكلمات التي استهل بها الشاعر جمعة بن هيبة قصيدته في وصف فزان، ولم يخالف عادة غيره من الشعراء في تشبيه الأرض بالحسناء، فقد عبر تلكم الرقعة الجغرافية المندسة في ثنايا الجنوب الليبي بمحبوبته التي تشكل وعيه بها وهو ما زال في طور الصبا لما التقاها وهي ابنة العشرين، فانطلق يسابق الزمن ويطرح العمر من دائرة التوافق متغزلا بجمالها، فقد وقع قلبه في عشق هذه الخاطفة التي تمكنت من سرقته كله في زمن الدمار والخراب الذي طوق الوطن عندما باعدت بين شفاهها المنطبقة وتمتمت بآيات العشق السرمدي الذي لا يكون إلا للوطن فجاء الصوت ملتهبا حارقا وخارقا؛ ولولا يقينه التام بأن القلب لا يكذب ولا يخفي ما يعتمل بداخله من مشاعر بريئة لظن أنه يكذب، وهكذا هو القلب لا يأتيك إلا بالعلل حينما تأتيه خفقة تتبعها شهقة توقع بعضه لتغرق كله.

تشبيه:

يقول الشاعر عن هذه الأبيات: شبهت فزان، البقعة الجغرافية التي ولدت فيها وترعرعت فوق أرضها، وزرت مناطق عديدة وسافرت عبر صحرائها متلحفا بسمائها الصافية، شبهتها بالحسناء التي لم تتجاوز بعد العشرين عاما وما زالت تعيش في عمر الزهور وتقف ما بين المراهقة والنضج العقلاني.

النص:

جنوبية أنت منك القلب قد سرقا..

رغم الدمار وهل يخفى الذي صدقا..

رغم الحكومتين رغم الضائعين سدى..

تبقين جرحي وجرحي أنت مفترقا..

جنوبية أنت من فزان من وطني..

والطفل جنبك رام الشهد فانطلقا..

فصادف العمر في العشرين تنطقه..

تلك الشفاه بصوت اللجن فاحترقا..

عمري كعمرك لاصفر يزيد به شيئا..

ولا الشيء مزداد إذا اتفقا..

إن القلوب بلا عمري إذا خفقت..

فمن يكذب قلبا بالهوى خفقا..

إلى حديث آخر…

مقالات ذات علاقة

قراءة في “قصيل” عائشة أبراهيم

سالم أبوظهير

أقنعة سيت السبعة

محمد الترهوني

راصدوا الصحراء للرحالة الدنماركي كنود هولمبو

إنتصار بوراوي

اترك تعليق