الطيوب
يتزامن اليوم مع مرور عام على ذكرى رحيل الفنان التشكيلي الليبي “علي عمر إرميص” الذي وافته المنية على إثر إصابته بجائحة فيروس كورونا التي لم تمهله الكثير عن عمر ناهز الـ77 عاما، وترتكز تجربة التشكيلي الراحل المقيم في المملكة المتحدة على لفن الحرف العربي كأرضية تنهض عليها أعماله الإبداعية حيث يتبنى من خلال أسلوبه الفني الرسم بفراشات كبيرة مُؤثرا الأوراق المصنوعة يدويا وعلى مختلف الأحجام ليصل حجم بعض أعماله لنحو خمسة أمتار بواسطة اللون الواحد وأحيانا تتعدد الألوان في لوحاته.
مسيرة حافلة
التشكيلي الراحل من مواليد عام 1945م فقد ولد وتربى وترعرع في مدينة طرابلس درس المعمار والتصميم بجامعة بليموث في بريطانيا وما لبث أن عاد مرة أخرى لليبيا عقب تخرجه عام 197م، كانت لديه مشاركة متميزة في الكتابة الفنية وترأس لفترة القسم الفني بمجلة الفنون بطرابلس كما عمل مستشارا للفنون البصرية في مهرجان العالم الإسلامي عام 1976م، اختار في عام 1981م الاستقرار ببريطانيا لتكون له في مدينة الضباب لندن عدة مساهمات وجهود بالكتابة والنشر عبر مجموعة من الصحف والدوريات العربية والإنجليزية لاسيما مشاركاته في المؤتمرات والمحافل العالمية.
خصوصية التجربة
تمتاز موضوعات وأفكار أعماله بواقع ثنائية المزج الذي يُقحمه كعنصر فاعل متمثلا في مختارات متنوعة من بطون الأدب العربي والإسلامي القديم وينهل كذلك مما جاد به مخزون التراث الأدبي العالمي فضلا عن اقتباساته للآيات القرآنية، فنجد بأنه يوظف هذه المختارات كتعليق يسجل موقفا معينا تجاه قضية ما أو اقتباس يحض على التشبث بالمنظومة القيمية للإنسان وتمثلاتها المختلفة في العدالة والسلام العالمي وحقوق الإنسان والمحافظة على البيئة وحمايتها وتذكير الإنسان بمسؤولياته الاجتماعية والأخلاقية، ومن هذا المنطلق يحرص إرميص على حالة التداخل ما بين النص المكتوب واللون بجميع انعكاساته ليجيء عمله الفني متناغما مع رؤيته وحساسيته إزاء قضايا العصر وهمومه
مواكبة الثورة المعلوماتية
الجدير بالإشارة أن الفرادة الإبداعية للتشكيلي الراحل كانت محط انتباه للكثير من المهتمين والبحاث في مجال الفنون التشكيلية مما أفسح للوحاته الآفاق فوجدت حيزا كبيرا في أهم المعارض الدولية، وفي آواخر سنوات حياته دأب الراحل بغية التعريف بحيثيات تجربته على منصات التواصل الاجتماعي كاليوتيوب والفيسبوك وغيرها.




