قصة

العطش

قصة قصيرة مهداة الي الجيل الجديد

من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.
من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.

كلفت بعملية عسكرية جوية بطائرتي السخوي في الاراضي التشادية، وذلك لضرب رتل عسكري قادم نحو أوزو، حاولت تشغيل الصواريخ لكنها لم تشتغل، فانخفضت بالطائرة، كانت الرؤية غير واضحة والغبار كثيف، استخدمت رشاشي الطائرة، لكن فجأة أصيب جناح الطائرة بصاروخ.  ارتفعت بها إلى أعلى وابتعدت عن تلك المنطقة، انخفضت قليلاً وقبل أن تشتعل النيران في الطائرة قفزت منها.

كانت منطقة جبلية، سقطت على رجلي، أحسست بألم شديد، وكدمات في ظهري، لكنني لامست الأرض ولمحت الطائرة وهي تنفجر بعيداً عني، أخذت أمشي على قدمي بالرغم من الألم، عثرت على مغارة كنست التراب اختبأت فيها، كان الطقس بارداً فنحن في يناير، لكن سبحان الله من التعب والارهاق نمت، ومع الصباح صحوت، شعرت بالظمأ الشديد ورائحة البارود، فتحاملت على نفسي وخرجت من الكهف اتعكز ولمحت أشجاراً، فسرت نحوها وأنا أعرج،  فوجدت صبية معهم ماعز، لكنهم خافوا مني خاصة وأنني أرتدي بدلة الطيران وولوا الأدبار، حاولت الإمساك بإحدى العنزات لشرب حليبها، لكن دون جدوى وبعد قليل لمحت الصبية يعودون إلي ومعهم رجل مسن بيده بندقية، داس على زنادها ورمى فوق رأسي وطلب مني الانبطاح، جلست على الأرض فتشني نهب نقودي والمسدس وساعتي، طلبت منه ماء، لكنه أشار إلي وادي بعيد منه ونهرني وهددني بالرمي علي، فابتعدت عنهم متجهاً نحو الوادي، وفجأة صادفني ثلاثة رجال يرتدون بزات عسكرية خضراء، أوقفوني طلبت منهم ماء لكن لم يكن معهم، طلبوا مني السير لكنني لم استطع! توقفت عند صخرة ثم جلست التفتوا ورجعوا، قلت لهم لا أستطيع، إذا كان عندكم ماء احضروه إلي، لن أتحرك من هنا، أخذوا يتحدثون مع بعضهم، لم أفهم لغتهم.

ذهب أحدهم على قدميه، بينما بقيا الاثنان في حراستي، بعد أقل من ساعة أقبل ذلك الرجل، وهو يمتطي جملاً، حملني الاثنان فوق الجمل، واصلوا يمشون حتى وصلنا النجع، وجدنا رجلا بلحيته الكثة في انتظارنا، تركوني عنده أخذ يعطيني القليل من الماء، ويتوقف دقائق وهكذا ثم بعد ذلك أعطاني كبدة مشوية وقام بتجبير رجلي المكسورة، وبت ليلتي في ذلك الخص، ونهضت مع الصباح، لمحت وادياً أمام النجع، مشيت نحوه غسلت وجهي بالمياه، وفجأة لمحت سيارة عسكرية تشادية بها عسكر قفزوا نحوي بأسلحتهم وأسروني ورموني في السيارة، واتجهوا بي نحو سجن فادا ..

مقالات ذات علاقة

شو قالوا يا عمر حلو وما ذقتك

المشرف العام

قصصٌ قصيرَةٌ جِدًّا

جمعة الفاخري

قصص قصيرة جداً

محمد دربي

اترك تعليق